أسوشيتدبرس: المؤثرون يساهمون في نشر معلومات المضللة عن الانتخابات الأمريكية

محمد إسماعيل الحلواني

يقود المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الإخبارية الحزبية وحتى نجل الرئيس دونالد ترامب، موجة انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت حول التصويت في الولايات المتحدة، مما يلقي بظلال من الشك على انتخابات هذا العام ويثير الشكوك قبل الأوان حول دقة نتائجها، وفقًا لموقع “آب نيوز“.

وسلطت وكالة اسوشيتدبرس، الضوء على مشاركة ادعاءات كاذبة عن تزوير التصويت على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لوسائل إعلام كبرى وشرعية، ونشر صور مضللة لأوراق الاقتراع يتم إلقاءها في سلة المهملات، ورصدت الوكالة محاولات لتأجيج المخاوف من العنف في لجان الاقتراع يوم الانتخابات، وفقًا لبحث جديد أجرته “شراكة نزاهة الانتخابات”، وهي مجموعة من بعض كبار الباحثين في المعلومات المضللة في العالم.

نرشح لك: واحة السيليكون في دبي ترحب بمقر Hubb العالمية

وقالت كيت ستاربيرد، الأستاذة المشاركة في تصميم البحث بجامعة واشنطن، إن في بعض الحالات، تستخدم حسابات وسائل التواصل الاجتماعي هذه قصصًا وصورًا تم التلاعب في تفاصيلها أو صور قديمة من أجل إثارة قلق واسع النطاق بشأن نظام الانتخابات. وأضافت ستاربيرد: “ما يحدث الآن هو أن هذه المنشورات تتسرب إلى مستخدمي السوشيال ميديا بطرق مضللة تضخم تأثيرها على الانتخابات”.

وعلى سبيل المثال، صورة يُزعم أنها تُظهر أكوامًا من أوراق الاقتراع في صندوق قمامة، وشقت الصورة طريقها إلى وسائل التواصل الاجتماعي من وسائل إعلام إخبارية محافظة قبل إعادة تغريدها على حساب تويتر لدونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر للرئيس. وقال المنشور: “صدمة: تم العثور على أكثر من 1000 بطاقة اقتراع بالبريد في حاوية قمامة في كاليفورنيا”.

وهذه التغريدة كانت خاطئة وتم حذفها لاحقًا. لم يقدم متحدث باسم ترامب جونيور على الفور تعليقًا رسميًا على التغريدة غير الدقيقة. ولم يتم إرسال بطاقات الاقتراع في مقاطعة سونوما بالبريد حتى الآن، وتم التقاط الصورة في عام 2018 لأوراق الاقتراع التي تم التخلص منها بشكل صحيح وفقًا لإجراءات حكومية سليمة بعد سنتين من انتخابات الرئاسة السابقة، كما كتب مسؤولو المقاطعة في منشور على فيسبوك الشهر الماضي. ومع ذلك، يستمر الادعاء في الانتشار بشكل ما عبر الإنترنت. تمت مشاركة الصورة على نطاق واسع من قبل المؤثرين المحافظين على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضهم لديه آلاف المتابعين.

تم استخدام صورة أخرى لصناديق البريد والمغلفات الموجودة على جانب الطريق في صورة سريعة الانتشار شاركها مستخدمو فيسبوك وإنستجرام وتويتر وادعى المنشور: “إنهم يجدون أوراق اقتراع ترامب ملقاة في كل مكان”. في الواقع، تم التقاط الصورة لصناديق بريد مهجورة في عام 2018.

وأعلن موقع فيسبوك أنه يعمل على الحد من المعلومات الخاطئة المتعلقة بالانتخابات من خلال تضمين ملصق على المنشورات حول التصويت يوجه المستخدمين إلى مواقع الانتخابات، على سبيل المثال. تستعين المنصة أيضًا بمساعدة منظمات التحقق من صحة المعلومات للتحقيق في الادعاءات الكاذبة أو المعلومات المضللة حول التصويت وتغطي تلك المنشورات إذا تبين أنها غير صحيحة وانضمت أسوشيتد برس إلى مبادرة التحقق من صحة المعلومات.

في غضون ذلك، وعد موقع “تويتر” بوضع بطاقة تكشف المعلومات المضللة أو إزالة المنشورات التي تتضمن ادعاءات كاذبة حول تزوير الانتخابات أو التلاعب في الاقتراع.

ولكن حتى عندما تتصرف شركات السوشيال ميديا بناءً على معلومات خاطئة عن التصويت، فغالبًا ما يتم تصنيف المشاركات أو إزالتها بعد رؤيتها على نطاق واسع. استغرق الأمر من تويتر وفيسبوك ساعات لتصنيف المعلومات المضللة من أحد أكثر مستخدميها وضوحًا: الرئيس ترامب، وهو ناشر متكرر للادعاءات المضللة حول تزوير الانتخابات على نطاق واسع.

وأكدت ستاربيرد: “لا يمكننا أن نرى مدى فعالية هذه الملصقات ولست متأكدة من أن هذه التصنيفات لها تأثير قوي على الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”.

وقالت شركة “تويتر” إنها تعمل مع المجموعة البحثية لتحديد المعلومات الخاطئة المتعلقة بالتصويت وستتخذ إجراءات بشأن المنشورات التي تضر بمصداقية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ورفض فيسبوك التعليق على هذه القصة.

ووجد البحث أن عددًا أقل من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الليبرالية شاركوا أيضًا صورًا مضللة حول التصويت بالبريد لإثارة موجة من عدم الثقة حول قدرة خدمة البريد الأمريكية على التعامل بكفاءة مع بطاقات الاقتراع لهذه الانتخابات. وتخضع خدمة البريد لشخصية معروفة بأنها من المقربين من الرئيس ترامب.

ورد معارضو ترامب على منشورات الرئيس وحملته على مواقع التواصل الاجتماعي التي دعت إلى “جيش” للتسجيل كمراقبين في الاقتراع يوم الانتخابات من خلال الإشارة إلى أن ذلك سيثير العنف في لجان الاقتراع. وقالت المجموعة البحثية إن عناوين الأخبار من وسائل الإعلام الإخبارية تتعمد تضخيم مخاوف الناخبين مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت راشيل موران، الباحثة في مجال المعلومات الخاطئة بجامعة واشنطن: “قد يكون هذا سببًا محتملاً لقمع الناخبين إذا اعتقد الجمهور أنه سيكون هناك عنف في لجان الاقتراع أو قد تكون هناك فرصة لتخويف الناخبين، فقد يكون ذلك سببًا وجيهًا لبقاءهم في المنزل”.