هدير عبد المنعم
انتفضت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الإعلاميين والشخصيات العامة لنصرة أهل الصعيد ورد اعتبار فتياته، بعد تصريحات الإعلامي تامر أمين عن إرسال أهل الريف والصعيد الفتيات للعمل بالمنازل كخادمات.
تصريحات “أمين” لم تقتصر على إرسال الفتيات للعمل كخادمات بالمنازل، بل كان لها بقية وقد تحمل في طياتها إساءة أيضا، حيث ذكر أن الرجال يجلسون بلا عمل ويرسلون أبنائهم وبناتهم للعمل لجلب الأموال. أرى أن تلك إساءة لرجال الصعيد والريف، وتستحق الغضب أيضا.
ولكن ما حدث هو أن معظم الغضب كان بسبب تصريحات “أمين” عن إرسال الفتيات للعمل بالمنازل “كخادمات”، ولا أدري أين موضع الإساءة تحديدا هنا؟ هل الإساءة بسبب اتهامه للرجال بالتقاعس عن العمل وإرسال الفتيات للعمل وتحمل نفقات الأسرة؟ إذا كانت لذلك فهي وجهة نظر محقة ومنطقية.
أم أن الإساءة لأنهن يعملن “خادمات في البيوت”؟ إذا كانت الإجابة نعم، فهي معضلة كبيرة، لأن هناك قطاع من الفتيات والنساء يعملن بالفعل في المنازل، واعتبار “خادمات في البيوت” إساءة يجعل عمل تلك النساء سبة وتهمة لهن.
الموقف ينطبق عليه مقولة الفنان سمير غانم في مسرحية المتزوجون، “بلم البنطلون، الجاكتة ضربت”.
وبذلك يصبح من انتفضوا دفاعًا عن فتيات الصعيد، أساءوا لمجموعة أخرى من النساء اللاتي يعملن بجد من أجل كسب رزقهن.
عزيزي الغاضب الذي يرفض الإساءة لفتيات وأهل الصعيد، احترس فإنك تسيء لأخريات يكفيهن مشقة عملهن، لا ينقصهن إساءة ولا يستحقن تقليل من شأنهن.