منة المصري
أيام قليلة ويسدل هذا العام ستائره أخذا معه لحظات من القلق وقطرات متناثرة من الكحول الإيثيلي وكثيرا من الكمامات وبعض الراحلين بالفيروس اللعين.
كل ما سبق لا يعني بالضرورة أنها حالة ومضت ونحن في انتظار الاستقبال الكبير لعام 2021، حاملا معه لحظات الانتصار وعودة السلامات والأحضان وإلقاء الكمامات بعيدا إلي السماء في فرحة تشبه إلقاء قبعات التخرج في نهاية السنة الدراسية، فالأمر ربما يتطور إلي ما هو أكثر خطورة وربما تتنزل أيضا رحمات من السماء لننعم جميعا بانقشاع الغمة واستقرار الأمور وربما يسري الاحتمال الثالث ويستمر الفيروس في انتزاع أجمل ايامنا وأنقي أحبابنا.
نعم كما قرأت.. فالعنوان ليس علي سبيل الدعابة وإنما وقع بالفعل في ولاية جورجيا الأمريكية بعدما تسبب متقمص شخصية سانتا بلحيته القطنية البيضاء وثيابه الحمراء في وضع 50 طفل في العزل الصحي بعدما أثبتت التحاليل أنه كان مصابا بفيروس كورونا ولم يكن على علم بذلك عندما خالطهم في إحدى الاحتفالات لتقديم هدايا عيد الميلاد.
الأكثر واقعية وقُربا لما يعيشه العالم ويصارعه الآن منذ ما يقرب من العام هو أننا لن نشتري هذا العام شجرة وسوف نستبدل شجر الكريسماس الأخضر المزين بالكرات الحمراء بـ “اللقاح” فهو الأنفع لنا وللمجرة كلها الآن خاصة بعدما وصل الفيروس لأبعد نقطة في الكرة الأرضية في القارة القطبية الجنوبية أنتارتيكا.
مستويات التوتر بدأت في الأيام الأخيرة طريقها تجاه الارتفاع إلي أعلي، فمع كل تصفح سريع لصفحتك علي أي من مواقع التواصل الاجتماعي تجد نفسك وبدون أن تشعر تتحول إلي مقاول أنفار كما صورته لنا الأفلام القديمة وهو يقوم بالعد ولكن في هذا الوضع نقوم بعد من نعرفهم حولنا وأصيبوا بالفيروس، حتي أن بعض المهووسيين بالشهرة جاوزوا كل ذلك وسارعوا بالإعلان عن إصابتهم بالفيروس رغبة في جذب الانتباه والاهتمام والحصول علي خبر منشور عنهم هنا أو هناك.
لم أرد أبدا وأنا أكتب تلك الكلمات أن يشعر من يقرأها بقدر من البؤس والتشاؤم.. وإن حدث ذلك فرجاء التأكد بأنه غير مقصود بالمرة، فما يفيد الآن هو إعادة إنتاج شعورنا الداخلي بضرورة الالتزام وضرورة أن نعود كما كنا في بداية الأزمة ملتزمين بالتباعد الاجتماعي، ملتزمين بتطهير الأيدي بالصابون أو المطهرات، ملتزمين بارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة.
وإن كنا لن نلتزم إلا إذا شعرنا بالخطر والخوف، إذن فلكم الحرية أن تعتبروا تلك الكلمات دعوة لتخافوا!.. دمتم وأحبابكم سالمين.