كريم الدجوي يكتب: عن الزمالكوية اللي بحبهم!

ساعات قليلة تفصلنا عن لقاء القمة في الدوري المصري، لقاء سبقته أجواء من المشاحنات والتوتر لم نشهدها منذ سنوات عديدة. مباراة قد ينتج عنها – لا قدر الله – تتويج نادي الزمالك بطلاً للدوري، مما سيحطم قلوب ملايين “الأهلاوية” أمثالي الذين يكرهون أن يكون التتويج في هذا اللقاء تحديداً. مباراة ربما لا يخشاها اللاعبين، وجمهور الفرقتين وإدارتهما فقط، بل وربما تخشى تبعاتها الداخلية ورئاسة الوزراء أكثر. مباراة سبقها جدل كبير حول ملعب المباراة، وطرحت العديد من الأسئلة على الساحة، بداية من “هل الأهلي فوق الدولة؟” مروراً بـ”هل صار الزمالك نادي الدولة؟”، ونهاية بـ”هو بجد في دولة أصلاً؟”.

لذلك قررت وسط هذا الجو المشحون، أنا أضع “أهلاويتي” في الدرج قليلاً، لأكتب عن “الزمالكوية” المحببين إلى قلبي، قبل أن أعود إلى حماسي في تمام السابعة وربع، وانضم لصفوف المشجعين. ومن يعرف، فربما تنجح هذه المقالة في إيجاد مساحة صغيرة مشتركة في لحظات يحتاج جمهور الفريقين خلالها إلى كثير من ضبط النفس.

حازم إمام

مهندس الكرة المصرية.. هذا كان لقبه خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 98. فعل بالكرة ما لم يفعله أحد، لمساته الساحرة جعلت جمهور الفرقتين ينسى إنه “زمالكاوي ابن زمالكاوي”، ويتذكر فقط كراته الرائعة، والأهداف الرائعة التي صنعها بجمل تحمل بصمته.

بجانب مهاراته الفردية، وقراءته العظيمة للملعب، اضاف حُسن خلقه له الكثير من الجماهيرية، وحب قطاع كبير من جمهور الأهلي، ليصبح حازم إمام حالة فريدة في هذا الجيل، ربما لم يتخطاها سوى أبو تريكة، قبل أن يفقد الكثير من جماهيريته مؤخراً بسبب الإتهامات السياسية التي نالت منه.

أتذكر كيف أحببت أودينيزي الإيطالي بعد انضمام حازم إمام له، بالرغم من إني لم أشاهده يلعب لهم بسبب عدم سهولة مشاهدة الدوري الإيطالي حينها. ذلك الحب – أو التعاطف – مع النادي الإيطالي مازال جزء مني حتى يومنا هذا، لأجد نفسي اشجع أودينيزي إذا ما صادفته على شاشة التلفزيون.

محمد صبري

لا أعرف في الحقيقة لماذا أحب محمد صبري.. هل لحرفنته وكعوبه الساحرة في مرحلة عمرية كانت “الحرفنة” هي كرة القدم بالنسبة لي؟ هل لأنه كان يجيد تسديد الكرات الثابتة؟ هل لإني شعرت بأنه يحب الزمالك بشدة واحترمت ذلك؟ ربما لن استطيع الإجابة على هذا السؤال، لكن سيظل لهذا اللاعب الحريف مكانه في قلبي.

عمر طاهر

بعيدا عن حبي لعمر طاهر ككاتب – وهو أحد أهم من فتحوا الطريق ليكون من حق جيلي أن يكتب كما يريد وليس كما يريدوه أن يكتب – لكني اقدر بشدة حبه الشديد للزمالك، الذي يعد جزء من تركيبته المحببة إلى قلبي. أحب طريقة حبه ووفائه لناديه، حب المصري الجدع الذي يتمنى الفوز والنجاح لفريقه دون أن يتمنى الضرر أو الشر للمنافسين.

كم أشعر بالسعادة وأنا استمع إلى عمر وهو يتحدث عن الزمالك، أشعر بصدق مشاعره، بإنتمائه الحقيقي لهذا الكيان رغم السنين العجاف. يذكرني حبه للنادي باليساريين العاشقين لفكرة، بالصوفيين الغارقين في الحب الإلهي.. بمعنى كرة القدم الحقيقي.

سامي العدل

لم أشاهد سامي العدل – رحمة الله عليه- يتحدث عن الزمالك في مناسبات كثيرة، لكن في كل مرة كنت اشاهده كنت أشعر بأن هذا الراجل عاشق لهذا الكيان. كنت أتمنى أن أراه يوم على رأس هذا النادي، ليجعله أكثر انضباطاً وجدية، لكن ليس كل ما  يتمناه المرء يدركه.

أحمد عفيفي

بالرغم من إني أهلاوي ابن أهلاوي، إلا إني اتابع عفيفي بانتظام منذ عدة سنوات، ليس على طريقة “التعرف على العدو”، ولكن لأن ما يقدمه يعجبني فعلاً. لم افوت مبارة للزمالك دون أن اشاهد تعليقه عليها، بصوته السينمائي وخفة دمه، وانتظر تقيمه للاعبين في نهاية الفيديو.

ليس لدي مشكلة مع أحمد عفيفي، لإني استطيع أن أفصل بين كوني أهلاوي، وبين جودة المنتج الإعلامي الذي يقدمه، والذي أراه أفضل وأصدق من انتاج القنوات الرياضية مجتمعة. ربما اختلف معه في عشرات النقاط، لكني في كل مرة اشاهد عفيفي أتمنى لو لدى جمهور الأهلي شخص مثله، يستطيع أن يقدم نقد رياضي صادق ممزوج بحب الفانلة الحمراء.

قد يكون عفيفي قد فقد نصف محبتي له خلال العام الأخير، ليس بسبب ظهوره مع الدكتور عمرو عبد الحق على صدى البلد، والذي اقدره أيضا رغم اختلافي السياسي معه. ولكن تحفظي على عفيفي سببه إني أشعر أن بوصلته اهتزت كثيرا مؤخراً، ليس بسبب تحوله للإعلام الرياضي أو لأسباب مادية كما يتهمه بعد ضيقي الافق، ولكن أظن لإن عفيفي المهندس الذي يعيش في السعودية كان أكثر تركيزا وأكثر تلقائية.

  للتواصل مع الكاتب من هنا