محمد إسماعيل الحلواني
يتشابه قراصنة الإنترنت مع منشئي المحتوى الإخباري المضلل والأخبار الكاذبة في العديد من المجالات التي يأتي على رأسها أن لديهم دوافع عديدة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أنواع عديدة من الهاكرز. في منشور على مدونة Infosec، وهو موقع متخصص في أمن المعلومات، كتبت فيه بيني هولشر أن دوافع الهاكرز “تختلف على نطاق واسع، من المخترق الإرهابي الذي يريد إنقاذ الكوكب بطريقته ولو كانت شاذة وغير رحيمة إلى الرجل الذي لا يكف عن تصرفاته الصبيانية من أجل تدمير زوجته السابقة”.
ويصف أخصائيو الأمن السيبراني النوع الأخير بمصطلح “script kiddie” أي الطفل الهاكر، تحقيرًا لهذه الفئة التي ليست لديها دراية رقمية قوية، بل تتبع التعليمات التي تشاهدها على يوتيوب لكتابة أكواد وصناعة فيروسات مدمرة، بدون فهم عميق لماهية النصوص الخبيثة التي يصنعونها في نهاية المطاف.
تصف صحيفة “ذي فنديكيتور” الأمريكية اليومية أطفال الهاكر بأنهم “أشخاص يتمنون أن يصبحوا قراصنة على الإنترنت وعادةً ما يكونون من ذوي المهارات المنخفضة، لكن يمكن أن يشكلوا تهديدًا للأفراد الذين يستهدفون مضايقتهم أو الذين يحاولون التسلل إلى حياتهم عبر أجهزتهم الرقمية”، وفقًا لخبيرة أمن الإنترنت الأمريكي “بيني هولشر”.
وتعكس دوافع القراصنة والفئات التي يتم تصنيفهم إليها العديد من دوافع منتجي الأخبار المزيفة. وقد وجدت مصطلحات مثل القبعات السوداء (السيئة) والقبعات البيضاء (الجيدة) والقبعات الرمادية (في مكان ما في الوسط) طريقها إلى القاموس اليومي لمستخدمي الإنترنت.
كما أصبحنا نسمع أيضًا إشارات ومصطلحات مأخوذة من ثقافة موسيقى البوب من حين لآخر مثل الفرق الزرقاء (جيدة) والفرق الحمراء (السيئة) وكلتاهما تعمل معًا لهزيمة مرتكبي الجرائم السيبرانية مع اختلاف وسائلهم.
ومع ذلك، فإن فئات المخترقين التي تشبه منشئ الأخبار المزيفة هي الأكثر تعقيدًا بعض الشيء. وأضافت الصحيفة أن دوافع بعض الفئات التي صارت مصطلحات دارجة مثل “ناشط القرصنة”، و”المتسلل الذي ترعاه دولة”، و”مرتزقة الإنترنت”، و”الإرهاب الإلكتروني” وفقًا لتعريفات هولشر، تبدو إلى حد كبير مثل دوافع صانعي الأخبار المزيفة.
على سبيل المثال، طرحت الصحيفة مصطلح “hacktivist” – المشتق من كلمتي “هاكر” و”ناشط” – كنموذج واضح. فهؤلاء المتسللون مدفوعون بأسباب سياسية أو دينية. ينطبق هذا أيضًا على منشئي الأخبار المزيفة الذين قد يكون لديهم ميول أكثر ليبرالية أو محافظة فهم ينتمون إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار، وعلى استعداد لنشر قصص خادعة عن قصد من أجل تعزيز مرشحهم الانتخابي أو إثارة قضاياهم ومشكلاتهم من خلال الطعن في مرشح آخر أو قضية أخرى.
تعتقد “هولشر” أن الهاكرز الذين ترعاهم دولة مدعومون من قبل وكالة حكومية أو حتى وكالات حكومية تقوم بنفسها بتوظيف من يقومون بهذا الدور، وهذه الفئة تشبه منشئي الأخبار المزيفة الذين عينتهم المنظمات التي ترعاها الحكومات. بالطبع، مثل الجهات الخارجية التي اخترقت قنوات الأمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
ومع ذلك، بصفتهم منشئي أخبار مزيفة ترعاهم دولة، لم تكن روسيا أو الصين أو حتى كوريا الشمالية الأولى في هذا المجال وبالتأكيد لن تكون الأخيرة. في الأسبوع الماضي فقط، أعلن فيسبوك عن إغلاق 150 ملفًا شخصيًا مرتبطة بمجموعات ترعاها الدولة في الصين.
ودعمت بعض الملفات الشخصية الادعاءات الصينية بشأن مصالحها في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة متنازع عليها بشدة للصين وجيرانها على سبيل المثال “تايوان وإندونيسيا والفلبين”.
قد يشبه أولئك الذين يساعدون في إنشاء أخبار مزيفة منظمات الهاكرز التي ترعاها دول أي أن الاختراق يتم بدافع أيديولوجي أو سياسي، ولكن هناك أيضًا فرصة جيدة لأن يكونوا مثل المرتزقة الإلكترونيين. إنهم يشبهون إلى حد كبير القراصنة الذين يتلقون أجرًا من طرف ثالث بغرض التعطيل أو التخريب. ووفقًا للصحيفة الأمريكية يعد الحصول على المال من أبرز الأسباب التي تدفع إلى القرصنة كما تدفع لنشر الأخبار المفبركة. وغالبًا ما يتشارك صانعو الأخبار المزيفة في دوافع مماثلة مع الإرهابيين الإلكترونيين. وفقًا لهولشر، فإن الإرهابي الإلكتروني مهتم بـ “التسبب في الفوضى وخلق حالة خوف”. وأضاف أيضًا أنه تمشيا مع التعريف التقليدي لكلمة “إرهابي”، فمن المرجح أيضًا أن هذه المجموعة تريد التسبب في الموت والهلاك لمن تستهدفهم.
الفارق إذن هو أن منشئي الأخبار المزيفة قد لا يرغب في قتل الضحية، ويتركز اهتمامهم بالفوضى وإثارة الخوف. في النهاية، أولئك الذين ينشئون الأخبار المزيفة ويوزعونها معقدون ومضرون بالمجتمع مثل نظرائهم المخترقين والهاكرز.