محمد الصباغ يكتب: ثورة يوليو ولعبة الإعلام

اليوم  يكون قد اكتمل ثلاثة وستون عاما على تحرك أقل من تسعين ضابطا من بين ضباط الجيش المصري البالغ عددهم حوالي خمسة آلاف ضابطا، مع  أقل من ثلاثمائة جنديا وصف ضابط .

في مساء يوم الثلاثاء  22يوليو 1952 من بين قوات جيش قد بلغ  تعداده حوالي 60 ألفا من الضباط والجنود  لإحداث تغيير في نظام الحكم القائم  في مصر وقتها، وكان بعض من تحركوا من الضباط  لا يعرفون  الهدف النهائي من عملية التحرك . كان الجيش المصري موزع علي مجموعة من المناطق العسكرية في مصر والسودان، وكانت المناطق العسكرية داخل مصر تتوزع ما بين سيناء، وكانت المحطات الرئيسية لقوات الجيش المصري في سيناء تتمركز في “رفح” وفي محطة العريش العسكرية وفي شرق القناة بالقرب من السويس، كما كان الجيش يتمركز في الإسكندرية  وفي محطة  أسيوط العسكرية  بمنقباد.

تحرك الضباط التسعون وكان التحرك معروفا مسبقا للمخابرات البريطانية  التي كان تغلغلها داخل الجيش المصري  كاشفا لأدق أسرار حركة الضباط  ، كما كان تحرك الضباط لإحداث ” ثورتهم العسكرية” قد تم بمعاونة وتشجيع رجال من المخابرات الأمريكية  في القاهرة وبمعرفة مساعد الملحق العسكري الأمريكي “ديفيد  إيفانز”  منذ يوم 14 يوليو 1952  التاريخ الحقيقي لليوم الذي صدر فيه قرار القائد العام للجيش الفريق محمد حيدر بحل مجلس إدارة نادي ضباط الجيش وكان قرار حل مجلس إدارة نادي الضباط  هو ما قصد به أن يكون محفزا لحالة تذمر تحدث داخل الجيش ولصنع حالة فوضى تتحرك تحت ساترها مجموعة تنفيذ الانقلاب.

تحرك الضباط التسعون ، وكان بعضهم قد أعد لنفسه  في حالة فشل الإنقلاب ، خطة هروب بطائرات تحملهم إلي سوريا حيث يستضيفهم ، رئيس الإنقلاب السوري الحاكم اللواء “أديب الشيشيكلي”تحرك ضباط الإنقلاب في يوليو 1952 وقد حصلوا علي المباركة الأمريكية قبل الإنقلاب بأربعة شهور عندما تقابل مندوب عن مجموعة الإنقلاب مع ” كيرمت روزفلت ” مسئول عمليات المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط في شهر مارس 1952 تحرك ضباط الإنقلاب في نهار ويوم الثلاثاء  22 يوليو ـ يوم تنفيذ الإنقلاب المؤجل ـ وقد كان تحركهم لرجال في القصر الملكي، وللعميل المزدوج  وزير الداخلية ” أحمد مرتضي مصطفي المراغي ” ـ إبن شيخ الأزهر الراحل والـذي كان رجل المخابرات الأمريكية الفاعل في الوزارة والقصر الملكي ، وكان “مرتضي المراغي ”  هو  الرئيس الفعلي للتنظيم الحديدي المسئول عن حماية الملك فاروق وكان هو الخائن الأول في تنفيذ العملية الأمريكية للإطاحة بالملك فاروق، كان تخطيط  وزير داخلية الملك فاروق أن يكون البديل للنظام الحزبي، بحكومة عسكرية  يشترك فيها بعض ضباط الإنقلاب وعلي رأسهم اللواء محمد نجيب والذي كان من المرتب له أن يكون وزيرا للحربية والبحرية  لفترة محددة  يتم تصفيته بعدها ، ليتم تصعيد آخر من بين الطامحين من ضباط الجيش.

هذا هو بعض من حقيقة   التغيير الذي حدث في مصر  في فترة نهاية عهد أسرة ” محمد علي ”   والذي يمثل بعض من الرواية المحجوبة ـ والموثقة  لدي مصادرها ـ   كان هناك دائما قصة أخري وقد عمد المستفيدون أن يظل ” يوليو الحقيقي”  غائما  مروي علي غير حقيقته مبالغ ومجد صناعه رغم أدوارهم التي تتناقض مغ الصورة الدعائية التي قدوموا أو قدموا  أنفسهم بها .

رغم كل هذه السنوات التي تخطت الستون، مازالت الأحداث الحقيقية  لثورة بعض ضباط الجيش في 23 يوليو  1952  لم ترو ، وإنما ما طالعناه هو ” الرواية المتعمدة”  الرواية التي صنعتها أجهزة الدعاية والتي استعانت بالخبرة الأمريكية في السنوات الأولي لثورة الجيش .

ولم تكن أجهزة الدعاية فقط في سنوات الإنقلاب الأولي هي المتلقي الوحيد لخبرة أجهزة المخابرات الأمريكية ولنصائح الخارجية الأمريكية ولسفيرها في مصر” جيفرسون كافري بل غطت هذه النصائح كافة مظاهر الحياة السياسية والعسكرية والإقتصادية في مصر .

اقـرأ أيضـاً:

15 صورة من حفل زفاف أيتن عامر أبرزهم رقص وفاء عامر

محيي الدين أحمد يكتب: برما يبحث عن هدية لعمر طاهر

زوج أيتن عامر يحملها ويجري بها في الزفاف

شريف منير يكشف أجره في الإعلانات الخيرية

صورة “محرجة” لمحافظ الإسكندرية في برج العرب

السيسي يتجول بالدراجة في مصر الجديدة أثناء مباراة القمة

.