صاحبها لقب نفسه بـ "ملك الموت".. القصة الكاملة لـ رقصة التابوت

هالة أبو شامة

لم يكن أحد يتخيل في يوما من الأيام أن يرى ميتًا بداخل تابوت يتراقص يميًنا ويسارًا على أنغام الموسيقى بدلا من أن تسير جنازته وسط وقار الحزن الذي يكسوا وجوه الجميع في مثل هذه المناسبات.

لكن جاءت 2020 بالعديد من الأشياء الغريبة التي لم يتوقعها الكثيرين، فبالتزامن مع انتشار جائحة كورونا حول العالم، وازدياد أعداد المصابين والمتوفين بالفيروس، انتشرت أيضًا رقصة الجنازة أو التابوت أو الموت الأفريقية كما يسميها البعض.

نرشح لك: تفاصيل أول شركة تنظيم جنازات في مصر


كان الغرض هو التعبير عن حالة الهلع التي يعيشها العالم ولكن بطريقة ساخرة تخفف من هول الموقف، فتم استخدامها في الكثير من الفيديوهات والكوميكسات الساخرة، حتى أصبحت أيقونة مستهلكة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

مخترع الرقصة هو غاني الجنسية ويُدعى بنجامين.. في 2003 خلال فترة دراسته للهندسة والعلوم عمل بحمل الجثث، إلا أن أصوات البكاء والنحيب جعلته يفكر مرارًا وتكرارًا ليُحلل الموقف برمته في النهاية بأن الموت لا يستحق منا الحزن بل يجب الاحتفال به، حيث قال في اللقاء الذي أجراه مؤخرًا، مع اليوتيوبر الأردني قاسم الحتو، الشهير بـ “ابن حتوتة”: “شعرت بالأسى، لأن الشخص الذي يحب أن نحزن عليه هو حديث الولادة الذي لا يعرف مصيره في الحياة بعد”.

وبالفعل بدأ الراقص الأفريقي بنجامين بتحويل تلك الأفكار والترهات التي راودته إلى واقع ملموس، بعد أن كون فرقته المتخصصة بالرقص في الجنازات، وبحسب وصفه، فإن استطاع أن تغيير فكر الكثيرين الذين منحوهم التشجيع وصاروا يشاركونهم في الرقص والغناء.

فطوال الـ 17 عامًا الماضية، استمرت الفرقة المغمورة في تأدية عملها وكسب قوت يومها من رقصة التابوت، حتى انفجر محتواهم بحلول 2020 حسبما قال “بنجامين”، بعد أن قام أحد الأشخاص على يوتيوب بتركيب رقصتهم على إحدى الأغاني الروسية بعنوان Astronomia، والتي أصبحت فيما بعض مرتبطة في أذهان الجميع بالرقصة الشهيرة.

فتلك الأزمة التي عانى منها العالم أجمع، كانت نفسها وجه السعد على بنجامين وفرقة، إذ أحدثت في حياتهم تغيرًا جذريًا من مجرد راقصين غرباء الأطوار إلى مشاهير، حيث اضطروا إلى الانتقال من مسكنهم القديم إلى مكانًا يليق بمكانتهم الجديدة.

تلك الشهرة المفاجئة جعلت “بنجامين” يُلقب نفسه بملك الموت، تعبيرًا منه على أنه متخصصًا فقط في الجنازات التي لا يطلبه فيها سوى من يستطيعون دفع تكاليفه.

لكن على صعيد آخر، لا يمكن أن نطلق على هذه الرقصة فريدة من نوعها، فقد فوجئ الجميع قبل 5 سنوات بجنازة الفنانة اللبنانية صباح التي سارت وسط أصوات الأغاني والطبل ورقص الحضور حسبما أوصت قبل وفاتها.