حكم زواج الفتاة بدون ولي

هدير عبد المنعم

علق الداعية محمد أبو بكر، على حكم الشرع في زواج الفتاة نفسها بدون ولي، وذكر أن الولي هو الناصر والمعين والقائم بالشيء، والإسلام عندما شرع ضرورة وجود الولي، كركن من أركان الزواج في الإسلام، وركن من أركان عقد الزواج، لعدة أسباب

أوضح “أبو بكر” خلال حلقة الأحد من برنامج “اسأل مع دعاء”، المذاع على قناة النهار، والذي تقدمه الإعلامية دعاء فاروق، أن من يتولى أمر السؤال عن الزوج إذا كان صالح أو غير صالح هو الولي، أيضا يتولى الأمر الجمالي أمام الناس في الجلوس مع الزوج وفيه إحكام الشروط وفيه وضع الأمور في نصابها الصحيح، وتولي مهام العقد.

نرشح لك: محامي نجل منى عبد الغني: وريث هيثم زكي لم يتقدم ببلاغ رسمي

وأكد الداعية أن الإسلام لا يأمر بشيء إلا كان الجمال فيه كله، ولا ينهى عن شيء إلا لمظنة القبح، لافتاً إلى أن الفقهاء انقسموا إلى فريقين في قضية هل الولي مشترط أم لا، موضحًا أن الجمهور في كفة وأبو حنيفة وأبو يوسف في كفة أخرى.

وأشار إلى أن من لها الحق الأصيل في الاختيار هى الزوجة، واختلافهم لا يلغي هذا الحق، إنما الولي يمارس دورا منوطا خاصا به، مثل أن يراه كفء لها، وأن يراه مثيلاً وألا يراه خسيسا، واستشهد بقصة أيام النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روى أن امرأة قتل عنها زوجها يوم أحد ولها منه ولد، فخطبها عم ولدها ورجل آخر، فزوجها أبوها من هذا الرجل، فشكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تريده، وتريد عم ولدها لأنه أخذ منها ولدها، فقال لأبيها “أنت الذي لا نكاح لك اذهبي فانكحي عم ولدك “، وقصة أخرى أن رجلاً زوج بنته بغير استشارتها، فشكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: “إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، فجعل الأمر إليها، فلما رأت ذلك قالت: أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن أعلم النساء أنه ليس للآباء من الأمر شىء”.

أوضح أن ليس للآباء من الأمر شيء، ولكل حدوده، مضيفا أن المرأة والبنت كانت في غاية الاحترام وغاية الإكبار والتقدير، لافتًا إلى أن الجمهور قالوا في هذه القضية إنهم لا يتصوروا عندهم زواج بدون ولي.

استكمل الداعية محمد أبو بكر، أنهم جاءوا بأدلة من القرآن والسنة، فالدليل من القرآن الآية الكريمة “(231) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)” ، وأوضح أن الخطاب هنا للولي، ومعناه لا تغصبوهم حتى ينزلوا على أمر انتم تريدونه، وذكر دليل آخر، الآية الكريمة”مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور:32]” لافتا إلى أن الضمير في انكحوا للولي.

اختتم أنهم استشهدوا من السنة بأن النبي قال في حديث ثابت لا نكاح إلا بولي وشاهدين.