هل ندعو المسلمين إلى إلاسلام؟

حسام عبد القادر

دعونا نتفق أن لدينا مشكلة حقيقية وهي تصدير بعض المسلمين صورة سيئة عن الإسلام هو بريء منها، كما أننا بالتأكيد نثق أن هناك متربصين بالإسلام ومنتظرين هذه الأخطاء ويستغلونها أسوأ استغلال بوسائل إعلامهم العالمية ليروجوا أن الإسلام دين عنف وسفك دماء إلى آخره.

سنظل نسب ونشتم هؤلاء وسيظلون مستمرين، وسنظل نحدث أنفسنا داخل صفحاتنا العربية ولا أحد يسمعنا.

نرشح لك: الجندي: نصرة المسلمين المضطهدين من مهام السياسيين وليس الشيوخ

تابعت تريند ” إلا رسول الله” وهو جميل جدا. ولكن لمن نوجهه؟ للمسلمين وداخل الدول العربية، والله هو أمر مضحك، فحتى لم يتم كتابته بالإنجليزية.

لا بد أن نعي جيدًا أن الموضوع قديم ويزداد سوءً يومًا بعد يوم، ولابد أن نتريث لنتخذ إجراءات صحيحة.

لقد قمت بكتابة بوست على الفيسبوك به ترجمة للآية ٢٩ من سورة الفتح “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” وذلك بكل من الانجليزية والفرنسية والألمانية ولكن مع الأسف لم يتم مشاركته على نطاق واسع واكتفى معظم الناس باللايك.

ومن ضمن من تفاعل معي بشكل رائع أصدقاء مسيحيين، وما خاب ظني أبدا بهم ولم تكن الأولى ولا الأخيرة لتضامن المسيحيين مع قضايا تمس الدين الإسلامي.

نحن نحتاج إلى عمل مؤسسي وليس عملا فرديا، ولابد أن نبعد عن لطم الوجوه والسب والشتم وتجريح الشخصيات العامة الفرنسية.

لدينا مؤسسات مثل الأزهر ودار الإفتاء في مصر وهناك مؤسسات بالسعودية وكل الدول العربية.

إذا قامت كل مؤسسة بتسخير مجهوداتها في نشر مبادئ الإسلام باللغات الأجنبية المختلفة واستخدام كل وسائل الإعلام والسوشيال ميديا في النشر سواء نشر مجاني أو مدفوع وبشكل مستمر، نشر ليس على أرفف مكتبات الجامعات ولكن نشر يصل إلى الشارع الغربي، فبعد عدة سنوات سوف نجني ثمار هذا الجهد، ولكن إن ظللنا نتحدث إلى أنفسنا ستتفاقم الأمور وتصل إلى أسوأ مما نظن.

ولمواجهة أي تجاوزات يجب أن نلجأ إلى القانون الدولي وإلى المحاكم الدولية وميثاق حقوق الإنسان حتى لو استمرت القضايا سنوات ولكن هذا الشكل هو الوحيد الذي يمكن من خلاله أن نحصل على حقوقنا كمسلمين ولو بعد حين، وفى الوقت نفسه يظهر تحضرنا باستخدام آليات قانونية في الدفاع عن ديننا الحنيف.

يجب أن نهتم بتوصيل المعلومات الصحيحة للمجتمعات الغربية لا إلى حكوماتهم، لأن المجتمعات الغربية إن اقتعنت ستقوم هي فيما بعد بمواجهة حكوماتها عند الأزمات.

ولدي سؤال حيرني في الحقيقة: أين الكتب المترجمة التي قام الأزهر بنشرها وهي مكتبة كاملة على حد علمي.. وماذا تفعل المواقع الإلكترونية التي تترجم القرآن والسنة؟

ما زلنا نشتغل على الكم وأننا أنتجنا كذا وكذا لكن أين ذهبت ليس مهما مع الأسف، فنحن لدينا بالفعل مادة يمكن أن نبدأ بها وينقصنا التسويق الجيد فقط.
أرجوكم لا تدعوا للإسلام داخل المساجد ولا تدعوا المسلمين إلى الإسلام، ولكن اعملوا على توصيل الحقيقة لمن يريد معرفتها.