إسراء إبراهيم
زواج الباحث معز مسعود من الفنانة حلا شيحة، كان الحدث الفني الأبرز خلال الأيام الماضية، ولم يتوقف الأمر لدى الجمهور على أنه مجرد زواج لاثنين من المشاهير، بل أصبح الموضوع مادة للسخرية وابتكار “الكوميكس”.
السبب وراء اهتمام الناس بقصة زواج معز مسعود أو طلاقه، يعود إلى زواج “مسعود” خلال 4 سنوات فقط من 3 سيدات من المشاهير، كانت بداية ذلك بزواجه من المرشدة السياحية بسنت نور الدين عام 2017 وانفصالهما بعد أقل من 6 أشهر، ثم أعلن زواجه من الفنانة شيري عادل في يوليو 2018، ليكون الانفصال بعدها بشهر واحد من إعلان الزواج.
غاب اسم “مسعود” عن الساحة لمدة عامين -لأن الاهتمام به اتجه لزيجاته فقط- إلى أن أُثيرت أخبار حول علاقته بالفنانة حلا شيحة، وأعلن الثنائي رسميا عن تلك العلاقة في 2 ديسمبر 2020. قرار الارتباط والانفصال أمر شخصي خالص ولا يحق لأحد التدخل فيه أو التطرق لأسبابه، إذا لم يعلن طرفي الأمر موقفهما بنفسهما.
لكن في حياة المشاهير الزواج والطلاق أمر شخصي، ومعه لا تستطيع منع الجمهور الحديث عنه أو الاهتمام به لأن الشخصيات العامة لا تستطيع التحكم فيما يقوله الجمهور خاصة في زمن “السوشيال ميديا”، وفي حالة معز يرى الجمهور أنه رجل “مزواج” حتى لو لم يفعل حرامًا لكثرة زيجاته وانفصاله خلال الأعوام الأخيرة، ووفقا لمعايير ومقاييس الجمال التقليدية فإن “مسعود” تزوج من 3 جميلات في وقت قصير، فجعله مادة لـ”الكوميكس”، كما تزوج من فنانتين لا ترتديان الحجاب، وهو أمر يراه البعض مخالفا لما يروج له حول مفاهيم الإسلام في برامجه.
في ظل السخرية والنقد الذي يُلاحق معز مسعود -رغم حريته في اختيار الطلاق والانفصال- يلحق الأذى بالسيدات اللاتي ارتبطن سابقا أو تزوجن منه، فيأتي على الفور تذكير الجمهور بزوجاته السابقات، كما فعلت في بداية المقال، لكن الأمر لم يعد مجرد ذكر لعدد مرات زواج “مسعود، الأمر تخطى ذلك وأصبح اسم السيدات يترددن وكأنهن وصمن بالعار لدخولهن تجربة قصيرة لا نعلم ظروفها بالزواج من شخص ما، قد تكون تلك التجربة مؤذية نفسيا لهن أو يردن عدم تذكرها مرة أخرى، لكن الجمهور لا يعطي لهن فرصة لذلك، بل يصفهن البعض بأن معز تزوج “نصف حلوى مكشوفة والنصف الآخر حلوى مغلفة” في سخرية فجة دون اعتبارات لمشاعرهن.
الأمر وصل إلى أن تصف إحدى المواقع الصحفية هؤلاء السيدات بأنهن “حريم معز مسعود” بصورة مهينة لهن، مع وضع صورهن بجواره دون مراعاة لمشاعر السيدات أو التفكير بتأثير ذلك عليهن، وكأننا في “حرملك السلطان”. السيدات انتهت علاقتهن بمعز مسعود منذ لحظة إعلان الانفصال، ولم تخرج أيا منهن للحديث أو ذكر علاقتها به، فلماذا يتم استدعاء أسمائهن وصورهن بامتهان خلال الحديث عن زوجات “مسعود”؟!
أغلب الجمهور حاليا والعقل الجمعي على وعي بأن معز مسعود تزوج أكثر من مرة، وتزوج من شخصيات عامة، ولم تمر فترة أو عدد سنوات كبير لإعادة تذكير الناس بأسماء وصور زوجاته السابقات -في حال أرادت الصحافة ذكر المعلومة من باب المعلومة- واحتراما لخصوصيات وحُرمة الحياة الخصوصية فلا بد أن يعي الجميع أن طليقات معز مسعود لسن ممتلكات شخصية له وسيظل اسمهن مرتبطا به، فلكل واحدة منهن حياتها الخاصة التي تحافظ على ابتعادها عن الرأي العام، فاحفظن لهن تلك الخصوصية.
أردفت: “افتح السوشيال ميديا ألاقي حياتي مشاع.. صورتي ضمن مجموعة صور فيها غزل وضحك بسبب قدر ربنا سبحانه وتعالى كتبه عليا إني أمر بيه، وخلاص القدر عدى وانتهى من حياتي.. أنا مش حلوى مغطاة وغيرى مش حلوى مكشوفة.. وماحدش فينا مُجرد رقم بيتعد، أنا أختك وهي قد تكون بنتك.. الكلام ده مؤذي لينا ولأهلنا.. بلاش حُب الشير واللايك يطغى على إنسانيتنا.. ودعوا الخلق للخالق.. دا (إماطة الأذى عن الطريق صدقة).. فما بالكم (بإماطة الأذى عن مشاعر الناس)”.
على الجمهور والصحافة أن تعي الفرق بين السخرية والمعلومة، واحترام خصوصية الناس ومشاعرهم، دخول شخص في علاقة انتهت لا يعني إجباره على تذكرها مدى الحياة، تذكر أن تلك التجربة قد تكون مؤلمة أو مؤذية لأحدهم، أو أنها لم تكن مؤذية لكن يريد الشخص طي صفحاتها، رفقا بمشاعر الناس وسط زحمة السخرية والكوميكس على “السوشيال ميديا”.