سبحان الله، صورة لكلبة تحاول انقاذ رضيعها تغطي على حجم التفجير والدمار التي طال مبنى القنصلية الإيطالية بوسط البلد على يد الإرهاب الأسود، صورة خرجت منها بهذه التأملات .
أولا : نجحت “الكلبة” في انقاذ رضيعها بما هو أسرع وأدق من ردة فعل الحكومة بخصوص عدد الضحايا والمصابين .
ثانيا : صحيح أن الصورة مؤثرة لكن ليس لدرجة أن تهتم كل المواقع بها وتترك الضحايا من البشر، وكأن الصحف لاتزال تؤمن بأن الخبر هو أن رجلا عض كلب وليس أن كلبا عض رجل.
ثالثا : أكد لنا المصور الموهوب أحمد عبد الفتاح صاحب الصورة أن الحيوانات ربما هي من تبق لديها رحمة في هذه البلد .
رابعا : وهي مرتبطة بثالثا، الكلبة أنقذت أبنها بكل ما تملك من قوة، ونحن نقتل أنفسنا بكل ما نملك من قسوة .
خامسا : البطولات لا تظهر إلا عندما تشتد الأزمات، هكذا أكدت لنا “الكلبة الأم” .
سادسا : هناك إجماع على أنها “كلبة” فيما “الأب” غير موجود، مرة جديدة تثبت الأنثى أنها الأحق بتحمل المسئولية حتى لو كانت “حيوان” لا يتكلم ولا يفكر، لكنه “يحس”.
سابعا : هذه “الكلبة” لم يمنعها الخوف من إنقاذ صغيرها، الجبن أبعد ما يكون عنها وأقرب ما يكون من “الخسيس” الذي نفذ العملية وهرب.