احتفلت اليوم، عدة دول من بينها فرنسا واليونان وبلجيكا، بالذكرى السنوية الثانية بعد المئة لهدنة 11 نوفمبر عام 1918، التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في ظروف استثنائية، ولكن الاحتفال انتهى بهجوم بعبوة ناسفة استهدف الحاضرين في مقبرة لغير المسلمين في جدة.
مقبرة غير المسلمين يطلق عليها ثلاثة أسماء، وهي مقبرة المسيحيين، ومقبرة النصاري، ومقبرة الخواجات، لكن الأخير هو الاسم الأشهر والمعترف به من قبل أمانة جدة، وهي الجهة المسؤولة عن أسماء الشوارع.
كل قبر يكتب في أعلاه على حجر من الرخام اسمه وجنسيته وفي أي عام توفي، وتتحمل قنصليات الدول الغربية مسؤولية الإشراف على المقبرة، لكن أي دفن يتطلب إذناً من أمانة جدة.
المقبرة مرتبة رفقاً للفئات العمرية، فالأطفال يتم دفنهم في جانب، والكبار يتم دفنهم على الجانب الآخر، وهي كانت لجالية مسيحية أصلها من اليونان قد سكنت مدينة جدة في العصر المملوكي، حيث كان يفرض عليهم ارتداء زي معيّن يميزهم عن المسلمين، لمنعهم الاقتراب من مدينة مكة لأسباب دينية، ولكن مع قدوم العثمانيين للحجاز (السعودية) اختلف الوضع، وباتوا يستطيعون دفن موتاهم في جدة، داخل هذه المقبرة.
وبحسب موقع “سورس” السعودي، الناشر باللغة الإنجليزية يعود تاريخ المقبرة إلى عام 1520 ميلادي، وبعهد الدولة العثمانية دفن داخلها جنود برتغاليين كانوا يحاصرون مدينة جدة، كما دفن جثث لبعض الجنود البريطانيين أثناء الحرب العالمية الثانية.
يشار إلى أن اعتداء اليوم هو الثاني الذي يطال مصالح فرنسية في جدة بعد هجوم في 29 أكتوبر الماضي، ضد حارس أمن في القنصلية الفرنسية، ويأتي بعد سلسلة اعتداءات نفذها متطرفون في فرنسا والنمسا على خلفية نشر الرسوم الكاريكاتورية للرسول في فرنسا، وموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجهة إدراج نشر الرسوم في إطار حرية التعبير في بلاده.
ونددت وزارة الخارجية الفرنسية بهذا العمل الجبان، حسب ما قالته، ونقلت “رويترز” عن مصدر حكومي يوناني قوله إن أربعة أشخاص أصيبوا في هذا الهجوم.
وحثت القنصلية الفرنسية في جدة رعاياها في المملكة العربية السعودية على توخي أقصى قدر من اليقظة وسط انفجار في مقبرة.