مرام شوقي
عالم مليء بالثقافة والفنون، يتميز بالأصالة والحداثة في الوقت ذاته، يكفي فقط إدارة مؤشر الردايو إلى موجة إذاعة البرنامج الثقافي على تردد 91.5 إف إم لتكتشف أنك دخلت عالما مختلفا متميزاً، لتتشبع بجرعة هائلة من الفنون والثقافة والدراما.
أثرى “البرنامج الثقافي” المكتبة الإذاعية على مدار 60 عاما، بمئات البرامج التي ناقشت أبرز القضايا الثقافية، والتي شارك في تقدمها أبرز الإذاعيين والأدباء، فضلا عن المسرحيات الإذاعية الهامة المأخوذة عن روائع الأدب العالمي، والتي شارك فيها عشرات الفنانين ونجوم المسرح العربي.
وخلال السنوات القليلة الماضية استطاع “البرنامج الثقافي” أن يقدم تنوعا كبيرا في المحتوى الثقافي المقدم من خلال خريطة متميزة من البرامج، لذا أجرى إعلام دوت كوم، ضمن ملف خاص عن “البرنامج الثقافي”، حوارا مع الإذاعي محمد إسماعيل، مدير عام إذاعة البرنامج الثقافي، الذي تحدث عن الإذاعة وأبرز الإسهامات التي قدمتها.
في البداية قال “إسماعيل”، إن إذاعة البرنامج الثقافي قد بدأت على يد الأذاعي الكبير سعد لبيب، ونخبة من الإذاعيين الكبار عام 1957، وهي في الأساس فكرة مقتبسة من إذاعة “البرنامج الثالث” التي كانت تبث على “البي بي سي” البريطانية، والتي كانت تقدم أيضا برامج ثقافية ولذلك أطلق عليها إذاعة “البرنامج الثاني”، تم تغير الاسم فيما بعد إلى “البرنامج الثقافي”.
واستطرد “بدأ البث ببث بثلاث ساعات يوميا من التاسعة مساء إلي الحادية عشرة مساء، ثم زادت ساعات البث إلى أربع ساعات يوميا، حتى وصلت الآن إلي إثنتي عشرة ساعة يوميا من الثالثة عصرا حتى الثالثة فجرا”، مضيفا أن كبار الأدباء شاركوا في تقديم العديد من البرامج بالإذاعة واستمرت بهم حتى الآن، وكان من أوائل من قدموا برامجها الكاتب الكبير بهاء طاهر، والشاعر فاروق شوشة، والشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة.
أكد مدير عام “البرنامج الثقافي”، أن الكثير من الفنانين الكبار كان بداية انطلاقهم ودخولهم للفن من خلال البرنامج الثقافي، ومنهم على سبيل المثال الفنان الراحل محمود مرسي، ولم يكن هو الوحيد بل شارك أيضا الكثير منهم في أعمال عرضت على الإذاعة مثل الفنان عبد الوراث عسر، والفنانة أمينة رزق، مشيرا إلى أنها كانت المنفذ الوحيد لتقديم الأعمال الدرامية المسرحية بشكل واسع خاصة أن جهاز التليفزيون لم يكن قد دخل المنازل حينها.
اضاف أن البرنامج الثقافي تميز بتقديم مجموعة من الأعمال العالمية المترجمة خاصة الأعمال التي نشرت في سلسلة المسرح العالمي، فتم ترجمة مسرحيات للكاتب العالمي “شكسيبر”، و”تشيخوف”، وفي مرحلة متقدمة من تاريخ الإذاعة نشرت مسرحيات مترجمة “لسارتر”، بالإضافة إلى أعمال كبار الكتاب المصريين.
لفت إلى أن الإذاعة قدمت عبر تاريخها ما يزيد على 900 عمل من كلاكسيات المسرح العربي والعالمي، وأوضح أن أول عمل مسرحي قدم للإذاعة خصيصا هو مسرحية “الخروج من الجنة”، للكاتب الكبير توفيق الحكيم، ومن بطولة يحيى شاهين وزوزو نبيل، ومن إخراج يوسف الحطاب وتلاها بعد ذلك أعمال كثيرة لكتاب مصريين. مؤكدا على أن الدراما لم تقتصر فقط على المسرحيات بل تنوعت صور الدراما التي تقدم في البرنامج الثقافي بأشكال متعددة فقد تخلل العديد من البرامج أجزاء درامية في سياقها مثل برنامج “أحداث هزت العالم” و”على جناح الأسطورة”، وأضاف أن هذه البرامج توزع على خريطة البرامج بشكل إسبوعي لإرضاء جميع أذواق المستمعين.
