كيف تتجنب إفساد علاقاتك بسبب السوشيال ميديا؟

محمد إسماعيل الحلواني

تصاعدت في الآونة الأخيرة موجة الموازنة بين إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن ثبت عمليًا أن الرغبة في التواصل والشعور بالاتصال تشكل جانبًا أساسيًا من كوننا بشرًا، وبالاتساق مع تكوين الدماغ البشري الباحث عن الاتصال البشري.

ووفقًا لمجلة Fast Company فأنه”لا عجب إذن أن تكون الهاشتاجات والتغريدات والإعجابات تنبع على مستوى ما من هذا الشعور البدائي بالرغبة في أن يكون المرء محبوبًا وأن يشبع رغبته في الحصول على التقدير وأن يُنظر إليه باحترام”. لهذا السبب كشف تقرير المجلة عن عدة جوانب نستطيع بالاهتمام بها أن نعيد علاقتنا بوسائل التواصل إلى أصلها كمصدر للتسلية والمتعة مرة أخرى:

نرشح لك: كيف حفز فيلم “المعضلة الاجتماعية” البعض على حذف تطبيقات السوشيال ميديا؟

الحضور أم حب الظهور؟

“ها أنذا”: يرغب الكثيرون في أن يكون حضورهم عبر السوشيال ميديا بمثابة إعلان عميق عن الذات. ولكن توثيق صورة أنفسنا وقت الغروب، وقبل تناول طبقنا المفضل وفي كل مرة نسير فيها فوق كوبري أو نذهب إلى حفلة موسيقية، هو المشكلة. وتعتقد “تيفاني شلين” الكاتبة والمخرجة ورائدة الإنترنت الأمريكية أن المشكلة تكمن في رغبة المرء في أن يحول نفسه إلى مادة للعرض، ولسان حاله: “انظروا كم أنا رائع! سجلوا إعجابكم بي وشاركوا صوري”. وتوجد الآن طرق كثيرة جدًا للشعور بالاتصال والشعور بالحضور والتواجد، ولكن حب “الظهور” على حساب “الوجود” هو ما يصيبنا بالتوتر.

أضافت “شلين: “لقد جُبل البشر على أن يكونوا مخلوقات اجتماعية. لكن هذا الدافع القديم والفطري يُترجم الآن من خلال هذه الطريقة الجديدة للتواصل الاجتماعي على نحو يمكن أن يشوهنا أو أن يشوه الأشياء من حولنا.

النجاح يزيد المسافات والوجوه التعبيرية حل عملي

نقلت “شلين” عن والدتها، من منظورها كطبيبة نفسية، قولها إن “النجاح يبعدك عن الناس، ونقاط الضعف تجعلك أقرب”، ويبدو أن عددًا كبيرًا جدًا من عناصر آخر الأخبار على الوسائط الاجتماعية هي محاولات لإظهار النجاحات فقط، وليس نقاط الضعف، لذا تخلق مسافة أكبر. يبدو أن هؤلاء الأشخاص الذين يظهرون نسخة مثالية من حياتهم هم عادة من يحاولون إخفاء نقاط ضعفهم أو الألم الذي يعانونه أكثر من غيرهم.

نصحت “شلين” القراء بأن يتذكروا أن المعنى الآخر لكلمة “شاشة” هو “المرشح” أو الغربال، الذي يتولى تصفية جميع الوسائط الاجتماعية على شاشاتنا – أحيانًا بالمعنى الحرفي، وأحيانًا مجازيًا. إنها دائمًا، بطريقة ما، صور مشوهة أو معدلة أو أعيدت صياغتها وتشكيلها. كل هذا يمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم وتخبط المستخدمين بسبب الفارق بين الواقع الفعلي والواقع الافتراضي.

استشهدت “شلين” بمواقف تلقينا خلالها بريد إلكتروني أو رسالة نصية وشعرنا منها أننا تعرضنا للإساءة، ولكن بعد ذلك عندما نسمع بالفعل نفس الكلمات من نفس الشخص، وجهًا لوجه، بلغة الجسد والتواصل البصري وجميع الطرق الأخرى التي نتواصل بها، فإننا ندرك أننا قد فسرناها بشكل غير صحيح. في حين أن الرموز التعبيرية هي محاولة لتصحيح هذه المشكلة، لا يستخدمها جميع الأشخاص، ولا يمكن حقًا نقل تعبيرات وجهنا الدقيقة للغاية من خلال مجموعة من الوجوه الكرتونية. ثم هناك الجانب الآخر: عندما يعتقد مستخدم ما أنه لمجرد عدم وجود وجه تعبيري مرتبط بكلماتهم، يمكن أن يكونوا أكثر قسوة.
تذكر أنك تتفاعل مع بشر مثلك

إن نظرة سريعة إلى قسم التعليقات في أي موقع ويب تقريبًا كافية للغاية لإدراك نسيان بعض المستخدمين أنهم يتفاعلون مع شخص ما، يتصرف الناس أحيانًا بصورة آلية لا تليق بتصرفات البشر.