طرحت قناة “الشرق” الإخبارية، الحلقة السادسة من مذكرات الفنانة نادية لطفي، التي تنفرد بها وتنشرها لأول مرة، على سلسلة حلقات، بعدما سجلتها لأول مرة قبل نحو 18 عاما، ولم تخرج للنور طوال هذه السنوات، إذ تتحدث عن تاريخها الفني والسياسي والإنساني.
كشفت “لطفي” في الحلقة الجديدة تفاصيل علاقتها بالفنانة سعاد حسني، لا سيما وأنهما ظهرا على الساحة الفنية في وقتٍ متقارب، بنهاية الخمسينيات من القرن الماضي، قائلة: “كنا ننتمي لجيل جديد من بطلات السينما تواكب ظهوره مع ثورة يوليو وتأثيراتها الاجتماعية والسياسية، وكانت السينما وقتها تبحث عن وجوه نسائية جديدة تعبر عن المرأة الجديدة فيما بعد الثورة، فكنت أنا وسعاد”.
وقالت إن الصحافة الفنية حاولت وضعهما في منافسة ساخنة، إلا أنهما كانا على مستوى من الوعي والإدراك، متابعة: “لم ننجرف إلى هذه المنافسة الوهمية والمعركة الزائفة، لأن النجاح يولد الحب والصداقة، أما الفشل فيولد الكراهية والنفور، أنا وسعاد يجمعنا عشق السينما، وقتنا كله كان ملكاً لشغلنا، ولا أبالغ عندما أقول أن سعاد لم تكن منافسة لي، فما أقدّمه أنا لا تستطيع هي أن تنافسني فيه، والعكس صحيح، كل واحدة منا لها لونها، فلم تكن الغيرة ولا الكراهية حاضرة أبداً في علاقتي بسعاد مهما أشاعوا عن منافسة وخصومة وصراع وكيد نسا”.
واستنكرت نادية لطفي، الأقاويل بأن السينما خذلت سعاد حسني في آخر مشوارها السينمائي، قائلة: “سعاد بذلت كل جهدها، لكن السينما وقتها دخلت في مرحلة جديدة بمعايير جديدة -مختلفة ومختلة- لا تتفق مع ما تربيّنا عليه أنا وسعاد، وكنت أنا الأسبق في إدراكها، فقررت أن أنسحب حفاظاً على تاريخي ورصيدي وكرامتي، وحاولت سعاد أن تعافر وتقاوم، لكن الموجة كانت عاتية وطاردة لكل قيمة، فتكالبت عليها ظروف السينما وظروف المرض، فوجدت نفسها مجبرة على الابتعاد عن مهنة كانت بالنسبة لها هي الحياة”.
وأشارت إلى شكوكها بشأن رواية انتحار سعاد حسني، كما يزعم البعض، لا سيما وأنها أرسلت لها مجموعة قصصية من لندن، حيث كان تُعالج، واقترحت عليها بأن يتعاونا سويًا وتقديمها في فيلم يكتبه رؤوف توفي، قائلة: “في داخلي عشرات الأدلة التي ترفض سيناريو الانتحار، خاصة وأنّ الشرطة الإنجليزية نفسها لم تغلق ملف القضية ولم تؤكد مسألة الانتحار، بل هناك شبهات تدفع بالموضوع إلي الشق الجنائي وتميل إليه”.
وأدلت نادية لطفي، في مذكراتها التي تنشرها “الشرق” بشهادتها بشأن زواج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني، قائلة: “المؤكد أنه كانت هناك علاقة حب شديدة بينهما، وكان العندليب يرغب في الزواج الرسمي والعلني من سعاد ولكن كانت هناك موانع حالت دون تحقيق هذه الرغبة، على رأسها طباع حليم، فبعيداً عن الأضواء والكاميرات فإن حليم لم ينسَ أبداً أنه فلاح، تسكنه أخلاق الفلاحين المحافظة، وهو ما كان يظهر في “عزله” لأسرته بعيداً عن حياته العملية، فقسم شقته إلى جزء “محرم” غير مسموح الاقتراب منه، تسكنه أخته علية وبنات العيلة، وجزء يستقبل فيه أصدقائه ويدير منه شغله ويُجري فيه بروفاته، هذا الفلاح الساكن تحت جلد العندليب كان صعباً أن يرتبط بفنانة عندها التزامات ومعجبين ووقتها ليس ملكاً لها ولديها طموح النجومية والمجد مثله تماماً ويمكنها أن تسافر لأيام متصلة بعيداً عن البيت لو اقتضى عملها ذلك، ولذلك لم يُقدم على إتمام الزواج، لأنه لن يقبل بظروف عمل سعاد، وهي لن تتنازل وتضحي بكل ما حققته وتترك فنها وحياتها”.