إسلام وهبان
استضافت الإعلامية منى الشاذلي الكاتب والروائي الكبير الدكتور محمد المنسي قنديل، خلال حلقة الأمس الخميس من برنامج “معكم منى الشاذلي”، الذي يبث عبر شاشة “cbc”.
تحدث “قنديل” خلال اللقاء عن روايته الأحدث “طبيب أرياف” والصادرة عن دار الشروق، كذلك علاقته بالكتابة التاريخية، وأهم المحطات خلال مسيرته الأدبية، وفيما يلي أبرز هذه التصريحات:
1- رواية “طبيب أرياف” تأخرت 33 عاما، وكان من المفترض صدورها بعد روايتي الأولى “انكسار الروح”، وذلك بسبب انشغالي بأعمال أخرى.
2- اخذت بنصيحة الأديب نجيب محفوظ التي قالها لنا خلال جلساتنا معه على مقهى ريش “وسعوا فرشة الرواية المصرية”، فحاولت الابتعاد عن الحارة المصرية والسفر لأكثر من بلد للكتابة عن عوالم أخرى والغوص في التاريخ الإنساني.
3- كورونا كانت سببا في صدور “طبيب أرياف”، فبعد عودتي من كندا قبل غلق المجال الجوي بيوم واحد وفرض الحجر الصحي، كانت فترة العزل المنزلي دافعا كبيرا للانتهاء من كتابة الرواية.
4- سافرت إلى كندا لتوفير مستقبل أفضل لأبنائي، لكن لم أشعر بالراحة هناك، فقد اعتدت على الحياة في قلب العالم، وسط الناس في مصر، لذا لم أستطع البقاء هناك بشكل دائم.
5- أنا ممتن للأدب وللقراء بكل هذا الحب والاهتمام، فالكاتب لا يعلم حين ينعزل في غرفته ليكتب، مدى تأثير هذه الكتابات على الناس، لكن حين يرى حالة الحفاوة هذه لا يشعر سوى بالامتنان، وهذا ما وجدته بعد عودتي لمصر، لدرجة تجعلني أتمسك بالبقاء وسط كل هذه المحبة.
6- لا يمكن لأي كاتب مصري أن يكتب بعيدا عن التاريخ، فلدينا موروث ثقافي وتاريخي هائل، يتشابك مع كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية، كما أن الكتابة في التاريخ أصبحت ضرورة في عصر العولمة ومحاولات طمس الهوية، والتركيز على قومية واحدة.
7- تعلمت كثيرا من كتابات توفيق الحكيم، ذلك الأديب صاحب الأسلوب السهل الممتنع، ويرى البعض أن روايتي “انكسار الروح” و”طبيب أرياف”، تتشابه مع روايتيه “عودة الروح” و”يوميات نائب في الأرياف”، لذا تراجعت عن تسمية روايتي الجديدة بعنوان “يوميات طبيب في الأرياف” لتكون عملا مستقلا بذاته.
8- حاولت أن أقدم من خلال “طبيب أرياف” رواية أنثروبولوجية عن الريف المصري، الذي لا يختلف كثيرا عن الريف المصري منذ العصور الفرعونية الأولى، بنفس التكوين الاجتماعي وشكل البيوت المبنية بالطين والقش، ونفس سبل الحياة البدائية، لكنني وجدت أن الريف الذي تحدثت عنه منذ 30 عاما لا يختلف عن الريف حاليا، فنفس المشاكل لازالت قائمة، حتى الروابط والعادات الاجتماعية لم تتغير كثيرا.
9- لا أكتب رواية للتسلية فقط، لا بد أن أناقش قضية أو أطرح تساؤلا أو أفتش في التاريخ، وأحاول دائم أن أجعل رواياتي كاشفة لعوالم جديدة، ففي “قمر على سمرقند” مثلا حاولت أن آخذ القارئ إلى العالم الإسلامي المنسي في سمرقند، وكيف يرتبط سكانها بالوطن العربي، وفي “انكسار الروح” حاولت أن أسلط الضوء على التغيرات التي حدثت في نفسية المجتمع المصري بعد هزيمة 1967.
10- حاولت في “يوم غائم في البر الغربي” أن أتناول قضية الهوية المصرية، خاصة بعد اكتشاف مقبرة “توت عنخ آمون” والتي غيرت نظرة العالم كله لمصر، ونظرتنا نحن أيضا لأنفسنا.
11- فوجئت بالكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة، يتصل بي بعد صدور روايتي الأولى “انكسار الروح”، ويخبرني أنه أعجب بها، قائلا: “أنا بدي من وقتي ربع ساعة يوميا للأدب، إما الرواية تشدني وأكملها أو أتركها للأبد، وقد سهرت على روايتك طول الليل”، وقد أعطاني ذلك دافعا قويا للتركيز في الأدب، ومن يومها وأنا شديد الاهتمام بمقدمة رواياتي وصفحاتها الأولى، وكيف استحوذ بها على روح القارئ..
12- اهتمامي بالتاريخ العربي دفعني لتقديم كتاب “لحظة تاريخ”، والذي يضم العديد من حكايات التاريخ المنسية، وقد شارك فيه الفنان عمرو الكفراوي من خلال رسومات غاية في الإبداع، وجعله تحفة فنية للقارئ.
13- لا أحب الظهور التلفزيوني بشكل متكرر، فالأفضل أن أظهر للجمهور لتقديم شيء أو الحديث عن قضية جديدة أو عمل جديد. وأعتقد أن سحر الرواية يكمن في أنها تجعلنا نعيش حيوات وتجارب لأناس آخرين مما يمد في حياتنا، مثلما قال الكاتب الأرجنتيني بورخيس، وهذا ما يفسر اهتمام شريحة كبيرة من القراء بالرواية على حساب الكتب..