هالة أبو شامة
قبل ساعات قليلة، انطلق عرض مسرحية “بودي جارد” للفنان الكبير عادل إمام، على منصة “شاهد vip”، تحت رعاية الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية و”مجموعة MBC”، وذلك لأول مرة منذ انتهاء عرضها للجمهور على المسرح قبل 11 عامًا، إذ أنها تعد من أطول المسرحيات عرضًا، حيث بدأ عرضها عام 1999 واستمر دون انقطاع حتى عام 2010.
شارك في المسرحية التي تم تصويرها تلفزيونيًا والتي أخرجها رامي إمام، وألفها يوسف معاطي، عدد كبير من الفنانين أبرزهم رغدة، عزت أبو عوف، سعيد عبد الغني، محمد أبو داود، محمد دسوقي، ضياء عبد الخالق، أحمد التهامي، عماد زياد، كوثر رمزي، أحمد البرعي.
تدور “بودي جارد” حول آدهم الجبالي، السجين المشاغب دائم الهروب، الذي تسوقه الأقدار لمقابلة رجل أعمال يدعى سعد الدين فارس، والذي سيطلب منه أن يخرج من السجن ليكون حارسًا شخصيًا لزوجته سيدة المجتمع التي سرعان ما ستغرم به، لتبدأ الصراعات بين الرجلين محاولين أن يتخلص كل منهما من الآخر.
كان اختيار الممثلين للشخصيات موفقًا بكل تأكيد إلا أنه لم يكن مفاجئًا للجمهور الذي اعتاد على رؤيتهم جميًعا في أدوار مشابهة، إذ جسد عادل إمام، خلال الأحداث دور آدهم السجين الذي يهابه الجميع بداية من زملائه في الزنزانة وصولا إلى الضباط القائمين على السجن، فيما أدى عزت أبو عوف، شخصية رجل الأعمال المُرفه والمُنعم في زنزانته رغم أنه يقضي فترة عقوبته، وجسدت رغدة دور الزوجة الخائنة الفاتنة لكل الرجال.
باقي الشخصيات المشاركة في العمل بعضهم كان وجهًا مألوفًا في أعمال عادل إمام، من بينهم كوثر رمزي، التي اشتهرت بشخصية “سفيرة دولة كونكان” في مسرحية “الزعيم”، والتي أضحكت الجمهور حينها بأدائها الهزلي وملابسها اللافتة ومشيتها الغريبة على المسرح، إلا أنها لم تتسم هذه المرة خلال “بودي جارد” بنفس تلك الطرافة التي رأيناها بها وقتذاك، إذ أن تفاصيل شخصيتها وأسلوبها في تأديتها لم تختلف كثيرًا عن تلك السفيرة ولذلك غاب عنها عنصر الإبهار.
ديكور المسرحية كان مستهلكًا بعض الشيء، فغرفة النوم والسرير الذي دائمًا ما يوضع في منتصف خشبة المسرح، ومشاهد حفلات الأثرياء، والمحكمة، كلها جميعًا رأيناها في أعمال سابقة لعادل إمام، وإن جاز التعبير يمكننا القول بأن الديكور هو مجموعة منتقاة من مسرحيات “الزعيم والواد سيد الشغال وشاهد ما شفش حاجة”.
أحداث المسرحية ذاتها كان مبالغ فيها خاصة وأن القصة تدور في مجتمع شرقي، لا تتناسب مفاهيمه وتقاليده مطلقًا مع ما عُرض في المسرحية، أبرزها حينما وافقت الزوجة على أن يشاركها حارسها الشخصي نفس السرير، خوفًا من أن تتعرض للأذى أو للقتل، وهذا بالطبع أمر لا يمكن أن يحدث ليس في المجتمعات الشرقية فقط وإنما في العالم كله.
لم يتضمن نص العمل إيفيهات بارزة بل اعتمدت على كوميديا الموقف، وتعبيرات وجه الممثلين وأدائهم المفتعل، فيما استخدمت بعض العبارات الدالة على الأحداث السياسية الجارية حينها من بينها فضيحة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي، التي اتهمته بالتحرش بها، كما تم إقحام بعض الكلمات السياسية الأخرى من بينها العروبة، وغيرها من هذا القبيل، وذلك الإقحام جعل السيناريو غير متجانسًا في بعض المشاهد.
وكانت أبرز القضايا التي ركزت عليها المسرحية هي الفساد الذي يرتكبه رجال الأعمال بصفتهم صفوة المجتمع، وانحلالهم الأخلاقي.
كنت أتمنى أن يتم التنويه سواء في بداية تتر المسرحية أو حتى على منصة “شاهد” عن أن العمل +18، إذ أن هناك العديد من المشاهد التي تتضمن إيحاءات جنسية لا يليق للأطفال مشاهدتها.
العمل ككل كان مخيبًا لآمال الكثير من الجمهور الذي ظلوا أيامًا متحمسين لمشاهدته بعد الضجة الإعلامية التي حدثت مؤخرًا، إلا أنه رغم كل ذلك سيظل أحد أعمال عادل إمام، الذي طالما تربينا على أعماله وأحببناه.