إسلام وهبان
رغم المقاطعة الكاملة ورفض الكتاب والأدباء المصريين والعرب لكل محاولات التطبيع الشعبي والثقافي مع إسرائيل، إلا أنها لم تتوقف عن محاولاتها في ذلك سواء من خلال المشاركة في الفعاليات الثقافية العالمية ومحاولة الاحتكاك بالكُتاب العرب، أو بالتعدي على حقوق الملكية الفكرية والقرصنة على أعمالهم ونشرها أو ترجمتها بالقوة للغة العبرية، ودون الرجوع لأصحابها.
وفي سابقة جديدة تقدم الكاتب محمد بركة، بإنذار قانوني للسفيرة الإسرائيلية بالقاهرة، أميرة اورون، وذلك بعد استيلاء المكتبة الوطنية الإسرائيلية على 7 من أعماله الأدبية ونشرها عبر موقعها الإلكتروني، فضلا عن إتاحتها للجمهور بمقرها بتل أبيب، دون الحصول على إذن قانوني أو التعاقد مع الكاتب أو دور النشر التي صدرت عنها هذه الأعمال.
من جانبه أشار “بركة” في تصريح خاص لإعلام دوت كوم، أن ما قامت به المكتبة الوطنية الإسرائيلية، كأحد أبرز المؤسسات الثقافية في إسرائيل، يعد انتهاكا صارخا لحقوق الملكية الفكرية، والأعراف الدولية المعمول بيها بشأن الإبداع الأدبي وضوابط نشره، فضلا عن التعدي على الحقوق المادية للكتاب والناشرين، مؤكدا أن هذه القضية قانونية في المقام الأول بعيدا عن الشأن السياسي، ودون استغلالها لتحقيق مجد شخصي، أو رفع شعارات رنانة، بل يطالب بالوقوف أمام هذا الخرق القانوني الواضح.
الأعمال التي استولت عليها المكتبة الوطنية الإسرائيلية تعد من أبرز كتابات محمد بركة، الذي يعمل في صحفية بمؤسسة الأهرام، وعمل مراسلا لها لدى الاتحاد الأوروبي في الفترة من 2015 حتى 2017، وهذه الأعمال محل الإنذار رواية «الزائر» الصادرة في القاهرة عن دار «سما» للنشر والتوزيع 2016، ورواية «عشيقات الطفولة» الصادرة عن «بيت الياسمين» 2012، ورواية «الفضيحة الإيطالية» الصادرة في القاهرة 2005 عن دار «نفرو» وكتاب «مسيحي مسلم دوت كوم.. أنشودة في حب الوطن» الصادر في 2011 عن دار العين، والكتاب الساخر «صباح العكننة» الصادر عن دار «مدبولي» 2010، والمجموعة القصصية «3 مخبرين و عاشق» الصادر عن دار «ميريت» 2001 و المجموعة القصصية «كوميديا الانسجام» الصادرة في 1999 عن دار «مركز الحضارة العربية».
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستولي فيها إسرائيل على أعمال أدبية لكتاب عرض، وتنتهك حقوق الملكية الفكرية، ففي سبتمبر 2018 نشرت دار “ريسلنج” الإسرائيلية 45 قصة لكاتبات عربيات من بينها 6 مصريات، وترجمتها في كتاب بعنوان “حرية”، دول الرجوع لصاحبات هذه الأعمال، أو أخذ إذن قانوني منهن، مما أثار غضبهن وإصدار اتحاد الكتاب العرب بيانا للتنديد بالواقعة، والدعوة للوقوف بحزم تجاه هذه التعديات واتخاذ كافة الخطوات القانونية لمواجهتها. وبخلاف هذه الواقعة فقد أسست إسرائيل مركزا ثقافيا باسم رائد أدب الطفل، كامل كيلاني، بعد التعدي على أعماله وترجمتها للعبرية دون إذن من الورثة أو الجهات الرسمية في مصر.
في سياق متصل قال الروائي والمحامي أدهم العبودي، الموكل بمتابعة القضية، إن أي استخدام لمصنّف فني أو أدبي بدون موافقة صاحبه أو جهة النشر، يعد انتهاكًا للقانون، وتطبّق على هذا الاستغلال قوانين حماية الملكية الفكرية المصرية سواء كان الغرض من هذا الاستغلال التربّح المادي من عدمه.