إسراء إبراهيم
رحل الكاتب الكبير وحيد حامد، صباح اليوم السبت، عن عالمنا عن عمر ناهز 76 عاما بعد صراع مع المرض استمر أسبوع، حيث كان قيد الملاحظة في غرفة الرعاية الفائقة بإحدى المستشفيات منذ الأسبوع الماضي.
كان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، قد كرم السيناريست الكبير وحيد حامد “المخاوي” بجائزة “الهرم الذهبي التقديرية” لإنجاز العمر، وذلك تقديرًا لمسيرته المهنية الممتدة لأكثر من خمسة عقود.
أصدر المهرجان كتابا بعنوان “وحيد حامد الفلاح الفصيح” للناقد طارق الشناوي، أجرى فيه حوارا مع الكاتب الكبير وتحدث خلال الكتاب عن “حامد” عدد كبير من المبدعين، نرصد أبرزها فيما يلي:
الناقد طارق الشناوي:
وحيـد علـى الـورق، لا يقـدم فقـط أفـكاره، ولكـن أحلامـه ومخاوفـه وكوابيســه، في سـبيكة واحدة، يجــب أن تجبره الفكـرة علـى أن ُيسـك بالقلـم، لتنسـاب المشـاهد الدراميـة بعدهـا، بـدون إرادة منـه، إذا لم يستشـعر تلـك الحالة، فلـن يتصنعهـا.
المخرج عمرو عرفة:
فنـان موهـوب وهـذا أعرفـه قبـل أن أقابلـه، ولكن وبعـد أن التقيـت بـه لأول مـرة وعلـى مـدى أكثـر مـن ثلاثين سـنة هـو نفـس الرجـل لم يتغيــر صاحبي أو كمــا اتفقنــا أخى الكبيــر هو نفــس الرجل وحيـد، حاسـم.. واثـق مـن نفسـه متواضـع إلى أقصـى درجـة.. محتـرف جدا فهو يعرف قيممة المخرج مهما كان المخرج في بداية مشواره أو ذو مكانة يستمع له جيدا في ملاحظاته وينفذها إذا اقتنـع وبعدهـا يرفـض المناقشـة مـع الممثلـين ويتركهـا، للمخـرج ليـس استخفافا بالممثـل ولكـن لأـه يعتبـر المخـرج عنـد تحملـه المسـئولية.. هــو صاحــب العمــل ومــن يتخــذ القــرارات حتــى لــو كان وحيــد هــو منتــج العمــل فعندمــا تــدور الكاميــرا لا أرى بعــد المخرج.
السيناريست مدحت العدل:
الأسـتاذ وحيـد هـو واحـد مـن هـؤلاء الكبـار الـذء يجلـس ليكتـب في فنـدق 5 نجـوم علـى النيـل، ولكـن عينـه علـى الصيـاد البسـيط في قاربه في ذلك النيل.. مشاكله وقضاياه.. أبدا لـم ينعـزل وحيـد في برجه العاجي، أبدا، بـل انشـغل بمصـر وأهلهـا بمنتهـى الحب والإخـلاص والرغبـة الحقيقيـة فـى إنقـاذ الوطـن مـن فقـر فكـر أو تطـرف أو فسـاد.
المؤلف عصام الشماع:
إنه الخلود في الفن. وأنـا أحتـرم هـذا الفنـان المثقـف الواعـي، وأعتبـر نفسـى محظوظـا أنني عشـت فـى زمـن كاتـب سـينمائى فـى مثـل قامتـه وقيمتـه.
الكاتب عبد الرحيم كمال:
الكاتـب الكبيــر اســما يلمع تماما مثل اسم نجم الشباك ليصبح الكاتـب مـن المرات القليلـة فـي التاريـخ السـينمائي المصـري معيـار ًا لإقبال الجمهور على على الفيلم. ممـا يعـد فـي ظنـي مكسـبًا مثلمـا فعـل أسـامة أنـور عكاشـة في الكتابـة التليفزيونيــة، ولكن الســينما ظلــت النجوميــة فيهــا هي النجوميــة ً الأكثــر بريقا.
مريم نعوم:
مــن الممكــن كتابــة مجلــدات عــن أعمــال “السيناريسـت الكبيـر وحيـد حامـد”، ولكنني بعـد كتابـة العديـد مـن المسـودات أدركـت أننـي لا أريـد الكتابـة عـن أعمالـه، بـل عنـه، عـن “الأســتاذ” بــكل مــا تحملــه الكلمــة مــن معانــي. أريــد أن أكتــب عــن محبتــي لــه وعــن مــدى تأثيــره فـي كإنســانة، وفضلـه علـى مشـواري كسيناريسـت شـابة قابلتـه، وأنـا ما زلـت طالبـة فـي معهـد سـينما.
