مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (44)

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

دومينيك كوالادانت، ماكيير فرنسي، استعان بيه مروان حامد في فيلم إبراهيم الأبيض، العادي إن كل نجم في مصر له ماكيير وطقم مساعدين، بـ يستعين بيهم في كل أعماله، في الفيلم ده الطريقة دي مكنتش تنفع، مع كامل الاحترام لـ أي حد.

شغل دومينيك بان في منطقتين، الأولى والأهم: الجروح، الفيلم ده أنهى عقود من البشل في الوش، والصلصة اللي مبقعة القمصان، وغيرها من أشكال الجرح، اللي لما تشوفها دلوقتي ممكن الفيلم الأكشن يقلب معاك كوميدي.

دومينيك كان بـ يطلب من مساعدين المخرج يبلغوه بـ المشهد اللي هـ يعمل له الجرح قبلها بـ تلات أيام على الأقل، كان شرطه لـ الشغل من أول لحظة: محدش يقول لي النهارده فيه مشهد كذا، وعايزين واحد مضروب في عينه مثلا، لـ إن كل جرح بـ يقول حاجة.

مثلا، الجرح اللي كان في وش غنام (نضال الشافعي)، ده جرح مهين، مشوه لـ الوش، يعمل سطوة لـ إبراهيم اللي عمل له الجرح ده في قلب منطقته.
اللي له أدنى معرفة بـ عالم البلطجية، يعرف إن الجرح في الوش مفيهش معلش، واللي بـ يتعلم عليه في وشه ما ينفعش يبقى معلم، فـ الواحد بـ يضحك لما يشوف عمل، وعايزين يطلعوا شخصية بلطجية، شديد ومهاب، فـ يعملوا له سبع غرز في وشه.

تعالى تقارن الجرح ده (اللي كان بـ العرض من الشفة لـ الودن) بـ الجرح اللي عمله عشري في نفسه، كـ نوع من العقاب الذاتي لـ محاولته خيانة إبراهيم مع حورية، هـ تلاقيه التاني جرح رومانتيكي، كـ إنه قصيدة بـ يكتبها عشري في رثاء نفسه، وتنفيذ المشهد كان في منتهى الجمال، مع مزيكا هشام نزيه اللي هـ نجيلها بـ التفصيل. الترتيب ده خلى الدقة في تنفيذ أفكار أبو الحسن مش رفاهية، وبـ التالي كان فيه تفكير لـ “معنى” كل حاجة.

الحاجة التانية اللي اشتغل عليها دومينيك هي رسم كاراكتر كل شخصية، بـ حيث تدي المعنى من غير مبالغات، بـ الذات الشخصيات الأربعة الأساسية: عبد الملك زرزور بـ لحيته وشعره، اللوك ده أجبر محمود عبد العزيز على إنه ما يظهرش في أي مكان غير أماكن التصوير لـ مدة ست شهور، علشان ما يحرقوش، خصوصا في الحفلات العامة والمؤتمرات الصحفية.

ماكياج حورية كان أميز ما في الشخصية، اللي في تقديري هند صبري ما أجادتهاش، مع إن هند بـ شكل عام من ممثلاتي المفضلات، بس مش عارف ليه حسيت إن عالم حورية  أوسع من أداءها، بـ الإضافة لـ مكياج عشري وإبراهيم.

رسم الشخصيات من حيث الشكل مش بـ يقف عند حدود رسم الشكل وخلاص، لـ إن الشخصية بـ تمر بـ مراحل، وكل مرحلة ليها تغيراتها من الناحية النفسية، اللي بـ تنعكس على الشكل، والسينما المصرية كانت عادة بـ تتبع مجموعة من القواعد البسيطة، يعني مضايق دقنه تتطول، سعيد يحلقها، وهكذا، حتى في الأفلام الدينية، كان الكفار حواجبهم تقيلة، أول ما يدخلوا الإسلام تخف على طول.

كل ده كان في إبراهيم الأبيض محسوب بـ منتهى الدقة، وتحس بـ أثره من المشاهدة الأولى، ولو عجبك الفيلم زي حالاتي، وشفته كذا مرة، في كل مرة هـ تكتشف حاجة في ملامح الشخصيات.

بس الشخصيات دي مكنتش ممكن تكتمل من غير  ملابس ناهد نصر الله، اللي بدأت في التمانينات كـ مساعد مخرج لـ يوسف شاهين، بعد ما اتخرجت من سياسة واقتصاد، ثم اتعرفت على مصممة أزياء فرنسية اسمها إيفون، وسافرت باريس تدرس أزياء، ورجعت تشتغل مصممة أزياء في السينما، فـ اشتغلت مع يوسف شاهين في المهاجر وكام فيلم مع يسري نصر الله، وانطلقت بعدها.

اتكلمنا كتير عن أجواء الفيلم، ندخل التفاصيل بقى المرة الجاية

صباح الخيرات

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (43) ..صفي الدين محمود الصانع

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (42) معسكر التدريب

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (41) ماكينزي .. أهلا بـ المعارك

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (40).. أنسي أبو سيف عين الحياة

مؤمن المحمدي: ألف مشهد ومشهد (39) إبراهيم الأبيض ..فيلم بلا ريفرنس

مؤمن المحمدي : ألف مشهد ومشهد (38) ..رحلة إبراهيم الأبيض الأولى

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (37)

.