لم يعد الممثل الشاب عمر متولي بحاجة لكتابة اسمه “ثلاثيا” على التترات أو في الحوارات والأخبار الصحفية، الفتى الأسمر طويل القامة كبير الموهبة نجح في أن يستقل تماما عن العائلة الفنية الكبيرة التي ينحدر منها، شاء قدر الله ان يتوفى والده الفنان مصطفي متولي قبل 8 سنوات كاملة من ظهوره عام 2008 في فيلم “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة” حيث جسد شخصية طالب الثانوية العامة نجل وزير الداخلية امام محمد هنيدي، ورغم أن خاله هو عادل إمام لكن يمكن القول دون الحاجة لعناء الإثبات أنه لم يعتمد إطلاقا على صلة القرابة التي تربطه بالزعيم حتى أنه لا يشارك كثيرا في الأعمال التي يتصدر لها محمد عادل إمام ممثلا ورامي إمام مخرجا.
عمر متولي نموذج لواحد من الممثلين الموهوبين الراغبين في صعود درجات سلم النجومية على مهل والحصول على أكبر قدر من التدريب لاكتساب خبرات لا يمكن أن يحصل عليها المعتمد على التوريث فقط والذين يتبخرون سريعا عندما يختفى الأب الداعم أو الجهة الراعية .
إذا كنت ممن يتابعون “تياترو مصر” لأشرف عبد الباقي بالتأكيد لاحظت أن “عمر متولي” يُطل في عدة مسرحيات ومن خلال أدوار قصيرة تؤكد أنه كاللاعب الشاب الباحث عن الإحتكاك دون التفكير في مساحة الدور وفي كونه من عائلة اعتاد أفرادها على تصدر الأفيشات بسرعة ودون الحاجة لصبر الانتظار.
في فيلم “تتح” مع محمد سعد نجح “عمر متولي” في لفت الإنظار بقوة وتقديمه شخصية كوميدية خفيفة علقت بالأذهان، في رمضان العام الماضي ومن خلال شخصية “طاعون” في مسلسل “دلع بنات” أثبت قدرته على التنوع في الأداء وتقديم الشخصية الشعبية الكوميدية بشكل مغاير للسائد، وقبل الفيلم والمسلسل أطل بشخصية لص قبضان السكك الحديدية الخائف المذعور دائما ليترك بصمة واضحة لمن شاهد فيلم “ساعة ونص” .
في رمضان هذا العام يظهر “عمر متولي” عبر مسلسلين قدم في أولهما “حالة عشق” شخصية الفتي المرح خفيف الظل مؤكدا وجود كيمياء التفاهم بينه وبين “مي عز الدين” للعام الثاني على التوالي، على خد مواز أعاد شخصية “صاحب صاحبه” للدراما مجددا من خلال دور صديق “سيد بوخاريست” أو أمير كرارة في مسلسل “حواري بوخاريست” شخصية متعددة المستويات نجح من خلالها في ربط المتفرج بعلاقته المركبة بصديقه المقرب والمرتبكة بشقيقة “بوخاريست” التي تجسدها “سارة سلامة”.
“عمر متولي” يستعد لأول بطولة مطلقة من خلال فيلم “طاعون” خطوة قد تكون مبكرة لكني أثق في قدرة الممثل الشاب “العصامي” على دراسة المشروع جيدا والإحتفاظ دائما بحبل الود مع المتفرج وعدم التضحية بهذا الود من أجل بطولة مطلقة قد يخسرها بسبب التعجل وقد يربح من ورائها الكثير وهو الإحتمال الأقرب للتحقيق من ممثل أثبت أن ابن الوز عوام ومعتمد على نفسه في ذات الوقت.