محمد سامي:
رؤيــة “وحيــد حامــد” لهــذا المجتمــع مــن الاتجاهـيـن لــم تكــن هبــة، بـل كانـت باختيـاره، فاختـار قلبـه ووجدانـه أن يـرى مجتمعـه بشـمول يجعـل منـه كاتـب خـلاق، يتـرك فـي كل عمـل يكتبـه أشـخاص يعيشـوا وسـطنا ليسـوا فقـط أشـخاص نشـاهدهم عبـر الشاشـات.
يسرا:
هــو “وحيــد” واســمه اســم علــى مســمى ليــس وحيــدا بمعنــى أنــه بعيــد عــن كل مــا يحــدث، ولكــن أحيانــا كثيرة يفضل أن يكون في صومعـة تفكيـره وفـي وحدتـه، لأنه حزيـن ويصعـب عليـه أن يحـزن أو يـمرض لمجـرد أنـه مخلـص.. ووفي.. هـذا االإنسـان لـه نظـرة صائبـة فـي المسـتقبل.. لـه نبـض.. لـه رؤيـة.. سـترى وتشـعر بذلـك فـى كل مقالاتــه وأفلامه ومسلســلاته ومقابالتــه، “وحيــد حامــد” لا بد أن نسـتفيد منـه ومـن وجـوده ومـن تفكيـره.. في كل صغيـرة وكبيـرة لأنه كنـز مـن كنـوز هـذا الوطـن ولأنه حقيقـي وليـس سـطحيا أو مزيفا، لأنه مصـري أصيـل يأتـي مـن ريـف مصـر بـكل أحلامـه ليحققهـا فـي هـذه المدينـة العظيمـة الولادة القويـة الصامـدة.
نبيلة عبيد:
مـن مصلحـة أي فنـان أن يعمـل بـدون توقف، وأن يكـون حريصـا علـى أن يتنـوع فـي أسـماء ُ مــن يعمــل معهــم خاصــة المخرجيـن وكّتــاب الســيناريو. وقــد تميــزت أفلامي مــع وحيــد حامــد أنــه كان صاحــب جــرأة ملحوظــة فــى الموضوعــات ومصائــر الأشــخاص. والمرأةً عنده ليست ليسـت شـخصا عاديـا أو بسيط، بل خلقــت لمحاربــة المســتحيل.
إلهام شاهين:
هـو الأسـتاذ والمفكـر الرائـع، والفيلسـوف العظيـم، والإنسـان الطيـب البسـيط الصـادق الجـريء.. هـو خلطـة غيـر عاديـة وغيـر تقليديـة للفنـان الحقيقـي.
منى زكي:
أستاذ وحيد حامد.. شكرا علـى وجـودك فـي حياتـى ودعمـك لـي في بداياتي وحتى الآن.. شـكر ًا علـى وجـودك فـي تاريـخ الفـن المصري.. وعلـى كل إبداعاتـك التـي اسـتمتعنا بهـا.
يحيى الفخراني:
لو أردت أن أسـتخدم أفعل التفضيل لوصف قلمــك الدرامـي فســتكون أنــت أفضــل مــن كتــب الدرامــا فـي الســينما المصريــة، وأيضــاُ الدرامــا التليفزيونيــة في الفتــرة الذهبيــة، التي عشــناها ســويا.. وأنــت أيضــا مــن الكتــاب الوطنيــن الذيــن اسـتطاعوا أن يشـعروا بموطن آلام مجتمعهم، واسـتطعت بموهبـة نـادرة أن تعبـر عـن مجتمعـك بصـدق. ولك كل الحب والتقدير.
مروان حامد:
أمشي فخورا أن اســمي مــروان وحيــد حامـد، فأنـا ابـن الرجـل الـذي كافـح وحـارب معـارك كثيـرة ليجعـل كلماتـه وأفلامه حاضرة في أذهـان الجمهـور والأجيـال، ومحفـورة في تاريـخ السـينما المصريـة.
لم يكن الأمر سهلا أوهينا، فلقد شاهدت والدي علـى مـدى نشـأتي وهـو يصـارع حتـى تصـل كلماتـه للنـاس وللجمهـور، لـم يخـف، ولـم يتنـازل، وكان الحكم دائما ضميـره.
عندمـا بـدأت علاقتي المهنيـة بالسـينما كانـت لـه جملة هـي المصباح الـذي يضـيء طريقـى حتـى الآن (تاجـر الحشـيش بيكسـب أكثـر مـن تاجـر العيـش)، أنت عايز تكـون تاجـر إيـه؟
لقد نجح أبي أن ينتصر إلـى ضميـره، فكلماتـه دائما من النـاس وإلـى النـاس، أبـي أشـكر ربنـا أنـك أبـي.