دنيا شمعة
تُعد الإعلامية فاطمة السردي، واحدة من أبرز الوجوه الإعلامية المهتمة بالوسط الأدبي، من خلال تقديمها لعدد كبير من البرامج الثقافية بشكل مميز، تعتمد فيها على تبسيط المعلومة للمشاهد وتناول ألوان أدبية مختلفة ومناقشة قضايا أدبية عديدة.
تحاول “السردي” تقديم محتوى ثقافي متميز عبر قناة “النيل الثقافية”، وبرنامج “كلمات” مؤخرا، والتي تتناول فيه الأعمال الأدبية الصادرة حديثا ومحاورة مؤلفيها، وتسليط الضوء على مواهب أدبية متميزة.
تواصل إعلام دوت كوم، مع الإعلامية فاطمة السردي، والتي تحدثت عن كواليس التحضير للبرنامج، وأهم حلقاته، وأبرز البرامج الثقافية التي تتابعها، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- قبل عملي بالنيل الثقافية كنت في الإذاعة وقبلها كنت باحثة سياسية بالأهرام، ولكن النيل الثقافية هى بيتي الحقيقي، والآن أقدم برنامج “كلمات” من إعداد الشاعر محمد الكفراوي، وهو شخص على دراية بالحياة الثقافية ومشارك فيها بفاعلية، ولديه فريق عمل متخصص في العمل الثقافي، وهو ما يساعد في قراءة أعمال الضيوف قبل اللقاء.
2- أقرب برامجي لقلبي هو “الطريق إلى نوبل في الآداب”، قدمته في بداية عملي بالقناة الثقافية، رشحني له رئيس القناة الإعلامي الكبير جمال الشاعر، وكان من إعداد الدكتور محمود أبو زيد الأستاذ بجامعة الأزهر، وقد كان هذا البرنامج بمثابة غابة كثيفة من الكتاب والروايات والأشعار، فكنا نتعرض ليس لإبداعهم فقط وإنما لتاريخ بلادهم وتاريخ الأدب وتأثيرهم.
3- هناك العديد من الحلقات الصعبة التي قدمتها، ولكن أصعب مرحلة في عملي بالنيل الثقافية كانت بعد ثورة يناير حيث تسييس المجال العام بشكل مفرط، وسادت حالة من الفوضى يصعب السيطرة عليها.
4- سعادتي الكبرى في اكتشاف كُتاب جدد سواء من الشباب أو من هم خارج دائرة الضوء، فكثير من مقدمي البرامج الثقافية “مش متشافين”، رغم أن بعضهم من يحمل شهادة الدكتوراه أو من لديه موهبة الكتابة، لكن التقدير نسبي فنحن نتلقى التقدير من ضيوفنا الذين يأتوننا خصيصا رغم أننا لا نقدم لهم مقابل مادي، ورغم صعوبات الطرق، و لا أنسى الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين الذي أتى إلى الاستوديو من المستشفى وكان مريضا جدا، وقال “لأنكم مختلفون وتستحقون”.
5- مصر كيان ثقافي كوني والإعلام الثقافي تابع للخطاب الثقافي وتحيزاته الفكرية والتاريخية، والشأن الثقافي عميق ويحتاج رؤية لطبقات الثقافة المصرية عبر التاريخ، ولكن ربما تغيرت رؤية الجمهور للمادة الثقافية مؤخرا، لكن هناك متابعة جيدة مؤخرا للبرامج الثقافية القديمة وتقدير كبير لها.
6- أتابع حاليا برنامجين يقدمان محتوى ثقافيا متميزا وخاصة “التراث”، وهما “مختلف عليه” للكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، و”ألف لام ميم” للدكتور يحيى أبو زكريا.
7- مؤخرا اتجهت لتعلم اللغة المصرية القديمة، وهو ما جعلني أتمنى أن أقدم برنامجا عن الحضارة المصرية فهي تراث الإنسانية كلها، ونحن أولى بهذا التراث، و أتمنى ألا يكون برنامجا سياحيا، ولكن برنامج يعرض قضايا فكرية وعلمية يتم مناقشتها كجزء من حياتنا.
8- كانت تجربة التمثيل بمثابة خطوة لي لمواجهة خجلي المفرط بمواجهة الجمهور مباشرة وكانت تجربة ممتعة ومفيدة وأسعد للغاية لو قدمت تجربة في مستوى مسرحية “اللعب في الدماغ”.
9- الأرجنتيني لويس بورخيس هو كاتبي المفضل فهو متصالح مع الثقافات والتاريخ والجغرافيا، كما أنني استمتع كثيرا بكتابات عزيز نيسين، ولكني أحب التنوع في القراءة بشكل عام، فالقراءة هي ما أهلني للعمل في النيل الثقافية.
10- الأمانة العلمية ضابط مهم في العمل الثقافي فالضمير يحافظ على العادات والتقاليد، وفي الواقع نحن نعاني من السرقات العلمية والأدبية وتشويه التراث بدعوى تنقيحه و تشويه الترجمة وعدم الأمانة في النقل.
11- البوكتيوبرز ظاهرة طبيعية ومشجعة وفيها معالجة لمشكلات القراءة والكتب وهذه طبيعة العصر، فالوقت الذي يقضيه القارئ مع الكتاب يقل بمرور الزمن، وعدد المتابعين للبوكتيوبرز في مصر شيء مبهج، وأسعد بنوعيات الكتب التي يقدمونها.