خالد عبد الرحمن يكتب: ظرف أسود .. السهل الممتنع

مسلسل ظرف اسود من المسلسلات الرائعة والتي تاهت وسط زحام الدراما الرمضانية و لم يسلط عليها الكثير من الضوء جاء المسلسل معبراً عن الواقع المصري الحالي بحذافيره وبأوجاعه ومراراته ودون حرق لأحداث المسلسل

استطاع المؤلف ببراعه أن يخرج من قالب النهايات النمطية السعيدة والتي ينتصر فيها الخير على الشر دائما بنهاية مختلفه تماما ولكنها في نفس الوقت لا تجعلك غاضبا أو حانقا على هذه النهايه ولا تجعلك حزينا على مصير أبطال المسلسل

المسلسل من الأعمال التي تجعلك تقف حائرا متأملا لما حدث مع كل شخصيه في العمل ولكنك سرعان ما تجد الإجابة على كل الأسئلة من خلال استرجاع الأحداث السابقة.

أعجبني في هذا العمل هو كونه سهلاً ممتنعاً مباشرا وغير مباشر في نفس الوقت.. شديد الواقعية في اطار ملىء بالأحداث المبالغ فيها

يجعلك فى حيرة ما بين أن تصدق او لاتصدق ولكن الأحداث لا تتركك حائرا كثيرا فسرعان ما تقنعك وتحترم عقلك كمشاهد
البطل الحقيقي للمسلسل كان الفنان صلاح عبد الله في دور أعطى له مساحة من الإبداع ربما لم تتوافر له مسبقا.. دور المحامي الكبير الذى لا يتورع عن فعل أى شىء لإثبات براءه موكله حتى وإن وصل الأمر للقتل والتزوير والدفع بشهود الزور في المقابل جاء دور الفنان الصاعد محمد ممدوح في دور المحامي الصغير الذي طحنته الحياة منذ الصغر إلى درجه جعلته على استعداد لفعل أى شىء ليخرج من نطاق الفقر والعجز حتى ولو بمسح حذاء المحامي الكبير صلاح عبد الله ليصل عن طريقه للمال والنفوذ

تكرر مشهد مسح الحذاء مرات عديده خلال حلقات المسلسل في مشاهد رائعة استطاعت أن تعبر عن مرارة الواقع الحالي في مصر والتي لا مجال فيها حاليا الا لماسحي الجوخ وماسحي الأحذية

أما دور الفنانة درة فهو دور المرأه الطموحة الماكرة التي تحاول بلئم استغلال أى فرصه أمامها لتخرج من براثن الفقر تاركة وراء ظهرها أى مشاعر أو عواطف، في المقابل جاء دور الفنانه انجي المقدم المذيعة الرومانسية التي تعيش من أجل الحب فقط لدرجة جعلتها تعيش مع زوجها لأكثر من ثلاث سنوات دون أى علاقة جنسية لتكتشف بعد مقتله أنه كان شاذاً جنسياً

أيضا جاء الاستعانة بالممثل القدير مدحت مرسي بعد غياب طويل فى دور قد يبدو من الوهله الاولى أنه دورا صغيرا ولكن أحداث المسلسل اثبتت أنه دور محوري في العمل، فيما برع الفنان محمود البزاوي في أداء دور البلطجى الشرير “البرنس” في أداء مختلف استطاع من خلاله التعبير عن مدى الضعف والخلل النفسي الذى يتغلف دوما بالشر المطلق في محاوله لتعويض النقص

وأخيرا الفنان عمرو يوسف الذي جعلك تتعاطف مع شخصيه “يوسف” في المسلسل من البداية للنهاية رغم كل ما ارتكبه من أخطاء خلال المسلسل من خلال براعته في تجسيد الصراع النفسي لهذه الشخصية المحورية في المسلسل

المسلسل ملىء بالتشويق والغموض والمفاجأت المتتالية

مسلسل مختلف سواء في طريقة السرد أو طريقة التصوير حيث لعبت الإضاءة فيها دورا بارزا في التعبير عن المناخ النفسي لكل مشهد

مسلسل مبشر خارج عن النمطية والمباشرة التي اعتدناها في الدراما المصرية

اقـرأ أيضـاً:

10 علامات إستفهام أجابت عنها الحلقات الأخيرة لمسلسلات رمضان

مانشيت “ظرف أسود” على خبر “مبارك ونتنياهو”

عمر طاهر يكتب: مكالمة مع وزير الاتصالات

الفائزون تسعة والخاسرون سبعة في رمضان 2015

يا أم حسن : الإعلان لو زاد عن حده ينقلب لضده !

من حمادة إمام إلى عمر جابر.. تعرّف على وجوه “التالتة يمين”

مهرجان إعلام.أورج : 6 جوائز خاصة

الجائزة الأخيرة لمهرجان إعلام.أورج : أفضل 3 مسلسلات في رمضان

.