افتتح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 42، أمس الخميس، مسابقة آفاق السينما العربية بالفيلم السعودي “حد الطار”.
فعلى مدار 80 دقيقة، استمتع الجمهور بمشاهدة قصة “دايل” ابن السياف، و”شامة” ابنة مغنية الأفراح الشعبية، والتى استطاع صناع الفيلم من خلالها إبراز ذلك الصراع الذي عاشه المجتمع السعودي في تسعينيات القرن الماضي، بسبب تمسكهم ببعض العادات والتقاليد الصارمة.
في الدقائق الأولى من الفيلم، ظن المشاهدون أن الصراع الحقيقي للأحداث يقتصر على المعاناة التي يعيشها “دايل” للزواج من حبيبته “شامة” التي ينتهز الفرصة بين الحين والآخر ليقابلها في الخفاء بعيدًا عن أعين المحيطين بهما ليقنعها بالزواج به بعد أن يتم تنفيذ حكم الإعدام في زوجها المنتظر الذي يعيش في محبسه لحظات قاسية في انتظار دفع الدية أو الموت، بينما يرفض عمه تلك الزيجة ويهدده إما أن ينصاع لأوامره وينسى تلك الفتاة ويعمل سياف كوالده وأجداده، أو أن يتم حرمانه من ثروته ومباركة عائلته.
تتحول الأحداث حينما يكتشف بطل الفيلم أن حبيبته تخدعه، وتنوي الزواج به حتى يكون مهرها سببًا في خلاص قريبها وزوجها المستقبلي من الموت بحد السيف.
كانت نهاية الفيلم غير متوقعة، لكنها أثبت أن للحب أوجه عدة من بينها التضحية من أجل الآخر مهما كانت عواقبه المؤلمة.
أحداث الفيلم ولدت بأذهان المشاهدين العديد من الأسئلة التي أجاب عليها مخرج الفيلم وأبطاله، من بينها سبب تسمية الفيلم بذلك الاسم، حيث أوضح المخرج عبد العزيز الشلاحي، أن “حد” جاءت من تنفيذ أحكام الإعدام، و”الطار” من الطبل المستخدم في الأفراح الشعبية، مشيرًا إلى أن الأخير يكون مدورًا وإذا كان مربعا فإنه سيكون قاسيًا للغاية، ولذلك فإن تلك التركيبة للدلالة على أنه يمكن أن يكون الحد رؤوف.
فيما أشار إلى أن سيناريو الفيلم تم الانتهاء من كتابته عام 2017، إلا أنه قرر حينها تأجيل العمل فيه لأنه رأي أنه يستحق أن ينال قدرا أكبر من التركيز والإتقان في صناعته، لافتًا إلى أن ما ميز أحداثه هو عدم تطرقه لحياة السياف وإنما اكتفى بالإشارة للمهنة باعتباره موظف مهمته التنفيذ فقط، واكتفى بالتطرق لبيئة المغنية.
من جانبه، تحدث المنتج الفني المصري حسام حبيب، عن سيناريو الفيلم، وقال إنه أراد أن يطبقه على ديكور واقعي ليوصل فكرة السيناريو بالطريقة التي كتب بها، موضحًا أنهم من أجل ذلك قاموا بعمل مدينة صغيرة في السعودية تحاكي مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر بعد أن أخلوا حي صغير وأغلقوه لمدة شهر ونصف للتصوير.
وعن مدى تمكن بطلة الفيلم من الدخول للتمثيل في الأساس في ظل التقاليد الصارمة للمجتمع السعودي، قالت رضوى التي جسدت دور “شامة” إن والدها كان رافضًا للفكرة كليًا في البداية وظلت تُلح عليه لمدة عام ونص، حتى وافق على عملها كموديل بشرط ألا تظهر سوى وجهها، إلا أنه حينما لم يجد أشياء غريبة تدور في مخيلتها على حد وصفها، منحها قدر كافي من الثقة.
أما راوية التي جسدت دور “بدرية” والدة “شامة” فأكدت على أنها لا تتقن الغناء إلا أن المخرج اختارها نظرًا لتوافق هيئتها مع الصور النمطية لمغنية الأفراح الشعبية في السعودية.