موسم جديد من مسلسل “سوبر هنيدي” بدأ في منتصف رمضان الجاري بعد انتهاء حلقات طفل النوبة العائد “بكار”، ليقف بذلك سوبر هنيدي على نفس الدرجة التي يقف عليها مسلسل “الكبير قوي” لأحمد مكي، كلاهما عمل كوميدي وكلاهما ممتد لعدة أجزاء وإن كان الأول يعتمد فقط على الإمكانات الصوتية لنجومه، والثاني يعتمد عليهم صوت وصورة، لكن فارق أساسي يمكن استبيانه بوضوح خصوصا بعد تراجع مستوى “الكبير قوي” هذا العام اللهم إلا في المشاهد التي تجمع البطل الرئيسي مع رجال المزاريطة الأشداء.
الفارق هو اعتماد “الكبير قوي” على أداء الممثل القادر على جذب الجمهور أيا كان محور الحلقة والإيفيهات المنطلقة دائما من تباين ثقافات وخلفيات الشخصيات ومن المزج غير المنطقي بين انتماء “الكبير” للمزاريطة واطلاعه في الوقت نفسه على ما جرى ولازال يجري بسبب تأثيرات العولمة، أما في سوبر هنيدي فالبطل دائما هو الموضوع وحرص صناعه على ربط قصص الحلقات بأحداث جرت في الشارع المصري وتلمس عدد كبير من المشاهدين إن لم يكن كلهم، دون نقل التعبيرات والإيفيهات كما هي من السوشيال ميديا كما يحدث في مسلسل ضعيف النص والأداء كـ “لهفة” لدنيا سمير غانم.
عمر طاهر مؤلفا وشريف جمال مخرجا في “سوبر هنيدي” يحاولان تجديد مصادر الكوميديا بانتظام من موسم لأخر مستفيدين من غياب السقف الذي قد يواجه المبدع في المسلسلات التقليدية لأن “الكارتون” يساعد كاتبه على التحليق بعيداً وتخيل أي شئ يمكن أن ينفذه الرسامون والمحركون بمنتهى اليسر وبكل سهولة، يحدث هذا مع اقتراب حقيقي ودون مزايدات من القضايا التي شغلت الناس أو لاتزال تشغلهم وهو ما يكشف “نقيصة” أخرى في المسلسلات الدرامية العادية التي حتى عندما تعبر عن تلك القضايا تقدمها بشكل مباشر وغليظ ويتبنى وجهة نظر صناعها حتى لو خالفت الحقيقة كما رأينا هذا العام في “أستاذ ورئيس قسم” .
الحلقة الأولى من موسم هذا العام وهي الأطول حتى الآن – مدتها 15 دقيقة- تناول فيها صناع المسلسل المصنوع في ستديوهات منى أبو النصر قضية إدمان الفيس بوك من خلال إصابة “سوبر حسني” جد هنيدي بهذا المرض وإختفاءه إلى ادغال الموقع الأزرق وذهاب “هنيدي” و” صلعت ” لانقاذه حيث رصد عمر طاهر من خلال جمل حوارية متتالية ومكتوبة بعناية كل أمراض المصريين التي أصابتهم بسبب سوء التواصل عبر موقع التواصل الإجتماعي الأشهر.
تسعيرة التوك توك في أدغال الفيس بوك تصل إلى 12 لايك وهي أرخص كثيرا من التاكسي الذي يحاسب بعدد الشير، من يتعرض للبلوك يضعون عليه “أسمنت” ليتحول “لبلوك حقيقي”، صفحات المشاهير تنهال عليها اللايكات بطريقة مبتذلة للغاية، وغير ذلك الكثير، تلى ذلك ثلاث حلقات كان بطلها الظاهر هم “سلاحف النينجا والمعلم رشدان” لكن طاهر نجح في توثيق جريمة تعذيب كلب شارع الأهرام بشبرا الخيمة لكن من خلال قيام “رشدان” نفسه بشخصية “الكلب” وكيف وصلت “سلاحف النينجا” لمصر وهي في حالتها الطبيعية حتى حولتها حقنة “الحجر الصحي” إلى سلاحف عادية تباع في سوق السيدة عائشة، تتدفق هذه المواقف الكوميدية المتجددة وسط حرص بالغ من صناع العمل على تجديد المفردات سواء المقروءة أو المسموعة فتجد لافتة البقالة مكتوب عليها “بشرة خير” والأغنية المستخدمة خلال هطول المطر هي “نزلت بلليل في المطر” لدنيا سمير غانم، أسلوب يجعل المتفرج قادرا على معرفة تاريخ انتاج الموسم من خلال الشاشة ليتفادى صناع العمل خطيئة “تخزين” أعمال الكارتون التي يقع فيها الكثيرون من أجل توفير الكلفة وانتاج أكبر كم من الحلقات في أقل وقت ممكن .