محمد إسماعيل الحلواني
لم يعد “إنستجرام” ساحة حصرية للشباب، فقد اقتحمت المنصة فئة جديدة من المؤثرين المتقدمين في السن، واصطلح الخبراء على تسميتهم Grandfluencers.
لكل من المؤثرين الكبار أسلوب مميز وسيرة شخصية “بايو” لافتة، وأداء بعضهم أصبح أكثر وضوحًا وأكثر حيوية من شباب وفتيات كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
في حين ما يقرب من 75% من المؤثرين على إنستجرام أقل من 35 عامًا (و42% تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة)، فإن هذا لا يعني أنه لا توجد مساحة لأيقونات الإنترنت الذين قبلوا تحدي تقدمهم في السن.
في العام الماضي، أعلنت وكالات تسويق تتعاون مع المؤثرين أن الحسابات التي حددوها كأفضل 10 مؤثرين من كبار السن على إنستجرام قد شهدت زيادة بنسبة 24% في المتابعين منذ سبتمبر 2017.
لفتت صحيفة RAGAN’S PR Daily إلى أن أكثر الشراكات نجاحًا خلال الأشهر الـ12 الماضية كانت استعانة الموقع الإلكتروني لشركة “أورا فريمز” المتخصصة في صناعة وبيع إطارات الصور الفوتوغرافية بالمؤثرة “شارلوت سيمبسون”، مستشارة التوجيه المتقاعدة البالغة من العمر 65 عامًا، ومنحت الصحيفة شارلوت لقب الوجه الإعلاني الأفضل أداءً في عام 2020، فقد تمكنت من جذب ما يقرب من خمس أضعاف التفاعل مقارنة بأي إعلان آخر معتمد على المؤثرين، وتضاعفت معدلات التفاعل والمشاركة 6 أضعاف مقارنة بأي تصميم إعلاني.
كشركة تركز على التكنولوجيا، لم تكن الشراكة مع المؤثرين المسنين هي الخيار البديهي، ولكن معطيات العام 2020 غيّرت بالتأكيد نظرة المستهلك وسلوكه. وأتاحت إجراءات العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل فرصة لإثراء التنوع ورفع تمثيل كافة الشرائح العمرية في المحتوى، لا سيما مع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر والذين يتمتعون بقدرة شرائية كبيرة ولا يزالون غير ممثلين تمثيلاً مناسبً على وسائل التواصل الاجتماعي ومساحات المؤثرين.
وفقًا لأحدث الدراسات، يتحكم الجيل الأكبر سنًا في ما يقرب من 70 % من إجمالي الدخل في الولايات المتحدة، ويقضون 15 ساعة على الإنترنت كل أسبوع، ويعتقدون إلى حد كبير أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في تحسين حياتهم.
أضافت الصحيفة: “هناك مفهوم خاطئ مفاده أن كبار السن غير مهتمين بتعلم التقنيات والتريندات الجديدة، مما يعني غالبًا أن العلامات التجارية تفشل في التسويق لهم بشكل صحيح. ولكن كبار السن لم يصبحوا أكثر دراية بالتكنولوجيا فحسب، بل يستخدمون المنصات عبر الإنترنت لبناء علاماتهم التجارية الشخصية ومشاركة منتجاتهم المفضلة، مما يجعلهم شركاء مثاليين لم يتم استغلالهم بشكل كامل بعد خاصة في ظل تحديات فرضتها جائحة كورونا وعدم الاستقرار الاقتصادي هي ظروف مثالية لبحث الجمهور عن محتوى يدعم الأصوات المتنوعة ويجعلهم يشعرون بالرضا”.