هدير عبد المنعم
علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على لجوء بعض الناس للكرامات لقضاء حوائجهم، وقال إن العقيدة الإيمانية الإسلامية هى كما قال الله تعالى في سورة يونس “وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.
تابع “كريمة” خلال حلقة الاثنين من برنامج “التاسعة” الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، ويذاع على القناة الأولى المصرية، مستشهدا بالحديث النبوي: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعوت الله فادع بباطن كفيك ولا تدع بظهورهما فإذا فرغت فامسح بهما وجهك”.
أوضح أن الخوارق في علم العقيدة هم المعجزة والكرامة والسحر والإرهاص، مضيفا أن المعجزة أمر خارق للعادة يظهره الله على يد نبي أو رسول تصديقا له في دعواه أي أنها خاصة بالرسل والأنبياء، لافتا إلى أن الكرامة ليست كما يشاع.
في نفس السياق، ذكر أن العلماء عندما عرفوا الكرامة قالوا أنه أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد عبد تخليصا له من شدة، مؤكدا أنها تخليصا للعبد نفسه وليس لغيره، واستشهد بقصة الجبل لعمر بن الخطاب وسارية بن حفص، عندما استجاب الله لعمر وحماه من الأعداء، موضحا أن هذه كرامة لم يطلبها عمر بن الخطاب ولكن أجراها الله عليه، مشيرا إلى أن آل البيت والأولياء الصالحون الحقيقيون ظهرت لهم كرامات.
وعن قدرة كرامات الشفاء من مرض، قال إن ذلك مستحيل، لأن الكرامة تخليصا للعبد من شدة، وذكر أن الكرامة أقل من المعجزة، مستشهدًا أنه عندما ضرب النبي في غزوة أحد وسال دمه وكسرت أسنانه، لم يستطع أن يشفيه من الإصابة.
وتساءل “كريمة” مستنكرا: “هل الكرامة هتبقى فوق المعجزة للرسل والأنبياء؟”، ولفت إلى أن الناس يذهبون حتى الآن إلى ضريح الإمام الشافعي بالقاهرة ويقدمون عرائض لقضاء الحوائج.
اختتم أنه لا ينفي وجود الكرامة لأنها ثابتة بالقرآن الكريم، ولكن ليس بالمفهوم الشعبي أو الفلكلور الموجود، مستشهدًا بآية من سورة آل عمران ” كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)”، موضحا أن الكرامة للسيدة مريم كانت من الله ولم تطلبها ولم تذيعها.