محمد إسماعيل الحلواني
في محاولة منها لاستمالة الشباب العربي، عكفت الخارجية الإسرائيلية على نشر مقاطع فيديو باللغة العربية، عبر صفحاتها الناطقة بالعربية، إلا أنه وفقا لتقرير حكومي صدر من تل أبيب، فإن ذلك دون جدوى حيث إن ٩٠% من العرب لم يقتنعوا ولم يتقبلوا فكرة التطبيع، وذلك وفق وسائل إعلام.
يرأس الإسرائيلي “يوناتان جونين” وحدة التواصل الاجتماعي باللغة العربية بإشراف الخارجية الإسرائيلية، وينفذ المهمة المكلف بها حرفيًا؛ أي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإقناع العرب بتقبل الدولة اليهودية. ينفذ الفريق حملةً باللغة العربية عبر منصات مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام في إطار جهد دبلوماسي متعدد الجوانب أملاً في أن تحظى إسرائيل بالقبول الشعبي في الدول العربية.
لكن تغيير الواقع بعد عشرات السنين من العداء ليس سهلاً، على الرغم من اتفاقيات التطبيع بوساطة “ترامب” وصهره “جاريد كوشنر”، مع عدد من الدول العربية.
رد فعل عربي عنيف
قالت وكالة رويترز إن حجم مهمة فريق “جونين” تأكد، بما لا يدع مجالاً للشك، في أعقاب استهجان ورد فعل شعبي عنيف على الإنترنت بعد تداول صور لممثل مصري محتفلاً مع مشاهير إسرائيليين في دبي ومقطع فيديو على أنغام أغنية يهودية. وأعاد فريق وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلي نشر الصور من حساباته الرئيسية على فيسبوك وتويتر، بما في ذلك صورة الممثل المتهم بالتطبيع إلى جوار مغني البوب الإسرائيلي “عمر آدم” وعبارة “الفن يجمعنا دائمًا”.
تحديات كبيرة وخيبة أمل متوقعة
يقر الإسرائيليون بأن المهمة تواجه الكثير من التحديات في منطقة رافضة للاحتلال الإسرائيلي. ونقلت رويترز عن “يوناتان جونين”، رئيس فريق التواصل الاجتماعي الناطق بالعربية، في مقابلة إنه نشر صور الممثل المصري مع مشاهير إسرائيليين للترويج لفكرة التطبيع وقبولها بين العرب.
واعترف بأن الضجة كانت مخيبة للآمال، لكنه قال إن هناك أيضًا ردود فعل إيجابية وأن “الأمر يستغرق وقتًا، والناس يغيرون آراءهم عبر الأجيال”.
الدبلوماسية الرقمية
تريد إسرائيل الحصول على دعم عربي أوسع لصفقات إبراهام الجديدة أكثر مما فعلت مع معاهدات السلام الرسمية التي وقعتها مع مصر والأردن في 1979 و1994 على الترتيب. وقد تم تأييد هذه المعاهدات من قبل قادة الدول ولكن ينظر إليها المصريون والأردنيون على أنها اتجاه رسمي لا يلزمهم بالتعاون مع الكيان المحتل.
نتائج الحملة بالأرقام
وتوصل تقرير لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية أنه خلال شهري أغسطس وسبتمبر، كان أكثر من 90٪ من تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي العربية بشأن اتفاقيات “التطبيع” الأخيرة سلبيًا.
ووفقًا لملخص التقرير الذي حصلت عليه رويترز، قال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية إنه بحلول يناير الجاري، انخفض مستوى التعليقات السلبية إلى 75٪.
ويضم الفريق الناطق باللغة العربية في وزارة الخارجية والمكون من عشرة أعضاء يهودًا وعربًا. ومن خلال رسائل مثل “سلام، شالوم” – الكلمات العربية والعبرية من أجل السلام – تبرز الحملة بشكل كبير ما يشير إليه جونين على أنه “محتوى ناعم”، مثل الموسيقى والطعام والرياضة.
تأسست وحدة اللغة العربية في عام 2011، وعززت نشاطها بشكل كبير منذ أواخر صيف 2020 عندما تم الإعلان عن أخبار اتفاق إبراهام الأول في واشنطن. وقال جونين إن الفريق ينشر حاليًا ما يصل إلى 700 منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي شهريًا، أي بزيادة 15٪ إلى 20٪ عما كان عليه قبل اتفاقيات التطبيع الأخيرة.
يؤكد “جونين” أن الهدف هو خلق “تفاعل وبدء حوار” مع الجماهير العربية. وقال إن فريقه يصل إلى 100 مليون شخص شهريًا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ضعف ما كان عليه قبل عام واحد.