قال الدكتور جمال شيحة، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب ورئيس مجلس إدارة جمعية رعاية مرضى الكبد، إن محاربة الفيروسات الكبدية أخذت جزءا كبيرا للغاية من حياته، بدءا من عام 1989 وحتى الآن.
أضاف “شيحة” خلال حواره ببرنامج “معكم منى الشاذلي” على قناة cbc، أن بداية معرفة فيروس سي كانت في 1989 وهو العام الذي حصل خلاله على درجة الدكتوراه، موضحا أن المرض قبل هذا العام لم يكن معروفا، حتى تم التعرف عليه واختباره ووصفه وتسميته بفيروس سي، لافتا إلى أن الأطباء الثلاثة الذي اكتشفوا المرض حصل اثنان منهم على جائزة نوبل الأسبوع الماضي.
تابع أن هذا المرض ارتبط به طبيا وإنسانيا منذ بداية اكتشافه، لأنهم كانوا يشعرون أن هناك وباءً ضخما من الصعب توصيفه، مما شكّل تحديا كبيرا، فتأسست جمعية رعاية مرضى الكبد في عام 1995، وبدأوا في المطالبة بالتوعية والالتفات له حكومة وشعبا، مضيفا: “عملنا الجمعية سنة 95 لأن كنا حاسين إن في وباء وكان أغلبه في القرى والريف، وأنا كدكتور وإنسان لاحظت إن أغلب المرضى من غير القادرين، فعملنا الجمعية عشان ندعم الناس دي بالفحوصات والعلاج مجانا”.
أشار إلى أنه لم تحدث استجابة وقتها من الدولة، كما أن معرفة الشعب أيضا بالمرض لم تحدث بشكل كامل إلا في أواخر التسعينيات، حين أصبح وباء يهدد حياة الجميع، لا سيما سكّان القرى والأرياف، وبالرغم من ذلك لم تعترف الدولة رسميا بأن أزمة فيروس سي تهدد حياة المواطنين إلا في عام 2006.
أوضح أنه من الطبيعي أن يشعر المجتمع الأهلي بالأزمات قبل الحكومة، لذلك حين تراكم الضغط الشعبي والأهلي على مدار 11 عاما، اعترفت الدولة بالأزمة وأعلن الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة وقتها تشكيل اللجنة القومية لمعالجة الفيروسات الكبدية، وهو أمر يحسب له بشدة، لأن ما فعله كان بمثابة نقطة البداية الحقيقية لإنهاء الأزمة، قائلا: “الدكتور حاتم أستاذ أشعة ولكن يحسب له إنه استمع للمتخصصين أساتذة الكبد، وعمل لجنة قومية وبدأ يتعامل كدولة إنه ازاي نتحكم في هذا الوباء ونعالجه وبالفعل تم توفير حقن الإنترفيرون والتي أثبتت فعاليتها في العلاج بنسبة 50%.. فخفضنا تمنه وأعطيناه لعشرات الآلاف من الناس على مدار سنوات”
أضاف رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية مرضى الكبد، أن ما قدّموه كان علاجا مجتمعيا متكاملا، لأنهم لم يكتفوا بتوفير العلاج والتوعية، بل توجهوا به للمواطنين في القرى والمناطق الفقيرة، مضيفا: “الناس في القرى لما تقوله إن في علاج موجود في عاصمة المحافظة مش كل المرضى هيجولك، في ناس بتكسل وناس بتيجي مرة ومبتجيش تاني وناس ممعهاش تيجي أساسا.. فقولت بدل ما ندعو الناس لمراكز العلاج سوف نذهب نحن إليهم، وبدأنا نروح القرى ونفحص الناس ونعالجهم ونوعيهم، ولو احتاج الذهاب للمستشفى نوفر لهم وسيلة المواصلات”.
وتعليقا على حملة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي، أكد الدكتور جمال شيحة أنه لم يتخيل أحد أنه سيتم القضاء على هذا الوباء بهذه السرعة والكفاءة، قائلا: “اللي اتعمل كان شيء أكتر من الحلم، الشعب كله اتفحص في مبادرة 100 مليون صحة وعالجنا 4 مليون كمان، مفيش دولة في العالم قدرت تقضي على فيروس سي بهذه السرعة والكفاءة.. ومع ذلك أؤكد أن الحملة لم تلقى ما يكفي من التغطية الإعلامية الجيدة والرصينة التي توضح إن دا من أعظم الإنجازات الطبية في العالم وعلى مدى التاريخ”.