إسلام وهبان
قدمت إذاعة البرنامج الثقافي عبر 6 عقود، عدد كبير من الإذاعيين، الذين أثروا الحياة الثقافية والأدبية من خلال عدد هائل من البرامج التي ناقشت مئات الأعمال الأدبية والموضوعات الفكرية وتغطية الكثير من الفعاليات الثقافية في مصر والوطن العربي.
ويعد الإذاعي عمرو الشامي، أحد أبرز الإذاعيين الذين عملوا بالبرنامج الثقافي، وقدموا العديد من البرامج والمناقشات لأكثر من 30 عاما، لعل من أبرزها برنامج “مع النقاد”، و”الصحافة في أسبوع”، وغيرها من البرامج التي ناقشت العديد من الأدباء والنقاد وتناولات عشرات القضايا الثقافية.
تواصل إعلام دوت كوم مع الإذاعي عمرو الشامي، الذي حكي كواليس التحاقه بالبرنامج الثقافي، وأهم البرامج التي قدمها، وأبرز المحطات في مسيرته الإذاعية، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- أنا من عشاق الراديو منذ الصغر، وبدأت علاقتي مع البرنامج الثقافي عندما كنت في المرحلة الثانوية، واستمعت مصادفة لإحدى أشهر المسرحيات الإذاعية التي كانت تبث عبر أثيره وهي “المسيح يصلب مرتين”، لنيكوس كازانتزاكس، كذلك مناقشة “الحرافيش” لنجيب محفوظ، ولم تنقطع علاقتي بالبرنامج الثقافي من يومها بل وتمنيت أن أعمل بها.
2- في نهاية 1989 كانت بداية عملي بالبرنامج الثقافي، وكان من الصعب أن تبدأ بتقديم برنامج خاص في بداية مشوارك، إلا أن القدر لعب دوره، بعد اعتذار زميلي الإذاعي محمد إسماعيل، المدير العام لإذاعة البرنامج الثقافي حاليا، عن تقديم برنامج “من المحافل الأدبية، لأتولى تقديمه مع زميلي الإذاعي أحمد النوبي. وكان هذا خطوة مهمة في حياتي المهنية بتقديم برنامج بعد شهر من تعييني بالإذاعة.
3- قدمت مئات الحلقات ببرنامج “من المحافل الأدبية” على مدار 20 عاما، وقمت بتغطية عدد هائل من الفعاليات والندوات الثقافية من خلاله والتي كنت أبث أجزاء منها مع تعليق صوتي مني على بعض الأجزاء،
4- من البرامج التي قدمتها “بانوراما إذاعية”، والذي كان بمثابة مجلة إذاعية بالبرنامج الثقافي، والذي قدمته في بداية حياتي العملية لمدة شهرين، ومرة أخرى بعد مرور حوالي 10 سنوات.
5- لم يكن متاحا تقديم برامج على الهواء في بداية عمل الإذاعة حتى أواخر التسعينيات، وذلك لعدم وجود قدر كافي من الحرية الإعلامية، ومخاوف من حدوث تجاوزات خلال المداخلات، إلا أن الأمر اختلف كثيرا مع بداية الألفية الثانية، وأصبح هناك تفهم أكثر من حدوث مثل هذه التصرفات.
6- قدمت لأول مرة على البرنامج الثقافي عام 2010، برنامج “الصحافة العالمية في أسبوع”، والذي كنت أتناول فيه المشهد العالمي في الصحف الأجنبية، وكان يتطلب مني بحث دقيق ومضني في الصحف العالمية، في وقت لم يكن من السهل الوصول لبيانات وترجمات للصحف الغربية بخلاف ما نحن عليه اليوم، وكنت استضيف أحد المتخصصين في الشأن العالمي لمناقشة موضوع يشغل الصحف والمواقع العالمية، وقد حقق البرنامج صدى جيد، ويصبح مدته ساعة على الهواء بدلا من نصف ساعة، مع تغيير اسمه إلى “الصحافة في أسبوع” لأناقش خلاله كل ما يدور بالصحف المصرية والعربية والعالمية خاصة بعد اندلاع ثورة يناير 2011.
7- شرفت بتقديم برنامج “مع النقاد” أحد أهم البرامج بإذاعة البرنامج الثقافي، والذي يناقش الأعمال الأدبية والنقدية، وكان يتطلب قراءة لهذه الأعمال، وقدمته لأكثر من 10 سنوات، استضفت خلالها أغلب الكتاب وكبار الأدباء المصريين والعرب.
8- شارك كبار الفنانين من خلال استوديوهات الإذاعة المصرية، في تسجيل عدد هائل من المسرحيات الإذاعية المأخوذة من روائع الأدب العالمي والعربي، وهناك عدد كبير من هذه المسرحيات على يوتيوب.
9- أتمنى إتاحة أرشيف البرنامج الثقافي، للأجيال الجديدة لما يحويه من كنوز ثقافية، وبالفعل هناك مشروع هام تعمل عليه إذاعة البرنامج الثقافي خلال السنوات الأخيرة لرقمنة المحتوى الإذاعي المقدم من خلالها.
10- أعتقد أننا بحاجة للوصول للأجيال الصغيرة، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وتقديم المحتوى الإذاعي بشكل رقمي، ودمج وتقليص هذا الكم الهائل من الإذاعات، لتقديم محتوى أكثر تأثيرا ووصولا للجمهور.