وأردف تتميزت أيضا إذاعة البرنامج الثقافي بتغطيتها لشتى أنواع الثقافة التي تلمس العقل والقلب فتتنوع البرامج ما بين الموسيقية التي تذيع أهم السيمفونيات العالمية والعلمية لمواكبة أحدث الاكتشفات العلمية، بالإضافة للبرامج الأدبية والفنية.
وفي سياق أخر أشار ‘إسماعيل”، إلى أنهم يحرصون بشكل مستمر في الإذاعة على مواكبة العصر بما يناسب روح البرنامج الثقافي المعروف بها منذ بداية تأسيسه، لذلك بدأوا في تقديم فقرات هواء مفتوح للتواصل مع المستمعين، وأضاف أنهم حريصون دائما على مشاركة كل المثقفين الشباب والكتاب الجدد في برامج الإذاعة لإضفاء روح شبابية مواكبة للعصر أمثال الشاعر سعد القليعي، والمترجم حسن عبد الفضيل، مؤكدا أن الإذاعة تفتح الأبواب لأصحاب الأفكار المميزة لتقديم برامج عبر آثير الإذاعة بعد عرض أفكارهم على لجان التقييم.
وأسهب أسماعيل، قدمنا في الفترة السابقة العديد من البرامج الجديدة على البرنامج الثقافي لم تكن موجودة على الخريطة من قبل لتغطية شتى أنواع الثقافة، فعلى سبيل المثال قمنا بعمل برامج وثائقية وبرامج تغطي الأحداث الجارية، وبرامج لأحدث التطورات العلمية والتكنولوجية.
أشار إلى أن الإذاعة تهتم أيضا بتقديم “برامج المسابقات” لاجتذاب الشرائح المختلفة والتي في مقدمتها الشباب، نظرا لأهميتها، ولذلك قامت الإذاعة بتقديم برنامج للمسابقات طوال شهر رمضان باسم “البطل يحكي”، وكان برعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، ومكتبة مصر العامة والعديد من الشعراء والمعنين بالشأن الثقافي المصري، مضيفا أن الإذاعة تقدم حاليا مسابقة باسم “حكايات المساء” للموسم الثالث على التوالي وهى تلقى أهتماماً خاصاً من الأستاذ محمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية وأوضح أن المسابقة مخصصة لكتابة القصة القصيرة للطفل وتأتي تحت رعاية مؤسسات ثقافية رسمية، وتم إطلاقها بعد النجاح الذي حققه البرنامج والذي كان يحمل نفس الاسم، وكان يقوم بنقد ومناقشة الأعمال الأدبية الخاصة بالطفل وأكد أن للمسابقة رواج عربي كبير فقد اشترك فيها الكثير من الدول العربية حتى أن أحدى الفائزات في العام الماضي كانت جزائرية الجنسية والعام الأسبق كانت من تونس.
من جهة أخرى قال إسماعيل أن فكرة برنامج “اسمع رواية” قامت في الأساس لمساعدة الأشخاص الذين لا يجدون متسع من الوقت للقراءة، وهو برنامج لعرض رواية بشكل صوتي مسموع على عدد من الحلقات لمدة عشر دقائق يومياً، وأكد أنها طريقة فعالة وسهلة أيضا لربط الشباب بأهم أعمال كبار الأدباء بطريقة سهلة ومتاحة ومحببة إليهم، فعلى سبيل المثال تم تقديم رواية “قنديل أم هاشم” للكاتب الكبير يحى حقي، وفي نفس السياق أضاف أنه يتم اختيار الرواية طبقا لمعاير معينة ولجنة لاختيار الأفضل، مشيرا إلى أن البرنامج يقدمه نخبة من أفضل المذيعين بالإذاعة أمثال أماني عبد اللطيف وأسماء سمير وياسر زكي وهشام محمود ووضح أنه يتم مراعاة حقوق النشر لكل رواية وموافقة أصحاب الروايات ودور النشر.
واختتم حديثه قائلا تحرص الإذاعة بشكل مستمر على إضافة برامج جديدة للخريطة لمواكبة جميع الأذواق والأحداث الجارية، حيث تم إضافة أربعة برامج جديدة، وهي “تنويعات على أوتارهم” وهو برنامج يلقي الضوء على إحدى الشخصيات التي أثرت المكتبة الموسيقية العربية تلحينا أو توزيعا أو عزفا، و”ثنائية الخير والشر” وهو برنامج منوعات يستعرض الخطوط الدرامية التي تمثل طرفي الصراع الأزلي ما بين الخير والشر في الأعمال الدرامية، و”أيام عالمية” وهو برنامج مباشر لتقديم معلومات عن المناسبات العالمية على مدار العام وأخيرا برنامج حفلات الأوبرا من خلال عرض حفلات غنائية بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية.