دنيا شمعة
شهدت تجربة الكتب الصوتية والمنصات المخصصة لها رواجًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، خصوصًا مع ظروف أزمة كورونا والعزل المنزلي، وأيضًا توافر عدد كبير من العناوين على المنصات العربية والأجنبية بأسعار جيدة، وتعد الكتب الصوتية أحد أهم فروع صناعة البودكاست.
تضم صناعة الكتب الصوتية بمنصاتها المختلفة، عددا من النجوم الذين ألفهم المستمع وتابعهم، والذين تجاوز بعضهم تسجيل 100 كتاب صوتي كما أن الكثير منهم يعملون في قطاعات أخرى في الإعلام، كمراسلين أو مذيعين راديو، أو فنانين، أو مهندسين صوت.
يعد حمدي التايه، أحد أهم الأسماء في صناعة الكتب الصوتية، والذي سجل حتى الآن أكثر من 30 كتابا صوتيا، يتم عرضهم على منصتي “storytel” و “كتاب صوتي”. وضمن ملف خاص عن “البودكاست”، أجرى إعلام دوت كوم، حوارً مع “التايه”، تحدث فيه عن صناعة الكتب الصوتية، وأهم النصائح التي يقدها للمعلقين الصوتيين الجدد، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- اتجهت لمجال الكتب الصوتية في عام 2003، وجاء ذلك عن طريق الصدفة أثناء عملي بإحدى المسرحيات مع المخرج خالد جلال، وبالفعل بعد تسجيلي لأكثر من 5 كتب صوتية مع هذه الشركة انتقلت للعمل في “اقرألي” و “كتاب صوتي”.
2- من أهم المواصفات الواجب توافرها في رواي الكتب الصوتية، هي الإيمان باللغة العربية فالأهم من النطق الصحيح الإيمان بالقواعد النحوية، فمن الممكن أن ينفر المستمع من كلمة واحدة، فقد لا توفر الشركة مصححا لغويا، أو تقضي الظروف بعدم وجوده فلذلك يجب عليه التعامل بشكل فردي.
3- منتج الكتاب هو من يحدد حسب احتياجه ورغبته، عدد المؤديين في الكتاب الواحد، فربما يرغب في أن يسجل مؤدي صوتي واحد الكتاب كله، وهو الشائع، وربما يرغب في أن يسجل شخص الأصوات الذكورية وشخص أخر الأصوات النسائية وهكذا.
4- تكمن قدرة المؤدي على أداء شخصيات مختلفة بأعمار مختلفة، في قدرته على التلون والتمثيل في صوته وانتقاله من شخصية لأخرى، وهو أمر يكتسب مع الخبرة لكن بشرط وجود الموهبة من الأساس.
5- الوقت الذي يستغرقه الكتاب الواحد في التسجيل، يعتمد على قدرات المؤدي وخبرته وتمرسه، فكلما زادت احترافية المؤدي وتمرسه في المهنة قل عدد أخطائه خلال التسجيل، وبالتالي قل الوقت اللازم لتسجيل الكتاب، وقد تكون هذه الأخطاء طفيفة للغاية كوجود صوت بسيط بسبب الحركة أو غيره.
6- سعة التمثيل والأداء الدرامي المتاحة للمؤدي تكون على حسب المكتوب في الرواية، فالهدف الأساسي يكون إخراج الرواية بصورتها المكتوبة، وأيضًا عدم المبالغة في الأداء الدرامي لأننا نقوم بأداء الرواية وليس تمثيلها، حتى لا تتحول لمسلسل إذاعي.
7- عند وجود بعض المصطلحات الفنية الصعبة أو بعض الأسماء الخاصة ببلدان أخرى، من الممكن أن ألجأ للإنترنت وأسمع النطق الصحيح للكلمة من أهل البلد أنفسهم، أو قد أستعين بمصحح لهجات من أصدقائي أو لأشخاص من البلد نفسها، لكن إتقان المؤدي لعدد من اللهجات ليس شيئا أساسيا، لكنه إضافة وتطور كبير للمؤدي ويزيد من مهاراته بالتأكيد.
8- ثقافة المؤدي الصوتي شيء مهم ومطلوب جدًا، ويضيف لأدائه أيضًا، ففهمي لمحتوى الكتاب وإدراكه يساعدني في توصيل المعلومة بالأداء الصحيح، كما أن التدرب على أيدي المختصين وحضور ورشات تدريب للأداء والتعليق الصوتي مفيد جدًا في تطوير الأداء.
9- من أهم التحضيرات قبل جلسة التسجيل الصوتي، هو قراءة الراوي للرواية أو الكتاب قبل التسجيل مما يساعد في إنجازها في وقت قصير، وأيضًا شرب المشروبات السخنة كالزنجبيل قبل التسجيل، وعدم إجهاد الصوت.
10- من أكثر الكتب المرهقة التي أديتها هو كتاب “على عهدة حنظلة” للكاتب إسماعيل فهد إسماعيل لأنه اعتمد أسلوب تداخل الحوار بدون تحديد الشخص المتكلم، وهو شيء ليس باليسير، و سلسلة “الرحلة” لفكري الخولي، لأن قصتها تشبه المسلسلات الدرامية بالإضافة لكونها رواية حقيقية، وأيضًا أتمنى الفترة القادمة تسجيل عدد من الأعمال لنجيب محفوظ.
11- من أكثر الروايات التي استمتعت بتسجيلها وأيضًا أرهقتني هي رواية “فرقة ناجي عطالله” ليوسف معاطي، لاحتوائها على عدد ضخم من الشخصيات أديتهم جميعًا، رغم إحساسي في البداية أني لم أؤديها بالشكل المثالي، إلا أني فوجئت بإشادات المستمعين بأدائي للرواية، وبصفة شخصية استمتع بتسجيل كتب الراحل أحمد خالد توفيق والراحل نبيل فاروق، وذلك لارتباطي بكتابتهم منذ الصغر، وأيضًا لإعجابي بالقضايا التي يطرحها أحمد خالد توفيق على وجه الخصوص.
12- الكتب السردية تكون أسهل في أدائها حيث لا تحتاج لتلون الصوت بشكل كبير، بل يكون الصوت ذو نغمة واحدة مما يساعد في تقليل وقت التسجيل. وأعتقد أنه لابد من مراجعة الكتاب بعد تسجيله، فبعض الشركات تستعين بمدقق لغوي يراجع الصوت مع النص الأصلي، وعند وجود أي أخطاء يتم تسجيلها مرة أخرى، كما قد يوجد مراجعة شاملة للكتاب لمراجعة الأداء الصوتي ككل.