محمد إسماعيل الحلواني
قالت مجلة فوربس الأمريكية إن مصر ظلت تتمتع بمكانة سينمائية قوية في محيطها الإقليمي منذ عام 1896. وفي حين أنه لا ينبغي التفكير في السينما والأزياء على أنهما نفس الشيء، إلا أنهما مجالان شديدا الارتباط.
وخصت المجلة، في تقريرها عن 2020، أربع سيدات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهن ثلاث ممثلات ومذيعة تلفزيونية كأمثلة بارزة على أن الموضة والأسلوب الشخصي للمرأة العربية من بين الأمور الأكثر أهمية بالنسبة للمرأة في الشرق الأوسط.
مذيعة تلفزيونية لبنانية على قناة “إم بي سي” بدبي، تقدم برنامجها الخاص “سكوب وذ ريا”، وتجري الحوارات مع ممثلي ومخرجي هوليود. وهي معروفة أيضًا بالمشاركة في تقديم برنامج “آرابس جوت تالنت”.
وتقول إنها سلكت طريقها كمقدمة برامج تلفزيونية عندما قادتها الصدفة إلى أمام الكاميرا. تتذكر قائلة: “أتذكر الشعور بالراحة الذي شعرت به أمام الكاميرا، وكدت أصيح: “وجدتها.. وجدتها”.. كما لو كان هذا بالضبط ما كان من المفترض أن أفعله”.
وقالت مجلة فوربس إن أسلوب أزياء أبي راشد الشخصي ذو شقين مع دورها العام ودورها الشخصي. ونقلت عنها قولها: “في حياتي اليومية، أزياء عملية للغاية. لدي طفل يبلغ من العمر أربع سنوات وأريد أن أشعر بالارتياح في ملابسي، وأن أرتدي الملابس التي يمكنني أن أجي أثناء ارتدائها. وأحصل من حين لآخر على أحذية رياضية أو حقيبة عصرية، لكنني لن أقول إنني أرتدي ملابس مصممة لي خصيصًا بصفة يومية”.
ومع ذلك تستمتع بالملابس المناسبة للفعاليات المهمة مثل مهرجانات السينما وترى أن الملابس العصرية المريحة وملابس السهرة لا يقل أي منهما أهمية عن الأخرى.
فيما قالت ريا: “بالطبع، أرى السينما والموضة متلازمتين. عندما أفكر في العصر الذهبي للسينما أزداد اقتناعًا بذلك، شاهدت فيلمًا وثائقيًا جديدًا للوكا جوادانيينو في مهرجان البندقية السينمائي عن ماركات مهمة وشهيرة مثل سالفاتوري فيراجامو التي كان لها الفضل في تغيير جماليات العصر الذهبي للموضة في هوليوود “.
لكن ريا أبي راشد توضح أن هناك جانبًا من جوانب السينما لا يتعلق بالموضة: “هناك جانب يتعلق بالإنسانية ويروي القصص ويسلط الضوء على الوجدانيات”.
بالنسبة للفنانة شيرين رضا، كان التمثيل والأداء في دماء عائلتها. حيث كان والدها رئيسًا لفرقة رضا وعمها مخرج أفلام وملحن، وكانت خالتها راقصة في الفرقة، وكانت والدتها راقصة باليه.
وقالت شيرين رضا، وفقًا لفوربس: “أحب أن ألعب دور شخص آخر، وبالمثل الأزياء تحولني إلى شخصية أخرى، لكنها الشخصية التي أستمتع بها، ربما كانت شخصية مختلفة تمامًا عني، شخصية لا تفكر أو تتحدث مثلي أو بما تأتي من خلفية تختلف عن خلفيتي وتاريخي. وهذا أمر ممتع للغاية”.
حققت رضا نجاحًا في السينما العربية، وقدمت فيلمًا شارك في مهرجان صندانس السينمائي. وتعد عاشقة للموضة، وتتمتع بأسلوب شخصي فريد من نوعه، تصفه قائلة: “أسلوبي تلقائي ومرتجل وغير تقليدي، أنا لست شخصًا كلاسيكيًا على الإطلاق. أحب ارتداء الأشياء التي تحتوي على أفكار مبتكرة”.
