محمد إسماعيل الحلواني
يبدو أن تغيير السلطة في واشنطن يمثل لحظة مناسبة للتأمل في مستقبل الصحافة، وهذا بالضبط ما فعله “توم روزنستيل” الذي يعد أحد أكثر المفكرين الأمريكيين شهرة في مجال مستقبل الصحافة والأخبار، وهو مؤلف 10 كتب، بما في ذلك ثلاث روايات.
وعلى موقع معهد بوينتر للدراسات الإعلامية، طرح “روزنستيل” خمس أفكار حول الدور الذي يجب أن يلعبه الصحفيون في حقبة ما بعد ترامب.
1- يجب على الصحفيين مساعدة الجمهور على فهم ما حدث وقضاء وقت أقل في التكهن بما قد يحدث في المستقبل
2- يعتقد “روزنستيل” أن الصحافة يجب أن تركز على كيفية تأثير الحكومة على حياة الناس، ولا ينبغي أن تتحول للتركيز على تغطية أخبار فرد واحد كما حدث خلال ولاية دونالد ترامب.
لاحظ المؤرخون أن التلفزيون منذ الستينيات غيّر صحافة واشنطن بجعلها تتمحور حول البيت الأبيض، وفي العصر الرقمي، لم يستغل أي رئيس هذه القاعدة مثل دونالد ترامب.
3- يجب أن تكون الصحافة أداة رقابية عادلة وأن تستعد للكراهية بسبب هذا الدور
قبل بضعة أسابيع، كتب أحد أفضل المحررين في أمريكا مقالاً إلى قرائه يعد فيه بمحاسبة إدارة بايدن تمامًا كمحاسبة ترامب، وبعد 3 أيام قال ذلك الصحفي لـ”توم روزنستيل” إن الرد الوحيد الذي تلقاه من القراء هو التعرض للهجوم. وفي الأشهر المقبلة، سيسارع اليمين السياسي إلى اتهام الصحافة الليبرالية بأنها منافقة لبايدن، وينصح “توم روزنستيل” بالاعتراف بالأخطاء أياً كانت هوية المخطيء او خلفيته أو انتماءه السياسي.
يعتقد “توم روزنستيل” أنه لا قيمة للحقائق التي لا تدعمها الأدلة وأن ترامب وضع فخًا للصحافة ولكنه جعلها أفضل، أراد ترامب من الصحفيين أن ينحازوا، واتهم الصحافة بترويج الأخبار الزائفة ووصفها بـ”عدو الشعب”.
ساعد البعض في إثبات رأي ترامب، وساهم البعض في التصدي لرأيه، في حين أصر آخرون على أن يجعلوا تقاريرهم أكثر عمقًا وأكثر شفافية. وهذا الفريق الثالث تحدث إلى المزيد من المصادر عند كتابة كل قصة.
كما درس الصحفيون أفضل السبل لمواجهة المعلومات المضللة وتتبعوا مسؤولية شركات التكنولوجيا ودور منصات السوشيال ميديا في نشر الأكاذيب.
إن فيروس كورونا يهدد الجميع في الولايات المتحدة والعالم، إنها أزمة قاتلة وتزداد سوءًا “ثلث سكان مقاطعة لوس أنجلوس إما مصابون أو أصيبوا بالفيروس”، ولا تزال المعلومات المضللة حول هذا الموضوع تطارد الأمريكيين ولا يمكن للاقتصاد أن يتعافى حتى يصبح الوباء تحت السيطرة.
يعتقد “توم روزنستيل” أن قصة الوباء محلية وكذلك وطنية وإقليمية ودولية بعمق. ويحث الصحفيين على تغطيتها على حقيقتها، مع التركيز على ما يحتاجه الجمهور. ويشجعهم على الدخول إلى أنظمة الرعاية الصحية المحلية، وتحديد الحلول الممكنة وليس المشاكل فقط، ورواية القصص التي لم نسمعها.
وأخيرًا، يشدد “توم روزنستيل” على ضرورة أن تكون الصحافة خدمة – وليست مجرد منتج – خدمة تلتقي بالناس أينما كانوا وتساعدهم على تحسين حياتهم.