أسماء شكري
انتهى عرض مسلسل في بيتنا روبوت الذي تابعه قطاع لا بأس به من الجمهور خلال الأسابيع الماضية، وبالرغم من أنه لم يشارك به نجوم شباك؛ إلا أنه حقق نجاحا ملفتا خاصة بين الأطفال والشباب، كما أن بعض شخصيات المسلسل أصبحت أيقونات تستخدم في الكوميكس وتتداول بعض عباراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها كلمة “حاااضر” التي تقولها زومبا – شيماء سيف، وأيضا “أوكيه” التي اشتهر بها لذيذ – عمرو وهبة.
شعرت أثناء مشاهدتي للمسلسل منذ البداية أنه أشبه بالكوميكس أو حلقات السيت كوم، لم أره مسلسلا بالمعنى المعروف بقصة متماسكة وأحداث متسلسلة لها بداية ووسط ونهاية، وربما هذا ما جعلني أكمل المتابعة ولا أبالي كثيرا بالمشاهد التي لا داعي لها، أو الأحداث التي ليس لها مبرر درامي، تناسيت كل ذلك وتعاملت مع العمل على أنه سيت كوم “لطيف خفيف” كما يقولون.
في رأيي أن إيجابيات المسلسل أكثر من سلبياته، فإن بحثنا عن السلبيات فسنجدها بسيطة ومعتادة من بعض الملل والجمل الزائدة في الحوار والمشاهد المقحمة والإيفيهات المصطنعة من بعض الممثلين، إلا أن الإيجابيات أكثر أهمها الفكرة نفسها؛ “روبوتات تعيش في المنزل”، وهذا هو أهم ما في المسلسل أن فكرته الأساسية جديدة وغير تقليدية، لذلك أعتبرها أساسا بُنيت عليه جوانب العمل الأخرى حتى وإن شابها بعض القصور.
أيضا يحسب للعمل أنه قُدم في 20 حلقة فقط، ولم يصل إلى 30 أو 40 حلقة مثلا كما نرى في مسلسلات أخرى كثيرة، مما قلل فرص “المط والتطويل” التي تهدد بفشل أي عمل فني، ووجدت الكثيرين من متابعي المسلسل فوجئوا بأنه 20 حلقة فقط، ومنهم من تمنى لو زادت الحلقات عن ذلك – ولا أخفي سرا أنني كنت من هؤلاء.
متابعة قطاع كبير من الأطفال لـ في بيتنا روبوت يعد من ضمن عوامل نجاحه، خاصة في ظل سيطرة ألعاب الفيديو والبلايستيشن على وقت وعقول الصغار، وربما ساهم قلة عدد أبطال العمل وأحداث المسلسل البسيطة وغير المتشعبة في نجاحه، فلم تُرهق المشاهدين كثرة التفاصيل أو تعدد الشخصيات؛ كما يحدث في معظم الأعمال الدرامية.
بالنسبة للممثلين، رأيت أداء مقبولا من هشام جمال باعتباره أول دور يمثله وننتظر منه الأفضل، أما أداء ليلى أحمد زاهر فجاء ضعيفا في بعض الأحيان، خاصة صراخها في مشاهد معينة وصوتها العالي في أخرى فضلا عن ضياع مخارج الألفاظ والحروف الكثيرة التي تسقط منها، وعلى الجانب الآخر شاهدنا أداء متميزا لعدد من أصحاب الأدوار الثانية بالمسلسل، مثل دنيا سامي “هدير” وطه دسوقي “علاء” وأوتاكا “عرفة”، الذين أشاد بهم الكثيرون وتوقعوا بزوغ نجمهم في أعمال مقبلة.
في بيتنا روبوت مسلسل في مجمله ناجح “بالمسطرة” وحقق النتائج المنتظرة منه لا أكثر ولا أقل، فقدم كوميديا لطيفة في كثير من المشاهد، وكان ينقصه استغلال أفضل لفكرة وجود روبوتات في المنزل والعلاقة بينها وبين أصحاب البيت، ولكن يعتبر العمل خطوة على الطريق في تقديم أفكار مبتكرة وخارج الصندوق، ومغايرة لقصص الحب والخيانة والغيرة والانتقام التي سئم منها الجمهور.