“الحلوة نقول عليها حلوة… معروفة”
هذه الجملة هي أساس صلب ستُبنى عليه تلك المقالة، فالاعتراف بالحلاوة أمر محمود على الدوام.. ولأننا عشنا طوال الأيام الماضية وسط زخم برامجي/ درامي شديد الوطأة، نخرج من هذا المسلسل إلى ذلك الإعلان، ونستريح عند هذا البرنامج، ونستمع طوال الوقت إلى آراء وانتقادات الجميع في الأعمال الفنية المتراكمة حولنا، فقد كنت أشعر دوماً أنني بحاجة إلى لحظات من الراحة، لا دراما مقعرة، ولا تذكير لا ينتهي بشهر رمضان وأهميته، ولا فواصل إعلانية مزعجة… ولقد وجدت ضالتي في “البريك”.
في مناسبة جيدة جدا للمتابعين، قررت شركة “إتصالات” أن تصنع فوازير، خفيفة الدم، قليلة التكلفة، وسهلة في المتابعة، وكان ان استعانت بفنان رائع لم اكن أعرفه من قبل للأسف يُدعى (أحمد سيد أمين) الذي يظهر مع ياسمين عبد العززي وأحمد السقا على إعلانات “أوبترا”
يقوم أحمد أمين في كل حلقة بدور ممثل فاشل، وتدور الحلقة دوماً في غرفة “البريك” ويقوم هذا الممثل بقهر شخصية ما .. أيا كانت، فيجلسه أمامه ويعطيه وجهة نظره في مختلف الأمور الحياتية المعقدة، بدءاً من (قصة تطور البنطلون)، وانتهاءاً بـ (الريجيم) مروراً بحلقات مهمة للغاية حول (القطط، وكائن السايس، و التنمية البشرية … وغيرها)
الضحك
كان هذا عنوان إحدى الحلقات، وأجزم أن هذا هو الهدف الوحيد من البرنامج، أن يجعل المشاهد يضحك ويضحك، بلا تعقيد ولا تفكير ولا عمق، وهذا للعلم هدف نبيل حقاً.. وهناك مدرسة كبيرة في فنون الكوميديا تُدعى (الإضحاك من أجل الإضحاك)، لذا فإن ما تفعله ورشة كتابة “البريك” تحت قيادة (أحمد أمين) هو أمر محبب ومحترم و غاية في الذكاء، والأهم أنه بعيد تماماً عن إدعاء العمق أو التقعر…. فشكراً لهم فرداً فرداً.
صناع “البريك” لم يشغلوا أنفسهم كثيرا بالتكلفة المادية، فمكان التصوير ثابت لا يتغير، الاكسسوارات قليلة لكنها ذكية، وملابس بطل الحلقات (أحمد أمين) أكثر من عادية وعلى حد التعبير الدارج في السوق فإن الحلقات متكلفة (اتنين جنيه وربع) وأنا هنا لا أقصد الإستهانة، بل على العكس تماما، أقصد أن أحيي القائمين على هذا المشروع البسيط، الذكي، الذي ينفذ إلى القلب مباشرة، والذي لا يعتمد على أي شئ في الواقع إلا ذكاء النص وحرفته.. وهو أمر يفتقده سوق الكتابة بشدة.
script is the king يا جماعة ، وعشان كدة هما حلوين أوي .
أما عن الفزورة، فيبدو أن صناع البريك قرروا ألا يهتموا كثيرا بها بقدر اهتمامهم بالنص الجيد المضحك، ولتكن الفزورة ما تكون… أحمد كرر الكلمة كام مرة؟ … إيه نوع البنطلون اللي كان منتشر في سنة كذا؟ … الخ… وهو أمر جيد جدا في رأيي بالمناسبة، فأنا أنسى دوماً أن البرنامج فزورة، وأشاهده من أجل الضحكة المفقودة.
الهري كتير أوي في حياتنا
كان هذا عنوان إحدى حلقات “البريك” الذي يمكنك مشاهدة كل حلقاته التسعة عبر اليوتيوب، ويحدثنا فيها “أحمد أمين” عن ثقافة الهري المنتشرة في الأجواء حولنا، فالكل يسعى لملء الفراغ حولك بأي شئ حتى لو كان (أي كلام) … وردد أحمد أمين وقتها جملة سمعتها آلاف المرات طوال الأيام الماضية: هو أشرف مجاش؟؟؟ … هو أشرف مجاش؟؟؟ .. هو أشرف مجاش؟؟
واريد ان أطمئنه أن أشرف جه… وشاف البريك … وانبسط…. وسأل عليك… ودعا لك بإنك تفضل محافظ مع زملاؤك وأصدقاؤك في الشركة على نضافة دماغكم… وعقبال ما نشوف لكم مسلسل حلو.