الإسكندرية 1932
البحر هذا اليوم كان هادئا .. يوم ربيعي عادي في مدينة الجمال و ديمتري شلهوب تاجر الأخشاب السكندري يستقبل خير ولادة ميشيل الصغير بفرحة و قد رسم أحلام أن يكون أبنه ميشيل هو سنده في الأيام القادمة …
الإسكندرية 1946
ميشيل ديمتري شلهوب عضو بارز في المسرح المدرسي في كلية فيكتوريا بالأسكندرية مع زميله يوسف شاهين … القادم مجهول و لكنه أكيد أنه لن يكون في نفس خط والده…
القاهرة 1954
اليوم يوسف شاهين قد قرر الإستعانه بشاب موهوب في فيلم “صراع في الوادي” مع فاتن حمامة .. ثنائية راقية أحبها الجمهور كثيرا و تبعتها “أيامنا الحلوة 1955” و “صراع في المينا 1956″ و”لا أنام 1957” و “سيدة القصر 1958” و أخيرا “نهر الحب 1961” … ميشيل شلهوب هو عمر الشريف الآن … و توأمه الفني هي زوجته و أم إبنه طارق.
هوليود 1970
عمر الشريف يلتقي ديفيد لين المخرج الشهير و يبدئا معا قصص نجاح بدءأ من “لورانس العرب 1962” الفنان المصري يصبح معشوق الفتيات الغربيات حتى السبعينات عندما تنحصر موجة الأفلام الرومانسية التي برع فيها .. و يضطر النجم الذي فاز بالجولدن جلوب و رشح للأوسكار للقيام بأدوار ثانية …
القاهرة 2015
وائل الإبراشي يسأل على أي دين مات عمر الشريف.
لا لن أكمل القصة …
الحقيقة أن النجاح و رحيق الذكريات يسرقني تماما من أن أحكي أيام صعبة مر بها … في نفس هذا المكان كتبت عن نقطة ضعفي أمام أفلام الأبيض و الأسود و آلة الزمن التي تنقلني عن طريقها هناك لزمانهم …
هذا المقال ليس لنعيه هو أو غيره من نجوم حقيقية .. نجوم مثل أحمد رمزي و فاتن حمامة .. بل هو لنعي حظنا السئ الذي لم يكتب لنا الحياة هناك معهم …
ربما كانوا في نظر شريحة كبيرة من المجتمع مجموعة من الفسقة الذين هلكوا كما يكتبون على صفحاتهم … و لكنهم بالنسبة لي هم أيقونة للجمال .. للنظافة .. نظافة فكر الأغلبية و ليس الصفوة فقط .. الأناقة البسيطة التي كان عليها الجميع بلا إستثناء.. أيقونة للمحبة الصافية… و القصص الرومانسية التي تقرأها مسترخيا من كتاب هادئ و أنت تشعر بمداعبة موج البحر لأصابع قدميك … فتبتسم و أنت تقلب كل صفحة و دقات قلبك ترسم بلون البحر الأزرق لوحة لراحة نفسية لا تنتهي …
لا يهمني دينهم … و لا يهمني كما يهتم الأستاذ وائل الإبراشي على أي دين مات عمر الشريف .. لم تكن تلك التعريفات و لا التصنيفات موجودة في زمانهم … التي أصبحت لدينا هنا يوميا و دائما .. حتى في وفاته …
يا للحقارة .. بدلا من تذكر اللحظات الجميلة التي عاشوها يتناقشون هل يستحق الرحمه أم لا .. و على أي دين مات..
اليوم سقطت حبة جديدة من عقد اللؤلؤ الأبيض القديم الثمين … و لم يتبقى لنا سوى حبيبات قليلة جدا … ولكن صور و تسجيلات للعقد يوم كان أحلى مجوهرات مصر ستظل موجودة غصبا عن جميع المتشددين .. سنريها لأولادنا و نربيهم كيف كان الجمال .. حتى ننجح يوم ما في تكوين عقد أجمل ..
الفيديو ده فيه أحلى حاجات ممكن تشوفها في حياتك … فيه عقد اللؤلؤ