محمد إسماعيل الحلواني
نشرت صحيفة Manila Times الفلبينية تقريرًا يرصد تأثير موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية على العمل الصحفي، مع اقتراب الأسبوع الأخير قبل الاقتراع، وكيف تخلت وسائل الإعلام الأمريكية بسهولة عن الأخلاقيات المهنية الصحفية كلما كان ذلك مناسبًا لسياساتها.
كشف التقرير عن أن غالبية الصحافة الأمريكية النيوليبرالية تتصرف مثل المافيا وتفرض نوعًا من الحماية لحملة جو بايدن لتخفيف كل الانتقادات الموجهة لنائب الرئيس السابق وهو الآن مرشح الحزب الديمقراطي؛ كما كشف التقرير عن ممارسة الرقابة لمنع نشر أو بث قصص مثل مقال نيويورك بوست بشأن رسائل البريد الإلكتروني هانتر بايدن نجل جو بايدن؛ ورصد التقرير تخلي بعض الصحف الأمريكية عن نشر أي شيء عن بعض القصص والأحداث الهامة والتغاضي عن تحليلها في الحياة العامة الأمريكية.
كانت ميراندا ديفين، كاتبة العمود في نيويورك بوست، هي التي ذكرت صراحة تشبيه المافيا في عمود عن معاملة وسائل الإعلام للصحيفة لرسائل هنتر بايدن، فكتبت: “لم يتوقف نائب الرئيس السابق لفترة وجيزة عن الأسئلة إلا يوم الجمعة في مطار ديترويت، وسأل مراسل شبكة سي بي إس بو إريكسون عن رسائل البريد الإلكتروني الملعون التي تم العثور عليها على كمبيوتر نجله هانتر المحمول، والتي تسربت في أبريل الماضي من ورشة لإصلاح أجهزة ماك”.
ويبدو أن جو بايدن أصدر القرار ورسم الخط لكبرى الصحف لكي تتناول الموضوع على أنه “حملة تشويه أخرى”، وبالتالي غضت واشنطن بوست ونيويورك تايمز الطرف عن أي دلالات حملتها رسائل هانتر بخصوص تورطه في مخالفات تتعلق بالصين وأوكرانيا.
يعتقد ستيف هولزر، مدرس الصحافة ومدير قسم الأخبار بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن مقال نيويورك بوست كان يجب أن يعامل بموضوعية وكان يجب ألا تنساق الصحف الكبرى وراء رغبة جو بايدن في تصنيف المقال على أنه تشويه له ولنجله ولأسرته.
كتب كريس فاريل مقالا في 22 أكتوبر الجاري، حول كيفية ممارسة الرقابة في وسائل الإعلام لمنع وصول الحقيقة إلى الجمهور؛ فكتب: “أوشك تدمير أخلاقيات الصحافة على الوصول إلى محطته الأخيرة، فهناك المجموعة نفسها من المراسلين والصحفيين الذين سارعوا للكتابة والنشر عن كل شائعة وكل تكهنات وكل كذبة تتعلق بمحاكمة الرئيس ومرض الرئيس وحياة الرئيس دونالد ترامب على مدى السنوات الأربع الماضية والآن تجمعت صفوفهم وتواطئوا فيما بينهم لرفض الكتابة أو النشر حول مادة حقيقية تتعلق بعائلة بايدن”.
وكان جهاز الكمبيوتر المحمول الذي يملكه هانتر بايدن كنزًا دفينًا من المعلومات الداخلية حول ما تردد عن نفوذه وصفقاته المشبوهة، استنادًا تمامًا إلى وضعه باعتباره نجل نائب الرئيس في وقت ما من تاريخ الولايات المتحدة. ومن الواضح أن جو بايدن أيد تعاملات ابنه، وقد يكون الأمر كذلك أن “الرجل الكبير” استفاد من تصرفات نجله بشكل مباشر. وأصبح الآن مما لا شك فيه أن جو بايدن استخدم سلطة مكتبه للتنمر على أوكرانيا لإنهاء تحقيق في الفساد في شركة الطاقة Burisma ، حيث كان ابنه عضوًا في مجلس إدارتها لسبب غير مفهوم. إن حملة بايدن لم تنكر أن الكمبيوتر المحمول ومحتوياته أصلية، وهو ما كانوا سيفعلونه بسرعة لو كان زائفًا.
ثم هناك عمالقة التكنولوجيا الذين يبذلون قصارى جهدهم للتأكد من عدم انتشار قصة نجل بايدن. فقد علق تويتر حساب صحيفة نيويورك بوست بسبب القصة وأغلق حساب حملة ترامب بسبب مقطع فيديو يتعلق بهنتر بايدن. لكن تويتر يعكس شريحة شديدة الليبرالية نادرة للغاية من الناخبين على أي حال، فهل هذا مهم حقًا؟ لقد تدخل فيسبوك للحد من انتشار المقال كذلك.