أندرو محسن: 17 ملاحظة على "لعبة إبليس"
عام بعد آخر يثبّت كل منهما أقدامه في دراما الإثارة و التشويق مستندين إلى بعضهما البعض، يوسف الشريف ممثلا و عمرو سمير عاطف مؤلفًا في أحدث أعمالهما معًا. لعبة إبليس، لعبة جديدة بعقول المشاهدين الذين صاروا ينتظرون جرعة التشويق السنوية من هذا الثنائي ،و جاءت تجربة هذا العام ممتعة في بعض العناصر و يشوبها الضعف في عناصر أخرى
1 يقوم “يوسف الشريف” بتقديم شخصية الأخوين “أدهم” و “سليم” . أخوان ليسا شقيقان ، و مع ذلك يقوم بهما نفس الممثل . بالضرورة يدفعنا هذا لانتظار لحظة أن ينتحل أحدهم شخصية الآخر و الربكة التي ستحدث نتيجة لذلك ، كم أتمنى أن أكون مخطئا في ظني .
2 “يوسف الشريف” ممثل مجتهد و لكن عندما تضع شخصيّتي الأخوين في مقارنة ستجد ملامح من التشابه في الأداء تفلت منه .
3 منذ البداية يقدم لنا المسلسل “أدهم” في صورة الساحر غير التقليدي الذي يستطيع تقديم أصعب و أعقد ألوان الخدع ، و للتدليل على قدراته تمت محاولة تشبيهه و برنامجه بالساحر الأمريكي “ديفِد كوبر فيلد” و لكنه في الواقع كان أقرب جدًا لساحر أمريكي آخر.
4 “كرِس آنجيل” ( Criss Angel ) ، قم بالبحث عن الاسم عبر الانترنت و شاهد الصور و ستفهم مدى التشابه هنا بينه و بين شكل شخصية “أدهم”. الشعر، السلاسل ، غطاء الرأس ، الخواتم انتهاء باللون الأسود الذي غالبًا ما يرتديه “آنجيل” و “أدهم” بالتالي.
5 باستثناء خدعة أو اثنتين ، و مع التأكيد المتواصل من صناع المسلسل على عظمة الساحر “أدهم” كنت أنتظر ما هو أكثر من خدع كالفتاة التي تدخل إلى الصندوق و يتم شقها إلى نصفين و ما شابه من هذه الخدع التي ظهرت و تظهر في كل برامج السحر التقليدية. هذا بالإضافة إلى استخدام المونتاج و الجرافِيك في أكثر من خدعة مما يفسدها تمامًا. ربما كان عليهم أن يستعينوا بـ”كرس آنجيل” في هذه النقطة بالذات.
6 نقطة أخيرة عن الخدع السحرية ، أنا أشاهد المسلسل لأتابع الأحداث و هذه الخدع تخدم الأحداث لذا فلا أجد أي مبرر من أن يكون في كل الحلقات تقريبًا فقرة سحر تصل إلى أكثر من 4 دقائق متواصلة أحيانًا.
7 على النقيض كانت هناك شخصية أخرى يحاول المسلسل إقناعنا بقوتها دون إظهار أية كرامات ، و هي شخصية المذيعة “سلمى النمر” (فريال يوسف). مذيعة قوية للدرجة التي تجعلها تتحكم في كل برامج المحطة و لم يتم إعلان حتى اسم البرنامج الذي تقدمه ! المشاهد التي أظهرتها تصور إحدى حلقات البرنامج و ديكور البرنامج أظهرته كبرنامج “Talk Show” تقليدي جدا دون أية ميزة إضافية ، فما الذي يجعلني أقتنع بأن هذه المذيعة لها كل هذا التأثير ؟
8 قبل أن نترك برنامج “سلمى النمر” ، لم أشاهد من قبل أي برنامج “Talk Show” لمذيع كبير و يكون اللوجو الموضوع في الستوديو هو لوجو المحطة فقط و ليس البرنامج.
9 على جانب آخر مهمتان عسيرتان كانتا أمام مهندس الديكور و المخرج الفني للعمل، الأول هو المحطة والستديوهات المختلفة و المكاتب داخلها، و قد تم تنفيذها على قدر كبير جيد جدا من الحرفية ، و الثانية كانت المسرح الذي يؤدي عليه الساحر ألعابه و قد تم تنفيذه هو الآخر بعناية.
10 لم تكتف إنجي علاء بأن المسلسل قصتها، و لكن شاركت في العمل أيضًا كستايلست كعادتها في أعمال يوسف الشريف الأخيرة، لمسة الاهتمام بالملابس واضحة جدا في ملابس “طلعت” المحامي و كذلك في أزياء “سلمى النمر”.
11 جاءت موسيقى “عمرو إسماعيل” متماشية جدا مع مشاهد الإثارة في المسلسل ، بخلاف ذلك ليس في الموسيقى ما يبقى في الأذن.
12 مفاجآت المسلسل لم تقتصر على الأحداث و لكن على مستوى التمثيل أيضًا ، و تحديدًا “محمد رياض” و كأني أشاهده للمرة الأولى ، أو كأنه خلق لهذا الدور، ثقة شديدة في نفسه و معلوماته كمحامٍ ، ابتسامته و ضحكته عندما يريد أن يقنع أحدهم بفكرته و انفعالاته موزونة بالمسطرة . بلا منازع مشاهده هي الأفضل في المسلسل .
13 أكثر من فنان شاب استعان بهم المسلسل، و لم أجد حتى الآن من استطاع أن يقتنص الفرصة بشكل يلفت إليه الأنظار، كمثال على ذلك الممثل “محمود الباز” في دور مخرج المحطة “علي” الذي عاني من التلعثم أثناء الكلام أكثر من مرة و الأغرب هو أن هذا مر على المخرج و المونتير.
14 طالما وصلنا إلى المخرج ، فالشكل الذي قدم به شخصية الرجل الغامض الذي يحاول شراء المحطات من خلال إظهاره فمه و شاربه فقط هو نفس الشكل الذي يظهر عليه زعيم العصابة الغامض من أفلام الأبيض و الأسود.
15 داخل المحطة سير الأحداث مُقنع إلى حد كبير ، باستثناء الجزء الخاص بافتتاح المحطات الجديدة، فهل في الطبيعي – خاصة و الحالة المالية للإدارة كما ظهرت في المسلسل على غير ما يرام – يتم الإعلان عن القنوات الجديدة و افتتاحها خلال شهرين فقط ؟
16 البطل الأهم للمسلسل هو النص، قصة “إنجي علاء” و المعالجة الممتعة و الحوارات المكتوبة بعناية لتوضح ظاهر و باطن كل شخصية التي كتبها المحترف “عمرو سمير عاطف”.
17 في مثل هذا النوع من الأعمال يجب الانتظار حتى النهاية للحكم على دوافع الشخصيات و سير الأحداث ، فلو كانت هذه الكلمات تُكتب قبل الحلقة السادسة عشر فقد كنت لأسأل عن سبب التعاطف الغريب للمحامي مع “أدهم” ، أما الآن فقد صار هذا مفهومًا و منطقيًا و مقبولا . لذا فسيتم تأجيل الأسئلة من هذا النوع حتى مشاهدة الحلقة الأخيرة.
اقرأ أيضًا:
أندرو محسن: 21 ملاحظة على ألف ليلة و ليلة 2015
أندرو محسن : 13 ملاحظة على تحت السيطرة وطريقي و أستاذ ورئيس قسم
أندرو محسن : 22 ملاحظة على 3 مسلسلات
أندرو محسن: 24 ملاحظة عن طريقي والعهد وأستاذ ورئيس قسم