فاطمة خير
ضغوط كثيرة ومنافذ أمل قليلة، صفحات تحتوي الكثير من الإحباط بدلاً عن الترفيه والمسمى “صفحات تواصل اجتماعي”، حال عام وليس خاص، فعالم الكورونا ليس عالم ما قبل الكورونا، وكل شئ مُكلِف لا شئ مجانياً في هذهِ العالم، لكن.. مهلاً في الحقيقة هناك بعض الفرحة يمكن أن تحصل عليها مجاناً، نعم مجاناً بلا أي مقابل! هل أخبرك ما هي؟
“الراديو”.. لا أسخر منك ولا أمزح، عندما تقود سيارتك في شوارع القاهرة القادرة على تدمير أعصابك دون أدنى مبالغة، يمكن الحصول على مهدئ مجاني للأعصاب يساعدك ولو قليلاً في تجاوز المهمة المستحيلة وهي أن تقود سيارتك في القاهرة دون أن تفقد أعصابك، وقد تكون محظوظاً بصورة أكبر فتكون راكب لا سائق، فإذا كنت تستقل أي مواصلة عامة يمكنك أيضاً الحصول على هذهِ المنحة دون مقابل!
بحصولنا على هواتف ذكية، امتلكنا وسيلة جديدة للحصول على قوائم للاستماع نختارها بأنفسنا، نصنع القائمة ونحتفظ بها، نضع السماعات ونتحرك كيفما نشاء، لا حاجة للراديو إذن، لكن لو كنتم مثلى أكسل من أن تفعلوا ذلك، فلا يزال في إمكانكم الحصول على متعة سمعية دون أدنى مجهود بل يمكن أيضاً الاستمتاع بعنصر المفاجأة وتجربة حظوظكم وهو ما لا يتوافر مع القوائم السابقة التجهيز.
ببعض الانتباه لما تقدمه محطات الراديو المتاحة يمكنك أن تجد عناصر صالحة لإرضاء المزاج في كثير من تقلباته، لا أدعي أنها الأفضل دوماً، فباعتباري من عشاق الراديو أتمنى أن أجد محتوى أفضل بكثير، ولدي قائمة من الملاحظات التي قد تجعل ما يُقدَم أفضل بكثير، ليس باعتبار أن عدد كبير من المحطات هو قادر على صنع “توليفة” و”تنويعة” أكبر فحسب؛ وإنما لإن التطور الكبير في عالم الديجيتال جعل هذهِ المحطات أمام منافسات لا يُستهان بها، وقد تجعل الأمر أصعب مما هو مُتَخيل في القريب العاجل، برغم ذلك يمكنك الحصول على متعة مجانية بتنقلك بين محطات الراديو المتاحة دون الحاجة لاستخدام الإنترنت، مجرد جهاز راديو بسيط للغاية، راديو السيارة، تطبيقات بعض المحطات المتاحة عبر الهاتف، تطبيق FM، كل ذلك لن يكلفك شيئاً، وكفكرة بسيطة عن هذهِ الطريقة السهلة لتغيير المزاج، يمكنك الاستفادة بالتالي:
إذاعة “البرنامج الموسيقي” تتيح لك الاستماع إلى الموسيقى الخفيفة من منتصف الليل وحتى الساعة الثامنة صباحاً، ثماني ساعات كاملة من الموسيقى الرائعة بلا أي فواصل سوى رأس الساعة لمدة ثواني، أي أنه يمكنك الاستماع لها قبل النوم وبمجرد الاستيقاظ، وربما تتركها لتنساب الموسيقى الخفيفة مجاناً أثناء نومك، طبعاً يمكنك الاستماع إلى باقي برنامج الإذاعة على مدار اليوم، تخيل مثلاً أنك تضع السماعات أثناء ركوبك الأتوبيس أو الميكروباص أو تغلق نافذة السيارة، وتستمع للموسيقى الكلاسيكية وأنت تشاهد صراع القيادة في شوارع القاهرة وقت الذروة!
على الناحية الأُخرى يمكنك الاستماع لأغاني المهرجانات وكل الأغاني الشعبية، في التوقيت نفسه لكن على محطة أُخرى”شعبي إف إم”، قد تستمتع بحوارات مذيعيها خفيف الظل ذوي النكهة الخاصة على الهواء، وقد تختم يومك ببرنامج “الليلة عندنا” في العاشرة مساءً، لتنفصل حرفياً عن إزعاج يوم سخيف.
وإذا كنت تحب “الهيصة” فقد تتجه في التوقيت نفسه إلى إذاعة إنيرجي، لتستمتع على مدار ساعتين مع صبري زكي من الأحد للخميس، وبمناسبة الخميس فأنت تستطيع توظيف برنامجه “قول يا كبير” بدلا من أي “دي جي” في أي حفل خطوبة أو زواج، أما “آخرة صبري” فاستمتع به حتى الأربعاء. أيضا قد تجد غايتك في برنامج “صديق القطر” الذي أعلن بعد سنوات عن اسم مقدمه الطبيب النفسي أحمد أبو الوفا، حيث تستمع لقصص حقيقية يطلب أصحابها المساعدة، هذا بالطبع غير الذوق المميز لهذهِ الإذاعة التي استطاعت الحفاظ على مستوى محتواها وخصوصيته منذ انطلاقها.
ولو أردت البحث عن طاقة إيجابية في بداية يومك، توجه فوراً إلى راديو مصر، تماماً في السابعة صباحاً من الأحد للخميس واستمع إلى “طلعت شمس النهارده” مع دينا صلاح الدين، لتجد صوت كله حماس سيمنحك طاقة لبداية جديدة خاصةً يوم الاثنين مع فقرة “غَير واتغير”، ستجد فيها وصفات عملية جداً من متخصصين وأصحاب خبرة خاصةً لأصحاب المشروعات الناشئة.
في التاسعة يمكنك أن تنتقل إلى إذاعة الأغاني لتستمع لمدة نصف ساعة إلى أغاني فيروز، يومياً، وهل هناك أجمل من هكذا بداية لليوم.
في الحادية عشر مساءً يمكنك أن تختار بين إذاعة الأغاني ونغم إف إم لتستمع إلى واحدة من أغنيات أم كلثوم، فتصبح السهرة كلاسيكية من الطراز الأول، وقبلها ستجد أغنية طويلة للعندليب.
لذوق موسيقي خاص يمكنك الاستماع إلى ميكس إف إم 87.8، سواء موسيقى أو أغنيات، وأيضاً على مدار الساعة.
هذهِ مجرد أمثلة لما يمكن أن تجده عندما تدير مؤشر الراديو، أو تتنقل عشوائياً بين محطاته، سيمنحك الكثير من البهجة والسعادة التي لن تكلفك شيئاً سوى نية البحث عنها.