العاملين في الميديا والفن، يعرفوا كويس تعبير “الريفرنس”.
والريفرنس أعزك الله، هو الموديل (الأجنبي غالبا) اللي هـ يبقى في خيالنا، وإحنا بـ نشتغل على صناعة العمل. هـ يبقى في خيالنا لـ حد فين؟ دي قصة تاني. ممكن يبقى في خيالنا إلى حد نقله مسطرة، أو لـ مجرد استيحاء أفكار، أو حتى علشان نرميه ونشتغل من دماغنا، بس المهم يبقى فيه ريفرنس.
والموديل ده هو إيه؟
هو عمل، فيلم أجنبي، إعلان، برنامج، كده يعني. وده اللي بـ يخلي فيه جدل يحصل كل شوية على عمل، ده مسروق من فيلم كذا، من برنامج كذا، ونقعد نقول: مسروق، لا، مش مسروق، لا هم سارقين بس الفكرة، لا مفيش تشابه خالص، وهكذا.
هل مروان حامد من الناس اللي بـ تعتمد على ريفرنس في صناعة أعمالها؟
الإجابة: نعم، أيوه مروان حامد بـ يشتغل كده “عادة”، بس مش بـ ببساطة أجيب عمل وأنقشه، الريفرنس بـ يبقى في التكنيكات، ثم يشتغل كتير كتير كتير في إعلانات، يجرب التكنيكات دي هـ تتعمل ازاي في مصر، وهـ ينفع تتعمل ولا لأ.
إخراج الإعلانات بـ النسبة لـ مروان حامد عاملة زي مراكز التدريب في الجيش، الفكرة مش إننا هـ نعمل إعلانات علشان نقفش القرشينات، لأ، إحنا هـ نجرب الفكرة دي، طيب هـ نحط الكاميرا هنا، طيب هـ ناخدها ون شوت، طيب هـ نجيب في الإعلان واحد يطلع الجبل علشان نشوف لما نيجي نعمل سينما، ده يتعمل ازاي.
طيب إيه الريفرنس بتاع إبراهيم الأبيض؟
الواقع إن مشكلة إبراهيم الأبيض، من أول يوم في صناعته كانت إنه فيلم بـ لا ريفرنس، بـ معنى إن مفيش موديل، على الأقل في ذهن مروان، ينفذ رؤية الفيلم زي ما كتبه عباس أبو الحسن.
الصعوبة هنا، من ناحية التنفيذ، إن الفيلم صحيح أكشن، بس أكشن من غير ضرب نار، مفيش مسدسات، ولا أسلحة نارية، يمكن مفيش غير الرصاصة اللي عبد الملك زرزور ضرب بيها حورية، بـ الإضافة لـ حاجات بره الحارة، زي مشهد تسليم المخدرات. لكن عضم الفيلم من ناحية الأكشن، معتمد بـ الكامل على القتال بـ الأسلحة البيضاء.
وسيبك من الأكشن، صناعة خصوصية الحارة في المناطق “المصرية” دي، بـ حيث ما تخلش بـ “الرؤية” المعمول علشانها الفيلم، والعلاقات المتشابكة بين الأشخاص.
فيه ناس بـ يتكلموا إن “الريفرنس” على الأقل بـ النسبة لـ الحبكة، كانت فيلم “عصابات نيويورك” إخراج سكورسيزي، على اعتبار إن فيه تشابه كبير بين علاقة التلات الأشخاص الرئيسيين هنا وهنا: زعيم العصابة الكبير المخضرم، والشاب اللي داخل كار العصابات جديد، وبـ يدور على تار أبوه، والاتنين يحصل بينهم منافسة على بنت تفضل تتراوح بين الاتنين.
عن نفسي لما شفت إبراهيم الأبيض، جه في ذهني الكلام ده، بس اللي تأكدت منه، وبـ صورة رسمية إن ده مش حقيقي نهائي، لـ إن إبراهيم الأبيض، بـ بساطة، مكتوب وواخد موافقة الرقابة قبل فيلم سكورسيزي بـ سنتين، والنسخة اللي خدت موافقة الرقابة، رغم تعرضها لـ بعض التغيرات بعدين، فـ العلاقة بين التلاتة دول من الحاجات اللي ما اتغيرتش في أي نسخة.
واللي عرفته إن وقت عرض “عصابات نيويورك” كان عباس في أمريكا بـ يدرس سيناريو وإخراج، واتصل بـ مروان، قال له: “إلحق، سكورسيزي عامل فيلم فيه كذا وكذا”.
بـ العكس، كان لطيف إن فيلم سكورسيزي ما أثرش على اختيارات مروان، هو مشي زي ما كان عايز يمشي.
علشان كده، كان اختيار فريق العمل أول خطوة مهمة، ولما نتكلم عن فريق العمل، فـ مش بس الممثلين، النجوم أو الصف التاني أو الأدوار الثانوية، دول يمكن ييجوا في الصف الأخير من الأولوية والاهتمام.
بـ نتكلم عن الماكيير، مصمم المعارك، الموسيقى التصويرية، المجاميع، والمخرج المنفذ وإدارة الإنتاج وأولا وثانيا وأخيرا الديكور، الديكور يا إخوانا يا إخوانا.
الأستاذ أنسي أبو سيف
ميعادنا الحلقة الجاية
الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي