مرام شوقي
أصدرت دار “آفاق للنشر والتوزيع” سلسلة يوميات تولستوي” في ستة أجزاء، وتعتبر مشروعا ضخما للترجمة، وقام بترجمته يوسف نبيل.
صدر الجزء السادس والأخير منذ أيام، وتكشف السلسلة عن يوميات الأديب الروسي ليو تولستوي، الأب الروحي للأدب الروسي، وخفايا حياته وتأملاته الفكرية والفلسفية.
من جانبه، قال يوسف نبيل مترجم “يوميات تولستوي” في تصريحات خاصة لإعلام دوت كوم، إن اليوميات هي البانوراما الأكبر عن حياة تولستوي، حيث بدأ تدوينها منذ بلغ سن 19 عامًا وحتى قبل وفاته بثلاثة أيام تقريبًا، وهذه الكمية الهائلة من المادة التي تعرضها لنا اليوميات تكشف لنا كل عن ما نحتاجه من معلومات عن شخصيته وأفكاره وطبيعته في مراحل زمنية عديدة من حياته.
أشار إلى أنه بدأ العمل في مشروع ترجمة اليوميات في مارس 2019، ولكن سبقت ذلك فترة إعداد وتفكير طويلة، حيث بدأ الأمر بترجمته لبعض خطابات ومقالات تولستوي وعرضها على دار آفاق، وأبدى مديرها مصطفى الشيخ، ومستشارة النشر سوسن بشير، إعجابهما بالمادة، ونُشِرت بعنوان: في الدين والعقل والفلسفة.
بعدها واصل “نبيل” العمل في ترجمة تراث تولستوي الفكري، فترجم طريق الحياة ومجموعة أخرى من المقالات والخطابات، حينها بدأ التفكير في مشروع اليوميات؛ حيث اتضح لنه أنه المادة الأهم المتبقية من تراث تولستوي الفكري، واختار اليوميات لأنها تعرض صورة أعمق وأهم عن حياة تولستوي الشخصية والعامة على حد سواء.
في نفس السياق، أضاف يوسف نبيل أنه بدأت علاقته بكتابات تولستوي منذ المرحلة الثانوية، قائلا: تعرفت على حياته وبعدها بدأت في قراءة أعماله الأدبية، موضحا أنه تأثر بشدة بأفكار تولستوي الدينية، مما دفعه إلى التعرف على المزيد من أفكاره الفلسفية والفنية والسياسية بالروسية.
أكد “نبيل” أن المشروع لم يكن سهلا، حيث إن طول الفترة الزمنية التي توجب عليّه فيها مواصلة العمل على المشروع تطلبت “نفسًا” طويلا للغاية، إذ استغرق منه المشروع حوالي 17 شهرًا، مضيفا أنه لم يقدِم على مثل هذه المشاريع الضخمة من قبل.
لفت إلى أن النص الروسي يتطلب بحثا عن كمية مهولة من المعلومات عن الأسماء والأماكن والتواريخ والأحداث المذكورة في نص اليوميات، وتقديم تفسيرات بخصوصها، وأوضح أنه مع ترجمة كل سطر كان يحتاج إلى قراءة الحواشي الروسية الأصلية عن النص، أو البحث عن الحدث المقصود، وقال إن هناك صعوبة في البحث عن إيقاع وأسلوب لغوي عربي صالح لطريقة تولستوي في تسجيل يومياته بالروسية، مشيرا إلى أن غموض أفكار تولستوي في بعض الأحيان كان مشكلة.
استطرد أن النص كان مليئا بمجموعة من المفاجآت بالنسبة له عن فترة صبا تولستوي وتجاربه المبكرة والمضطربة في علاقاته بالنساء، وأنه عرف أيضا من خلال النص الأصلي أنه درس عددً كبيرًا من اللغات وأجادها، وقرأ بشكل منهجي في مجالات كثيرة جدًا، بالإضافة إلى تمكنه من الموسيقي حيث كان يعزف على البيانو ويجيد قراءة النوتة الموسيقية.