محمد إسماعيل الحلواني
سلط كتاب جديد بعنوان: “الرقابة والحصول على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح”، الضوء على بعض النقاط الجيدة فيما يتعلق بالبريد القديم والهاتف.
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مؤلف الكتاب “جريج وودز” يعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تتطلب قيودًا إضافية على المحتوى.ومع ذلك، ما تفتقده هو عنصر واحد يجعلها مختلفة وأحيانًا مريبة، ويذَكر “وودز” القارئ بأن مكتب البريد التقليدي لا يقرأ رسائلك ولا يفترض في شركات الاتصالات الهاتفية التنصت على محادثاتك، في المقابل تتنصت وسائل التواصل الاجتماعي على كل كلمة تنشرها أو تشاركها، بل وتستخدم تلك المعلومات لبيع المنتجات والخدمات لك ولا يقتصر الأمر على ذلك، فالشبكات الاجتماعية تحاول أيضًا تشكيل أفكارك وصياغة آرائك.
وأكد الكتاب مجددًا أن المشكلة لا تكمن في الرقابة، بل تكمن في المراقبة اللصيقة لبيانات المستخدمين ومفضلاتهم. وفي مقارنة منطقية بين وسائل التواصل التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي الحديثة، عاد وودز إلى الأيام الأولى لإعلان الجمهورية واستقلال الولايات المتحدة قبل أكثر من 244 عامًا، فكان لدى الأمريكيين بريد، ولكن لم يتطفل أحد من قبل مكتب البريد لقراءة رسائلنا لأصدقائنا وعائلتنا، ولم يسجل التاريخ “حظر” خطاب أو رسالة أو منعها من الوصول إلى المرسل إليه.
وبعد حوالي قرن من الزمان، حصل الأمريكيون على خدمة الهاتف من خلال شركات خاصة، لكنهم لم يستمعوا إلى مكالماتنا ولم تمنع شركات الاتصالات مكالمات أي شخص يختلفون معه.
في أواخر القرن العشرين، أفسح الطريق للبريد الإلكتروني المكتوب والرسائل النصية، ومكنتنا التقنيات الجديدة من التواصل مع الأشخاص في الشرق والغرب. ويؤكد “وودز” أنه ينبغي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع وسائل التواصل الاجتماعي من استخراج أي معلومات عن المستخدم، دون إذن صريح منه.
وفرت شبكة الإنترنت للبشرية الكثير من المحتوى إلى الحد الذي جعلنا مثقلين من البيانات، والمعلومات. وتنبض هواتفنا الذكية باستمرار بإشعارات حول آخر تحميل للبودكاست أو التسويق عبر البريد الإلكتروني التجاري لأحدث منتج في متجرنا المفضل.
نحن نأخذ هذا كأمر مسلم به، لكنه حدث جزئيًا لأن الإنترنت أوجد سوقًا للأفكار يمكن أن يزدهر فيه نموذج عمل جديد مربح للغاية ومخصص لجذب انتباهنا. في علم الاقتصاد، يشار إلى هذا على أنه مفاضلة، والتي يعرفها قاموس الأعمال على أنها وسيلة لخفض نتيجة غير مرغوبة مقابل زيادة أو الحصول على نتائج أخرى مرغوبة من أجل تعظيم العائد الإجمالي.