خالد البرماوي
جزء رئيسي من فهم تكتيكات أبواق إعلام الإخوان على الإنترنت، هو الرصد الدقيق لحملاتهم على الشبكات الاجتماعية، خاصة تلك المربوطة بحدث عاطفي يهتم الناس به؛ على سبيل المثال، الأسبوع الماضي لفت نظري أسلوبهم في حشد الذباب الإليكتروني لاستغلال تعاطف وتأييد الناس لحملة السخط من الرسوم المسيئة، وذلك لحصد مكاسب سياسية تمجد خلفيتهم أردوغان، وتهاجم كل المختلف معهم!
في العادة لا ألتفت كثيرا لما يقومون به، ولكن هذه المرة لم أستطع أن أصمت عن استغلالهم لاسم ومحبة رسول الله (ص) لتحقيق مآرب سياسية !
في الآتي سوف أشرح النموذج الذي اتبعوه بالصور، وفقا لـ 5 مراحل أساسية لتفكيك بنية تضليل الإخوانية على الإنترنت، مع العلم أن الرصد تم بطريقة يدوية، “دون أدوات تحليلAnalytics Tools “:
1- البداية: غالبا ما تكون مع التريند، سواء كان مصطنعا، مثل تريند مظاهرات سبتمبر الوهمية اللي كان 99% منه على الانترنت، أو التريند المعتاد لمهاجمة أي مشروع أو قرار دون حتى الانتظار لرؤية تفاصيله؛ وهناك تريند طبيعي يتم القفز عليه، مثل التصالح على مخلفات البناء، أو حملة #إلارسولالله التي انتشرت قبل أسبوع، وهي محل تركيزنا في هذا النموذج.
2- التناول: وفيه يتم تطويع هذا التريند، بما يفيد أجندة الجماعة، وحلفائها، من زاوية تخدم مصالحهم، دون أي اعتبار أخر.. مثل منطق: “فرنسا تعادي تركيا لأنها دولة مسلمة تريد أن تعيد مجد الأمة الإسلامية”، وأيضا الترويج لفكرة أن “الدول العربية تقاطع البضائع التركية المسلمة، بدلا عن مقاطعة بضائع فرنسا الكافرة !”
• بينما الاستثمار التركي القطري مع فرنسا بالمليارات، بدليل أن حجم التجارة بين قطر وفرنسا تضاعف عدة مرات، في الخمس سنوات الماضية، وكانت 22 مليار دولار في 2016، وفرنسا هي ثاني وجهة استثمارية للدوحة، حسب صحيفة بينسولا القطرية، وموقع أربيان بيزنس، بناء على تصريحات رسمية، الرابط بالأسفل.
بالإضافة الي أن التبادل التجاري بين فرنسا وتركيا، بلغ 20 مليار يورو قبل عامين، وحسب السياسي التركي مراد أمير، فدولة فرنسا المورد الرئيسي للقاح تجريبي لفيروس كورونا حصلت عليه الحكومة التركية مؤخرا!
• لا ننسى هنا أن نشير، إلا أن جزء كبير من قدرتهم على النجاح في هذه المرحلة، زيادة الغموض أو قلة المعلومات حول قضية ما تهم الرأي العام، مع ندرة المصادر المعتبر التي تصرح وتحلل، وطبعا مع قصور شديد في منظومة الإعلام المهني !
3- المحتوى: يتم تغذية هذا التريند بتصريحات ومعلومات مغلوطة+مخلوطة Mal-information وهذا أصعب وأعقد أنواع المحتويات المفبركة، حيث يختلط الواضح بالمبهم، والواقع المعروف بالحقيقة الكاذبة، ويتم التلاعب بالمحتوى، مثل: تصريحات خليفتهم أرودجان، التى تدافع عن الرسول (ص)، ومعها تصريحات من حساب ساخر parody لمهاتير محمد، تم الاستعانة به على أساس أنه حساب حقيقي (وتم خلطه لاحقا بتصريحات حقيقة مستهجنة لمهاتير محمد).
• نفس الأمر حدث مع تصريحات مزيفة بالكامل لرئيس وزارة باكستان، وهكذا تصريحات قديمة مع تصريحات حديثة، وحشد تصريحات في سياقات مختلفة، مثلا زيارة قديمة لرئيس وزراء فرنسا لدولة عربية، وإظهار الحفاوة التي قوبل بها، ثم فيديو لهجوم أردوجان على رئيس وزراء فرنسا .. شوفتم بقي كيف يتم التعامل مع عدوة الإسلام في تركيا، وكيف يتم معاملة في دولة كذا !
• ولا مانع هنا، حتى لو كان الأمر متعلق بأشرف خلق الله، أن يتم حشد صور وفيديوهات وتغريدات مفبركة، والكذب بصورة مباشرة وصريحة، لأن الغاية لديهم تبرر الوسيلة مهما كانت؛ أو حسب القاعدة الفقهية التي طوعوها على هواهم: “ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب”. !
4- الانتشار: حتى هنا، الأمور في إطار التحضير، قبيل مرحلة الانتشار الواسع، لتتحرك آلة Sharing والتي تجمع عادة بين خليط من حسابات لأشخاص حقيقيين مع الآلف من الحسابات الوهمية Robots سوا لنشر محتوى أو الترويج له.
• هذه الحسابات تتحرك بصورة منظمة، حتى لو لم تأتي الأوامر لها، يكفي رؤية حساب لاحد أبواق الجماعة، حتى تبدأ الحركة، إما للدفاع عن فكرة أو شخص أو دولة، أو العكس حسب التوجهات المباشرة وغير المباشرة التي يمكن فهمها من السياق، وهنا نتحدث عن تغريدات ومنشورات ممولة ينفق عليها ملايين الدولارات، (هنا تقرير لموقع CNN يكشف فيه أن شركة تويتر أغلقت في يونيو الماضي 37 مليون حساب وهمي، يعملوا على دعم أردوجان).
5- التأثير والحركة على الأرض Call of Action: هذه المرحلة تأتي أحيانا بالتبادل بين النقطة رقم 4، حيث تتدخل أبواق الإعلام الإخواني من المواقع والصفحات الكبيرة أو الصغيرة، لنشر هذه المعلومات المغلوطة بصيغة صحفية، لكي تبدو أنها تصريحات محترفة، ومن ثم اعادتها مرة أخرى لماكينة توزيع ونشر وتسويق المحتوى المفبرك.
• أحيانا ترسل الفبركة لأبواق شكلها أجنبي، مثل ميديل ايست آي، وميديل إيست مينتور، لكسب الأمر لقطة مواقع الخواجة باللغة الإنجليزية، ولكن هذا نوع الفاخر من الفبركة، يتم استخدامه في قصص معينة، وغالبا من أجل عيون قناة الجزيرة. هذا جزء يسير من تكتيكات آله الفبركة الإخوانية، ربما لاحقا نغوص فيها بشكل أعمق !!