بعد منعها من العرض لما يقرب من 11 عاما، عرضت بالأمس مسرحية “بودي جارد” للفنان عادل إمام، عبر منصة “شاهد”، وذلك بعدما حصلت الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية على حقوق عرضها.
المسرحية التي بدأت عام 1999 وانتهت عام 2010، تبدل عليها العديد من الأبطال، سواء لوفاة بعضهم أو تغيير البعض الآخر لظروف طارئة، وغيره من الأسباب، بالإضافة إلى ذلك بقيت حبيسة الأدراج لسنوات طويلة لأسباب مختلفة وغير معروفة، رغم وجود الكثير من المفاوضات لعرضها عبر شاشات التليفزيون.
بعيدا عن أحداث المسرحية، ومدى تقبل الجمهور لها في السابق والآن، وهل فعلا غامر فيها عادل إمام بتاريخه الفني كله من أجل مساندة ابنه “رامي” وتقديمه كمخرج جيد للجمهور أم لا؟ المهم أن كواليسها كانت أكثر سخونة من أحداث العمل نفسه، فقد يتفق أو يختلف كثيرون حول مدى جودة المسرحية ككل، فضلا عن أداء الأبطال، لكن الكواليس لا خلاف عليها، بدءا من وفاة مصطفى متولي، ثم تغيير بعض الأبطال، واستمرار العرض نحو 11 عاما.
ومن أبرز تلك الكواليس ما حدث في مطلع مايو 2001، حين جاء أحد الأشخاص إلى المسرح، وطلب مقابلة الفنانة شيرين سيف النصر وعادل إمام، لكن أمن المسرح أخبروه أنهما في إجازة، وطلبوا منه إذا رغب في مقابلتهما أن يأتي في اليوم التالي، وبالفعل جاء مرة أخرى وأصرّ على رؤيتهما، وعندما حاول الأمن منعه صرخ بأعلى صوت قائلا: “لازم أقتلهم”، وما أن سمع الأمن صيحاته بهذا الكلام اصطحبوه إلى القسم وحرروا له محضرا بالواقعة ومن ثم تحويل المحضر إلى مديرية أمن الجيزة، التي بدورها قامت بالتحقيق مع المتهم، الذي أكد في اعترافاته أنه مكلف من شخصية بتشويه وجه شیرین سيف النصر وعادل إمام ومدحت صالح وفيفي عبده، مقابل الحصول على 50 ألف جنيه عن كل شخص يقوم بتشويهه.
النيابة تحرت أسماء وعناوين الأشخاص الذين أدلى المتهم بأسمائهم باعتبارهم المحرضين له على ارتكاب الجريمة، فوجدت أن الأسماء موجودة لكن العناوين خاطئة، فاستمر البحث عن أصحاب تلك الأسماء، فضلا عن إيداع المتهم في أحد دور المصحات النفسية والعقلية للكشف عن صحة قواه العقلية، وذلك للتأكد هل هو مريض عقلي أم لا، خاصة بعد السيناريوهات المختلفة التي نسجها المتهم عن استعداده لتنفيذ الجريمة، ومنها أنه كان سوف يقود دراجة بخارية برفقة رجل يجلس خلفه، ويتنكر في رداء سـيدة منقبة، ثم يقومان أولا بتشويه وجه شیرین سيف النصر وذلك أثناء خروجها من المسرح، وبعد ذلك يستقلان تاكسي ليلاحقا عادل إمام أثناء ذهابه لمنزله.
وفقا لتصريحات شيرين سيف النصر لمجلة “الكواكب” بتاريخ 16 مايو 2001، فإن حديث المتهم عن التشويه جعلها تقلق للغاية، قائلة: “الكلام جعلني أقلق وأشعر بالخوف لأن القتل كلنا نعلم به لكن التشويه!! فهو أمر صعب للغاية ولهذا عملت محضرا لهذا الرجل بعدم التعرض لي.. وأثناء وجود المحامي عندي بالمنزل ليطلعني على التفاصيل الخاصة بالقضية فوجئت باتصال هاتفي يخبرني أني لو لم أتنازل عن المحضر الذي رفع ضد هذا المتهم، فإنه سوف يقتلني أنا وعادل إمام لأن عادل قام بعمل نفس المحضر تجاهه”.
تضيف شيرين: “المحامي وقتها أخذ مني التليفون وبدأ محادثته على أساس أنه بإمكانه أن يلغي البلاغ، ولكنه يريد أن يتحدثا معا حتى تتم تسوية الأمر فيما بينهما، ولذا أعطاه رقم هاتفه المحمول وانتظرنا ثلاث ساعات حتى يتصل ذلك الشخص، ولكنه لم يتصل فكنا نأمل أن يظهر رقمه على الموبايل الخاص بالمحامي، لكن لم يفعل ذلك، ولسوء الحظ أن خاصية إظهار رقم الطالب بتليفون منزلي معطلة، ولذلك لم نستطع أن نلتقط الرقم الذي يتحدث منه، وبمجرد أن انتهى هذا الموقف أسرع المحامي لتحرير محضر جديد بهذا التهديد، لمعرفة غموض هذا الموقف”.
من المفارقات أن شيرين سيف النصر اضطرت وقتها للاستعانة بـ”بودي جارد”، من إحدى شركات الحراسة التابعة لوزارة الداخلية، ليرافقها على مدار اليوم بأكمله، حتى تنتهي الأزمة وتشعر بالأمان مجددا بعيدا عن التهديدات، وكأن اسم المسرحية انعكس في الواقع على حياتها الشخصية، فأصبحت بحاجة لـ”بودي جارد” في التمثيل وفي الواقع.