محمد إسماعيل الحلواني
معظمنا لا يستطيع تذكر كل المقابلات التي مر بها للحصول على وظيفة، ومعظمنا لا يتذكر معظم الأسئلة التي طرحت أثناء المقابلات، ولكن هناك سؤال واحد محدد تم طرحه علينا جميعًا ونتذكره جميعًا: “أين ترى نفسك بعد 5 سنوات؟”
في المرة الأولى التي واجهنا فيها هذا السؤال، من المؤكد أن عقولنا تاهت في محاولة للإجابة، فهو سؤال صادم بعض الشيء. كان هذا السؤال شائعًا جدًا في السنوات الماضية، لكن هل ما زال شائعًا هذه الأيام؟ وهل من الضروري أن يوجه سؤال كهذا للمتقدم لشغل وظيفة بالفعل؟
لماذا يسألك القائم بإجراء المقابلة هذا السؤال؟
إن جزءً من قبولك في وظيفة بغض النظر عن مهاراتك ومواهبك هو شغفك. وقال تقرير لمجلة Think Marketing إن شغف الشخص وتطلعاته وطموحه للنمو ومعرفة المزيد لاكتساب من العوامل التي تساهم في اختلاف شخصية عن أخرى. وسيبحث القائم بإجراء المقابلة عن هذا الشغف في إجابتك، كما ستُظهر إجابتك مقدار المعرفة التي تعرفها عن الوظيفة التي تتقدم لها والألقاب التي ستحصل عليها عندما تحصل على المزيد من الخبرة أو فور صدور قرار بترقيتك إلى منصب أعلى في التدرج الوظيفي المعتاد.
لذلك، وبناءً على بحثك عن الوظيفة، يجب أن تقدم إجابة عامة تتعلق بالوظيفة، وتؤكد أنك تبحث عن مشوار مهني طويل وحافل بالأدوار حيث يمكنك أن تصبح مكافحًا وحاربًا مخضرمًا في مجال عملك وتبني مستقبلك. اجعل القائم بإجراء المقابلة يشعر أنك جاد بشأن الوظيفة وأنك ملتزم.
هل هذا السؤال مهم؟
لا يسأل كل من يجري المقابلة هذا السؤال، فهل هو مهم أم لا، فهو يعتمد حقًا على ما يريد القائم بإجراء المقابلة الحصول عليه من إجابتك. ولكن، دعونا نذكر بعض الحقائق، لا يمكن للجميع التخطيط لمدة 5 سنوات مقبلة؛ لا شيء مضمون. من المهم أن تعرف إلى أين تريد أن تتجه عندما تبدأ حياتك المهنية. لذلك، من خلال الإجابة على السؤال، فأنت لا تلتزم بفترة الخمس سنوات، بل تفهم إن الأمر يتعلق بالتخطيط لما تريد أن يكون مستقبلك عليه.
هناك العديد من الأسئلة التي يمكن أن تقدم نفس الإجابة، وليس هذا السؤال فقط. لذا، من الناحية الفنية، فإن إجابتك أهم من الأسئلة، والتخطيط مهم لكل من السؤال والجواب.
هل يمكننا تحديد كيف نريد أن يكون مستقبلنا مع هذه الظروف؟
انقلب العالم رأساً على عقب في غمضة عين، لذا فإن ما تخطط له الآن يمكن أن يتغير غدًا. الجواب على هذا السؤال هو نعم. نظرًا لأنه لا يوجد شيء مضمون، يجب وضع بعض الخطط حتى أتمكن من تجنب أي خسائر محتملة في المستقبل. نظرًا لأن العالم كله في فترة راحة مؤقتة خلال هذه الجائحة الوبائية، فلديك الوقت لتحديد ما تريد القيام به، هل تريد هذه الوظيفة أم أن شغفك يكمن في مكان آخر؟
وتنصح المجلة القارئ بأن يضع كل شغفه وجهده في شيء يهمه حقًا لأنه عندما يواجه أزمة، ستكون قادرًا على التغلب عليها.
هل يجب أن تعرف ماذا تريد أن تكون في 5 سنوات؟
الإجابة: لا، ولكن هل يجب أن تعرف ماذا تريد أن تكون بشكل عام؟ الإجابة: بالطبع، نعم. إن الشغف والأهداف في حالة تغير مستمر، نحن ندرك ذلك، ولكن مع كل شغف وهدف جديد، يجب أن تعرف ما تريد تحقيقه وماذا تريد أن تصبح خاصة إذا كنت على وشك بدء حياتك المهنية. قد تواجه الكثير من الارتباك وهذا أمر طبيعي، لكن عليك أن تعرف كيف تريد أن تكون حياتك ومستقبلك في نهاية المطاف.
واختتم التقرير بالقول: “لا داعي للذعر عندما يسألك أحدهم هذا السؤال، تذكر أن إجابتك تأتي مما أنت متحمس له في حياتك المهنية. طالما أنك تبدأ مهنة تحبها، فستكون إجابتك مثالية، ولا تتبع أسلوب الإجابات النموذجية المحفوظة”.