قال الناقد أندرو محسن منسق المكتب الفني بالدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، إن الظروف القهرية التي شهدها الربع الأول من العام الجاري بسبب جائحة كورونا وما ترتب عليها، جعل البعض يظن أنه لن تكون هناك أفلام جيدة، أو أن الجميع سيؤجلون أفلامهم للعام القادم لتحظى بمشاهدة ومشاركة أكبر، ولكن من حسن الحظ خيب صناع السينما هذه التوقعات، وظهرت العديد من التجارب المهمة، وخاصة لمخرجين يقدمون أعمالهم الطويلة الأولى أو الثانية، وهو ما ساعد فريق البرمجة في مهرجان القاهرة السينمائي على ضم 15 فيلمًا في المسابقة الدولية، منها 3 أفلام مصرية، تتميز عن بعضها في الأساليب الإخراجية والأفكار.
وأوضح “محسن”، أن المخرج أمير رمسيس في “حظر تجول” يتجه للواقعية وينحاز لقصة إنسانية، أما المخرج إسلام العزازي في “عنها” فيميل إلى الواقعية السحرية، وفي “عاش يا كابتن” ننتقل إلى الأفلام التسجيلية ونجد المخرجة مي زايد تحيك بإتقان من المادة التسجيلية عملًا دراميًا مؤثرًا.
وأكد “محسن” أن المسابقة الدولية تضم واحدا من أبرز الأفلام العربية هذا العام، وهو “غزة مونامور” للأخوين عرب وناصر طرزان، وهو الاختيار الرسمي لفلسطين للمشاركة في الأوسكار، ومن المجر تعود ليلي هورفات للمشاركة بفيلمها الثاني في مهرجان القاهرة “الاستعدادات لنكون معًا لأجل غير مسمى” وهو أيضًا الممثل الرسمي للمجر في الأوسكار.
ومن أوروبا أيضًا يشارك الفيلم الفرنسي “جاجارين” الذي يعد من أبرز أفلام العام، ويقدم رؤية شديدة الشاعرية ممزوجة بالخيال العلمي بشكل فريد، وفي المقابل هناك فيلم “شرطة” من الدنمارك، شديد الواقعية والذي يقدم نقطة غليان بين الشرطة وبعض سكان أحد الأحياء في الدنمارك. ومن روسيا يشاهد جمهور المهرجان فيلم “مؤتمر” الذي يقدم ذكريات الناجين من إحدى الحوادث الإرهابية، وهو من الأفلام التي نالت إشادة عند عرضه الأول في فينيسيا.
وبعيدا عن الأجواء المقبضة، الكوميديا حاضرة من خلال الفيلم الإنجليزي “التيه” الذي يدور في إحدى الجزر التي تستقبل اللاجئين، وهو من بطولة الممثل المصري أمير المصري.
كما تشهد المسابقة الدولية أيضا، العرض العالمي الأول لفيلم “آنيما” من اليابان وهو فيلم شديد الشاعرية والجمال على المستوى البصري، ومن آسيا آيضًا سيشاهد الجمهور الفيلم الياباني “تحت السماء المفتوحة”، وهو على عكس “التيه”، يتخذ أسلوبًا واقعيًا لكنه لا يخلو من الإنسانية.
من كندا هناك فيلم “نادية، الفراشة” الذي يقدم كيف يمكن أن تكون البطولة والشهرة ثقلًا على أصحابها، خاصة عندما يكون بطلًا قوميًا مثل بطلة الفيلم، ومن المكسيك يشاهد الجمهور فيلمًا قاسيًا عن المراهقة والحب والميول الانتحارية هو “50 أو حوتان يلتقيان على الشاطئ”، وأخيرًا من البرازيل سيكون الجمهور على موعد مع الفانتازيا من خلال فيلم “بيت الذاكرة”.
وختم أندرو محسن تصريحاته قائلا: “بالنظر إلى أعمال المسابقة الدولية معًا، يجعلنا نشعر أن هناك من نجحوا بالفعل في صناعة سينما شديدة الجودة وشديدة التنوع، بعضها يميل إلى الرومانسية الكلاسيكية، وبعضها يتجه إلى الواقعية القاسية، لكننا نثق أننا سنشاهد تجارب متنوعة وثرية خلال أيام المهرجان، لا نعِد بأنها ستُنسينا مشكلات وآلام العالم هذه الأيام، لكنها بالتأكيد ستصيغها لنا باستخدام سحر السينما”.