لكن شيرين تدرك أن الموضة والأفلام هي مجرد جزء مما يجعل الممثلة تبدو جيدة، فالأمر يتعلق أيضًا بالاعتناء بالجسم. وتقول: “عليك أن تعتني بجسمك وما يدخله من أطعمة ومشروبات وعليك الحذر من المقليات والدهنيات”.
أضافت أنها أصبحت نباتية بسبب اهتمامها بالحيوانات وبجودة وفائدة ونفع ما تتناوله من أطعمة. وتعتقد شيرين رضا أن فيروس كورونا “لن يتمكن من مهاجمة الجسم السليم، بل الجسم الضعيف فقط”، أو هكذا تتمنى بجراءة.
انطلق حب الفنانة منة شلبي، للتمثيل منذ لحظات طفولتها حينما وقفت أمام المرآة مقلدةً الممثلات والمشاهد. حيث قائلت: “لاحقًا، دعمتني والدتي لمتابعة مهنة التمثيل، لذلك درست التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وكنت محظوظةً جدًا منذ البداية بالعمل مع مخرجين معروفين علموني الكثير”.
وخلال جائحة كوفيد-19، واصلت منة شلبي العمل في فيلم “النمس والإنس”، مع نجم الكوميديا محمد هنيدي، والذي تم تصويره في ظل إجراءات احترازية صارمة للغاية. وعن الموضة تقول منة شلبي: “من الطبيعي أن تحظى ملابس وأزياء وفساتين الفنانات باهتمام وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، مما يخلق هذه الحالة الجديدة من أبرز الأزياء حيث يتم دفع أسماء العديد من المصممين وتسليط الأضواء عليهم”.
وتعتقد منة شلبي أن الأزياء والأفلام بينهما قواسم مشتركة. “إنهما يشتركان في الشعور بالحرية والإبداع والالتزام بتقديم شيء مناسب لذوق الجمهور. لهذا السبب يسيران جنبًا إلى جنب على الشاشة وهما عنصران متلازمان في أنشطة مهرجانات السينما”.
بالنسبة لها شخصيًا، تتسم منة شلبي بأسلوب بسيط وتفضل الملابس التي “تجمع بين الراحة الشخصية والأناقة البسيطة”.
وتعتقد أن أسلوب المرأة العربية هو ما يسمح لها بالتألق وأنها تحتضن قوة عظيمة بداخلها لأنها، أي المرأة العربية “ابنة تاريخ عربي عريق. يسمح لنا انفتاحنا الحالي بتطوير مهاراتنا ووجهات نظرنا نحو الحياة. وتعتقد أن قدرتنا على ارتداء ملابس عصرية تعزز تقديرنا لذاتنا وتساعدنا على متابعة أهدافنا بلا خوف وجرأة، وتحدي كل العقبات”.
أما الممثلة السورية كندة علوش لديها أسلوب أزياء خاص بها، والذي تصفه بأنه “عصري ومريح”. ولكنها ليست مهووسة بأن تبدو عصرية للغاية. قد يعجبها مظهر بعض الملابس الكاشفة؛ ومع ذلك، لا تشعر بالراحة عند ارتدائها. لذا، بالنسبة لها، تتمحور الموضة حول أن تكون الملابس أنيقة وذات لمسة أنثوية رائعة.
“علوش” لم تضع التمثيل نصب عينيها دائمًا. قبل خمسة عشر عامًا، في بداية حياتها المهنية، أرادت أن تحترف الإخراج والإنتاج. وأسند إليها مخرج صديق دورًا في مسلسل أشواك ناعمة، فخاضت التجربة التي لاقت استحسانًا واسعًا وحققت نجاحًا كبيرًا في ذلك الوقت، وتقول: “ومع ذلك، لم أدرك أنني أريد أن أكون ممثلة إلا عندما قمت ببطولة مسلسل أهل كايرو”.
عندما يتعلق الأمر بالسينما والموضة، فإن كندة علوش غير مقتنعة بأن الصناعتين تسيران جنبًا إلى جنب. وتعتقد أن المخرج يقع اختياره على الممثلة الجيدة من خلال “أعمالها وتعليمها ومهاراتها”.
وتؤمن كندة علوش بأن للمرأة العربية لمسة خاصة تضفيها على التصميمات العصرية. فقد ترتدي المرأة العربية أزياء مصمم دولي، ومع ذلك، فإنها تحتفظ بالرونق العربي الذي يبرز هويتها كامرأة متميزة وقوية ومحافظة.