“إبراهيم الأبيض” تاني أفلام مروان حامد، بعد “عمارة يعقوبيان”، ويمكن يكون التالت لو حسبنا “لي لي” الفيلم القصير اللي كان مشروع تخرجه. لكنه كان أول مشروع مجهزه لـ السينما.
بـ النسبة لـ عباس أبو الحسن، فـ على حد علمي رغبته الأولى في السينما مش تمثيل، مع إنه لما لعب دور الجزار في مافيا، حقق نجاح، والجملة بتاعة “غريب أمركم أيها المصريون” لسه قابلة لـ التداول، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، كمان كان مرشح إنه يقوم بـ بطولة فيلم “رسايل حب” بعد رحيل أحمد زكي، بس هو كتب الرغبة الأولى: سيناريو.
وإبراهيم الأبيض نفسه اسم لـ بلطجي أو فتوة أو مسجل خطر أو زي ما تسميه، من حي الأباجية، بس خليني أقول لك على حاجة، مفيش حاجة اسمها “إبراهيم الأبيض” بـ معنى إن ده اسم متداول، ينسب لي حكايات من عوالم الشقاوة، وممكن يبقى فيه أربعة خمسة اسمهم كده، أو شهرتهم كده، أو ليهم حكايات متداولة، وبـ تتداخل مع بعض.
إبراهيم الأبيض، زي جحا، زي أدهم الشرقاوي، زي مجنون ليلى، اسم بـ يتحول لـ مركز لـ الحواديت، أي حد عنده نكتة فيها حكمة، يقول لك: مرة جحا عمل وسوى. أي حد كاتب بيتين مُحن، ومش عارف مين كاتبهم، ينسبهم لـ مجنون ليلى، أي حدوتة فيها شقاوة يبقى إبراهيم الأبيض.
اللي عمل ربكة بس إن واحد اسمه طارق الأبيض، راح عمل وقفة احتجاجية قدام نقابة الصحفيين، وقت عرض الفيلم، وطالب بـ وقف عرضه لـ إنه يتناول سيرة أخوه، واتقال وقتها إن إبراهيم الأبيض نفسه هو اللي درب أحمد السقا على أداء الدور، وكلام من اللي بـ تحبه المواقع، بس ده مالوش أساس.
أصلا، رحلة عباس أبو الحسن في البحث عن إبراهيم الحقيقي ما ودتوش لـ حتة، كان بـ يقابل ناس من الفئة دي فـ يسمع منهم حاجات تضيع حالة الأسطورة اللي بـ يفكر فيها، هو مش عايز يعمل سيرة ذاتية لـ بلطجي من الأباجية، فيه أفكار هـ نتكلم عنها بـ التفصيل في حينها.
كمان عباس نفسه كان عنده تجربة شخصية بـ اعتباره كان مدير مصنع مملوك لـ أهله، فيه عدد كبير من الشخصيات الشعبية، اللي كان بـ حكم شغله متداخل معاهم في تفاصيلهم اليومية، فـ التجربة كانت أوسع من سرد حياة شخص.
مشروع إبراهيم الأبيض اتنفذ بعد الكتابة الأولى ليه بـ عشر سنين مثلا (اتكتب 1999، وخد تصريح الرقابة 2000) وبـ أقول الكتابة الأولى، لـ إن السيناريو اللي اتنفذ كان الدرافت رقم 8 تقريبا، بعد إعادة كتابته كل المرات دي، لـ إنه كل ما كانت خبرة عباس تزيد نتيجة دراسة أو مناقشة أو اكتشاف، كان يعيد الكتابة، لـ حد ما استوى وقت صناعة الفيلم، حتى لو التغييرات اللي تمت كانت في حدود عشرة خمستاشر في المية من الأصل، بس دي كانت حاجة لافتة بـ النسبة لي.
ومع إن ده أول فيلم لـ أبو الحسن، والفيلم الوحيد الحقيقة، لكن تاريخه في التعاقدات على أفلام عريض، بدأه بـ فيلم اسمه “تحت الحزام”، له قصص شهيرة، الفيلم ده ما شفناهوش، أو شفناه، بس بـ اسم تاني لـ مؤلف تاني، بعد ما عمل شوية تعديلات في السيناريو، وده مش موضوعنا دلوقتي.
حتى إبراهيم الأبيض نفسه، تعاقد عليه الأول مع شركة، ما نفذتوش، واتنقل العطا على جود نيوز، وآل أديب، اللي كانت منتجة فيلم مروان الأول: “عمارة يعقوبيان”، وحصل اطمئنان لـ المخرج الشاب (كان وقتها 28 سنة) اللي قدر يدوّر عادل إمام ونور الشريف ويسرا وإسعاد يونس وخالد صالح وخالد الصاوي وسمية الخشاب و….. فاضي؟ وكل ده في فيلم واحد (أبو الحسن لعب دور ظابط أمن الدولة لو تفتكر).
يعجبك يعقوبيان أو ما يعجبش بس القدرة على “صناعة” الفيلم ده بـ تقول إن هنا فيه مخرج، ينفع رصد له ميزانية معتبرة لـ مشروع بتاعه، فـ كان طبيعي إن المخرج يفكر في مشروعه هو، المشروع المشترك بينه وبين المؤلف. وكان المشروع ده هو إبراهيم الأبيض، اللي فضل بـ أحمد السقا، بس بدال منى زكي ظهرت هند صبري.
بـ مناسبة “الصناعة”، تقدر تقول إن دي كلمة السر في مشوار مروان، زي ما كانت عند شريف عرفة، بس تقدر تقول إن مروان زي السامسونج، وشريف زي أريكسون 688 (مروان اشتغل مساعد لـ شريف فترة).
علشان كده أول حاجة فكر فيها مروان هي ازاي “نصنع” الفيلم.
ومن هنا دارت العجلة.
وبدأت الحكايات
المرة الجاية بقى.
الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (37)