كثيرون ممن أشادوا بالاداء الفريد لأحمد وفيق في مسلسل “تحت السيطرة” لا يتذكرون طبعا أنه كان من بين أبطال فيلم “جمهورية إمبابة ” تم عرضه في أبريل الماضي، دخل ذاكرة السينما المصرية وخرج منها في التو واللحظة، “وفيق” قدم في الفيلم شخصية صديق البطل “باسم سمرة” اللي معاه على الحلوة والمرة، لا حاجة لمزيد من الشرح عن أسباب فشل الفيلم ولا داع لتذكره في أيام مفترجة، لكنه مدخل مهم لتحليل أسباب تميز أداء وفيق في شخصية “طارق” الشاب المدمن الذي كلما تعافي بمساعدة صديقه وزوجته “انتكس” مرة أخرى وعاد للإدمان من جديد حتى اضطرت زوجته لاجهاض نفسها تفاديا لوجود طفل سيموت أبوه أجلا أو عاجلا بجرعة مخدرات زائدة .
أثبت “وفيق” في كل مشهد من مشاهد المسلسل أنه ممثل “قدير” يحتاج إلى “جرعة متكاملة” من سينارست مخلص لما يكتب ومخرج فاهم لما يصنع، فخرجت كل شخصيات المسلسل تقريبا فائزة من التجربة، وبات متابعو المسلسل على موعد يومي لمشاهدة أحمد وفيق وهو يجسد طارق بهذا الإتقان وتلك البراعة ، على أمل ألا “ينتكس” مجددا ويعود لأفلام من نوعية “جمهورية إمبابة ”
“وفيق” من الممثلين الذين صبروا طويلا حتى حصل على فرصة، وعندما جاءته الفرصة الكبرى كانت مزودجة، من جهة هو يمثل مع “يوسف شاهين” في الأخر 1999 ثم بطلا مطلقا في “سكوت هنصور” أمام لطيفة، لكن من قال أن من يظهر مع “شاهين” تفتح له أبواب السينما والتلفزيون بسهولة بعدها، كعادة أبطال شاهين جلس مجددا على مقعد الإنتظار قبل أن يعود في أدوار بارزة في أفلام “دكان شحاتة” 2009 وشخصية الشاب اليائس التي برع فيها في “بنتين من مصر” 2010 ويتواجد تلفزيونيا في عدة مسلسلات مثل “أهل كايرو” و” هدوء نسبي” و” الحارة” و” ماما في القسم” و” سمارة” و”آدم” و” على كف عفريت” و” الهروب” غير أن درجة “اللمعان” في كل مسلسل تفاوتت حسب المساحة التي يمكن أن تنطلق فيها موهبة أحمد وفيق .
في “تحت السيطرة” يؤكد الشاب القادم من المنصورة، المتخرج في مدرسة يوسف شاهين أن للأدوار الصعبة رجالها، وأن وجوده في أفلام خفيفة التأثير والقيمة ما هو إلا إضطرار يقع فيه معظم الممثلين من أجل التواجد وعدم الإنتظار طويلا، لكنه بعد رمضان 2015 مضطر لبذل مزيد من الجهد حتى لا ينتكس مجددا، وحتى يصيح الجمهور كلما ظهر على الشاشة قائلا : سكوت أحمد وفيق بيمثل.