مرام شوقي
صدر حديثا كتاب “محمد منير.. حالة عشق سمراء في وجدان العالم”، عن دار يسطرون للنشر، للناقدة الموسيقية الدكتورة إيناس جلال الدين، بغلاف من تصميم المجموعة الفنية لسلسلة طيوف.
الكتاب الذي يقع في 146 صفحة، هو واحد من سلسلة “كتاب طيوف”، وتتحدث فيه الكاتبة عن المطرب محمد منير، وواقع الأغنية المصرية بعد حرب أكتوبر عام 1973م وما تلاها من أحداث على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عما شهدته الساحة الفنية عامة والغنائية بصفة خاصة، من غياب الأصوات التي كانت تمثل معالم الخريطة الغنائية المصرية والعربية، وأنها كانت قد دخلت إلى مأزقٍ كبير، وكان لابد من محاولات جادة للخروج من هذا المأزق؛ لأن البديل معناه السقوط في هوة أغنية ما بعد الحروب الكبرى، ولذلك بدت الساحة مهيئة لأغنية بديلة، ولم يكن أحدٌ يستطيع التنبؤ بماهية هذه الأغنية، ولا بالشكل الذي يمكن أن تكون عليه.
وذكرت جلال الدين، في الكتاب أن محمد منير، جاء في تلك اللحظة الحرجة كحل سحري ومَخرج شديد المصرية، شديد العصرية في آنٍ معاً من ذلك النفق المظلم الذي دخلت إليه أغنية ما بعد السبعينيات.
وأكدت أنه كانت هناك تجارب أخرى موازية في هذه المرحلة ذاتها، ربما تكون أسطعها تجربة علي الحجار، كما تجلت مثلاً في مجموعته (قلب الليل)، أو تجربة محمد الحلو، أو حتى هاني شاكر، إلا أن كل تجربةٍ من هذه التجارب كانت أكثر التصاقاً بالأغنية الكلاسيكية بدرجات متفاوتة، أما تجربة محمد منير، والتي قُدّر لها أن تمتزج بتجارب ملحنين وكُتاب جدد يبحثون هم أيضاً عن أغنية مصرية بديلة، ويستظلون أحياناً بالتجارب الشعرية الكبرى، لا سيما تجربة العملاق فؤاد حداد، كانت تمثل أغنية شديدة السطوع في مُغايرتها وفي أصالتها في الوقت ذاته.
وعبرت أيناس، عن إعجابها بتلاقي ألحان أحمد منيب وموسيقى فتحي خليل وصوت محمد منير على طريق هذه الصيغة الغنائية المتفردة، وما أضاف لذلك التركيبة شديدة الخصوصية جذور منير، النابضة بكل تفردها الفني والاجتماعي، فأصبحت أغنية محمد منير هي الأعلى صوتاً في ساحة الغناء البديل.
لذلك يتعرض الكتاب إلى تلك البيئة النوبية لنتعرف أكثر على معالم خصوصيتها الفريدة، ثم تنتقل بنا بعد ذلك إلى تفصيل ملامح الغناء المصري البديل بصفة عامة، قبل أن تتوقف بالتحليل والرصد أمام تجربة محمد منير على المستويات اللحنية والشعرية والغنائية المختلفة.
يذكر أن “محمد منير حالة عشق سمراء في وجدان العالم”، كان في الأصل دراسة نالت بها مؤلفة الكتاب درجة الدكتوراه من المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون في مصر، وأشرف على هذه الأطروحة الدكتور زين نصار، وكان عنوان الأطروحة “الجذور النوبية في الغناء المصري المعاصر.. محمد منير أنموذجًا”.
يشار إلى أن الدكتورة إيناس جلال الدين ناقدة موسيقية مصرية صدر لها سابقاً كتاب”فؤاد الظاهري حين تسكننا الموسيقى”، و”علي إسماعيل موسيقار عالمي بصوت مصري”.