دراسات تكشف السبب وراء الهوس بعدد إعجابات السوشيال ميديا

محمد إسماعيل الحلواني

تغلغلت منصتا إنستجرام، وفيسبوك وغيرهما في الإيقاع اليومي لحياة المستخدمين، وأصبح غالبيتهم يحسبون الإعجابات الخاصة بهم شهريًا بجنون. ولذلك سلطت صحيفة Irish Tech News الضوء على أسباب الهوس بالإعجابات.

أوضحت الصحيفة أن دراسات علم النفس تشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تركز على مركز مهم في الدماغ، وهو المسؤول عن المكافآت. وحددته بأنه “مركز اللذة”. في كل مرة ترى عددًا أكبر من الإعجابات، يبدأ دماغك في الزيادة الهائلة في هرمون الدوبامين. ويُعرف كذلك باسم هرمون السعادة.

نرشح لك: 7 خطوات لـ محتوى بصري ناجح على السوشيال ميديا

جميعنا نتذكر هذا الشعور عندما نأكل الشوكولاتة أو نتلقى قبلة من شخص نحبه، أو نشرب عصيرًا جيدًا أو نشم عطرنا المفضلة؟ هذا ما يفعله الدوبامين. يسبب لك هذه القشعريرة والنشوة بقدر أكبر، أو أقل، لأننا جميعًا كائنات فريدة. تمنحنا الإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الشعور أيضًا.

كثير من الناس يدمنون بسهولة تحفيز الدوبامين، وهناك رغبة لدى الكثيرين في أن يصبحوا من المشاهير على إنستجرام وهي إحدى الطرق التي تحقن كميات من هذا الهرمون باستمرار في الدماغ، وتقول الصحيفة الأيرلندية إنها ليست سيئة او جيدة، بل فقط الطريقة التي تحدث في دماغ الإنسان.

ولكن من المهم أن يحتفظ المرء بهدوئه بشأن عدد الإعجابات وعدد المتابعين والتعليقات وإعادة التغريد، وإليك السبب.. إن مركز المتعة في دماغنا، الذي يحفزه الدوبامين، هو نرجسي تمامًا. يحاول دائمًا إجبار الكائن الحي على الحصول على المزيد والمزيد من هذا الهرمون.

لتوضيح الحالة، إليك ملخص قصير للتجربة التي أجريت لاستكشاف مركز المتعة وقوته:

قام فريق بحثي بزرع أقطاب كهربائية خاصة في رؤوس فئران التجارب. تم توصيل هذه الأقطاب الكهربائية بالرافعة الخاصة داخل القفص. من خلال دفع الرافعة، كانت الفئران تحفز مركز المتعة في أدمغتها، وبالتالي حصلت على جرعة من الدوبامين.

في غضون وقت قصير، أصبحت الفئران مدمنة لهذه العملية وتخلت في النهاية عن الطعام والماء والإنجاب والاعتناء بصغارها حديثي الولادة وأي نشاط آخر باستثناء دفع الرافعة. يمكنهم دفعها إلى سبعة آلاف مرة في اليوم. كانت الرافعة تحل محل العالم كله، وكان لابد من فصل الحيوانات عن الأقطاب الكهربائية لكي تأكل ولمنع موتها من الجوع فهذا ما يستطيع هذا الهرمون القيام به.

إنها قوة رهيبة، ولحسن الحظ، يمتلك البشر نظامًا عصبيًا أكثر تعقيدًا من الفئران. لكن لا يزال الإدمان على نشاط وسائل التواصل الاجتماعي يسبب مشاكل خطيرة على الصحة العقلية. بالطبع، ربما لن تنسى الطعام والماء، لكن حياتك ستتأثر. والعواقب التي قد تحدث بسبب هذا الإدمان هي:

1- تفضيل الاتصال الافتراضي على التواصل وجهًا لوجه.

2- فقدان الرغبة في الخروج والتعرف على الأصدقاء والعائلة.

3- تفحص الهاتف باستمرار لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء جديد في خلاصة الأخبار، حتى لو كنت في منتصف محادثة مع شخص مهم.

4- الشعور بالقلق والخوف قبل مقابلة شخص ما خارج الإنترنت.

أما الجانب الإيجابي للحصول على العديد من الإعجابات هو أنها تجعلك تشعر بالبهجة والسعادة. فتحصل على موافقة ودعم لأفكارك وحياتك. كما أن الحصول على الإعجابات يعد بمثابة دعم ودود من أصدقائك وعائلتك وزملائك.